1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Libya

ليبيا: المتطوعون يساعدون الفئات الضعيفة في بنغازي على مواجهة الصعاب

A gold seller in Benghazi Chris Simpson/IRIN

بينما ترد تقارير متضاربة حول تقدم الثوار نحو العاصمة الليبية طرابلس، تحاول منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الدولية في بنغازي مساعدة المحتاجين على مواجهة الظروف الصعبة.

فقبيل الغروب، تقوم مجموعة من أفراد الكشافة الليبية بترتيب الطاولات والكراسي، وتقديم صواني الوجبات المعلبة والأرز واللحوم والحليب والفواكه والتمر والعصير والمياه للأسر التي قدمت مع أطفالها، ولمجموعات الأصدقاء وغيرهم ممن يبحث عن وجبة إفطار. وبعد أن يأكل الجميع ويقومون بتلاوة الدعوات، يرحلون ليعود أفراد الكشافة للعمل مرة أخرى لإزالة بقايا الطعام وتنظيف الطاولات.

ويتم تقديم الغذاء مجاناً، يتولى توزيعه أفراد الكشافة بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة غير الحكومية الدولية ميرسي كور( فيلق الرحمة). وحسب طارق، وهو مهندس ميكانيكي يقود مجموعة كشافة ويشرف على إعداد وجبات الطعام، فإن "هذا شهر صعب على الناس، لا سيما بالنسبة لإيجاد الغذاء والمال... نحن لم نتقاضى رواتبنا منذ فترة طويلة كما أن المصارف تتردد في دفع مبالغ كبيرة. والجميع يتمنى أن يتم استرجاع أموالنا المودعة خارج ليبيا حتى نتمكن من العيش بشكل طبيعي مرة أخرى إن شاء الله".

وفي الوقت نفسه، وفي مُجمَّع بجوار جامعة قاريونس في بنغازي، يحمل أحد المتطوعين الميكروفون ويبدأ بتنظيم مباريات المساء واختيار المشاركين. وحسب زميلته سلوى، التي تعمل كأمينة صندوق في الجامعة، فإن معظم الأطفال في المجمع قدموا من المناطق المتضررة من الصراع في ليبيا، أي من بلدات مثل البريقة وأجدابيا ورأس لانوف.

وأضافت سلوى: "لدى هؤلاء الأطفال ذكريات سيئة ونحن نحاول مساعدتهم على نسيان الحرب... هنا يمكنهم الاسترخاء، ولكننا نعمل على ألا ينسوا المدرسة. لذلك، نقوم بتعليمهم اللغة العربية والرياضيات، وهم يحرصون على تعلم أي شيء".

وقد ساعدت المنظمة غير الحكومية الدولية إنقاذ الطفولة، من خلال العمل بشكل وثيق مع شركاء محليين، على تهيئة "مساحات صديقة للطفل" في جميع أنحاء المدينة لإتاحة المجال للأطفال للعب والدراسة، كما قامت أيضاً بتهيئة المهاجع. وحسب جيني همفريز، وهي مسؤولة بمنظمة إنقاذ الطفولة، "يحتاج الأطفال إلى روتين...فهم بحاجة إلى الشعور بأن الحياة الطبيعية التي كانوا يفتقدونها منذ بدء الصراع قد عادت".

وكان الآباء والأمهات والمعلمون قد علموا أن البرنامج المدرسي الكامل سوف يبدأ فور انتهاء شهر رمضان، إلا أن الكثير من الناس في بنغازي يشكون في ذلك ويشعرون بالقلق من ارتفاع سقف الآمال والوعود الكاذبة.

ويدعو عمال الإغاثة إلى توسيع برامج حماية الطفل لتشمل مناطق أخرى مثل مصراتة وجبل نفوسة. وكان تقييم حديث في بنغازي قد توصل إلى أن القدرة على التعامل مع قضايا حماية الطفل محدودة للغاية، وأن الأطفال قد شهدوا الكثير من العنف بسبب الصراع وعانوا من ضيق نفسي واجتماعي على نطاق واسع.

التقليل من شأن المشاكل

يعترف الطلاب وأصحاب المحال التجارية وبائعو السمك والعمال الذين تم تسريحهم جميعاً بإصابتهم بحالة من الإحباط بسبب الظروف الحالية، ولكنهم يميلون إلى التقليل من شأن المشاكل وخسارة الإيرادات ومشاكل السيولة وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر. حيث قال أشرف، وهو صاحب متجر لبيع الأحذية: "لقد انخفض الطلب بالتأكيد، أنا لا أبيع سوى أربعة أزواج من أحذية التدريب، بينما كنت أبيع ضعف هذا العدد منذ فترة قصيرة، ولكن انخفاض الدخل يأتي في الترتيب الثالث أو الرابع على قائمة الأمور التي تشغلني".

وفي السياق نفسه، تُصوِّر الكتابات على الجدران واللوحات الجدارية في ميدان التحرير الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على أنه خائن للشعب الليبي وللإسلام، ويتحدث الناس بحرقة كبيرة عن الظلم الذي شهدته ليبيا في ظل حكمه. وحسب وليد، وهو مهندس جيولوجي يعمل لدى شركة نفط، فإن الحكومة أضاعت النوايا الحسنة التي تولدت لدى الناس في بداية حكم القذافي، وجعلت المواطنين الليبيين العاديين ينفرون منها بسبب تهميشها للقرآن لصالح الكتاب الأخضر.

وتحدث وليد بغضب عن التقارير الواردة عن الانتهاكات السابقة لحقوق الإنسان، وخص بالذكر، كما يفعل العديد غيره في بنغازي، مجزرة سجن أبو سليم التي وقعت في سجن شديد الحراسة في طرابلس عام 1996، واصفاً إياها بأسوأ الجرائم التي ارتكبت على مدار 42 سنة من حكم القذافي، مشيراً إلى أن احتجاجاً روتينياً على الظروف المعيشية انتهى بارتكاب مذبحة غير مبررة راح ضحيتها مئات الأشخاص.

من جهته، تحدث نجيب، وهو ميكانيكي سيارات، وعبد الناصر، وهو موظف في شركة نفط، عن سنوات من الإهمال الذي ترك مدن في شرق البلاد مثل بنغازي محرومة من الاستثمارات والبنية التحتية. كما سخرا من سجل الحكومة في مجال الرعاية الصحية والتعليم، وانتقدا عبث الحرب مع دولة تشاد المجاورة في الفترة من 1978 إلى 1987 التي أودت بحياة الناس هباءً.

الاعتماد على الشائعات

يتابع سكان بنغازي الصراع الدائر في ليبيا عن كثب، سواء من خلال وسائل الإعلام الحكومية أو الشبكات التلفزيونية الدولية، ولكنهم يعترفون بصعوبة الحصول على صورة واضحة، وهم يحاولون فهم الجبهات المتغيرة والادعاءات التنافسية من كلا الجانبين. فبعد أن تناقلت كل وسائل الإعلام المحلية والدولية نبأ وفاة نجل القذافي، خميس، أثناء غارة جوية، تبين فيما بعد أن الخبر كاذب.

وهذا ما علق عليه وليد بقوله: "نحن نعاني من انتشار الشائعات الكثيرة". كما أشار إلى صعوبة التحدث بحرية في الماضي ومعاناة السكان العاديين من انعدام الثقة والإرهاق بسبب اللجان الشعبية الثورية الموالية للقذافي. وحتى الآن، في "بنغازي المحررة"، لا زال هناك حديث متكرر عن وجود طابور خامس ومخربين.

ولكن الحياة تستمر...فالناس لم تفقد الأمل بعد بالرغم من أن الجميع تعب من طول انتظار التغيير، حسب المهندس الكهربائي عمر رمضان.

cs/cb/eo –ais/amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join