1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. South Sudan

جنوب السودان: إعادة دمج العائدين في ولاية أعالي النيل

John Wiyual, a returnee from the north, has lived at a way station in Makalal, capital of Upper Nile state in South Sudan, since late 2010 Jane Some/IRIN

عاد جون وايوال من الخرطوم، عاصمة السودان، إلى جنوب السودان في ديسمبر 2010، على أمل ألا تؤدي هذه الخطوة إلى تعطيل تعليم أطفاله الخمسة أكثر مما ينبغي. وكانت عائلة وايوال من بين أولى المجموعات العائدة إلى ديارها في جنوب السودان، في انتظار انفصال الجنوب، الذي أصبح واقعاً في 9 يوليو.

وقد تحدث وايوال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن تجربة العودة قائلا: "بعد وصولهم إلى ملكال [عاصمة ولاية أعالي النيل في جنوب السودان]، يتوجه الكثير من العائدين إلى المقاطعات التي نشؤوا فيها، أما أنا فاخترت البقاء هنا لأضمن مواصلة أطفالي لتعليمهم...كنت أعرف أن الخدمات العامة في مقاطعتي [أولانغ] لا تزال سيئة، وقد لا يجد أولادي مدرسة قريبة بما فيه الكفاية للاتحاق بها. إن مجانية التعليم الابتدائي أمر مشجع ولا أحتاج فقط سوى للاستقرار في منطقة يسهل منها الوصول إلى المستشفى والمدرسة والسوق".

ويشكل توفر الخدمات الأساسية والأراضي وفرص العمل الاعتبارات الرئيسية التي تؤثر في وتيرة إعادة إدماج العائدين مثل وايوال وآلاف الأسر الأخرى بمنطقة أعالي النيل الكبرى، التي تضم ولايات أعالي النيل وجونقلي والوحدة.

ويتمكن الأشخاص العائدين إلى المناطق الحضرية والمقاطعات القريبة من المناطق الحضرية من الاستقرار بسرعة كبيرة، في حين ينتهي المطاف بالعائدين إلى مقاطعات نائية بالاستقرار في مراكز للعبور (إذ لا توجد مخيمات للنازحين في جنوب السودان) حيث يقيمون لفترات طويلة وينتظرون توزيع الأراضي في المناطق التي تستفيد من خدمات جيدة.

وقد أفاد وايوال، الذي كان قد قصد الخرطوم في عام 1989 أثناء احتدام الصراع في أولانغ، أنه سيغادر مركز العبور في منطقة داغارشوفو بملكال إذا حصل على أرض في مقاطعته تكون في منطقة تسمح لأطفاله باستكمال تعليمهم المدرسي.

وأضاف: "لا أستطيع في الوقت الراهن أن أذهب إلى أولانغ لأنني لن أكون قادراً على تلبية احتياجات عائلتي هناك. فأنا أعتمد على العمل المؤقت في مدينة ملكال لتكميل الحصص الغذائية التي نحصل عليها هنا في مركز العبور...وقد كانت آخر مرة حصلنا فيها على حصص غذائية [ من طرف لجنة إعادة التأهيل وإعادة الإدماج في جنوب السودان (SSRRC)] في شهر فبراير الماضي. وإذا سنحت لي الفرصة، سأطلب من السلطات قطعة أرض أعيش عليها في مكان أستطيع فيه الحصول بسهولة على الدواء عندما يمرض أولادي ويوفر لي فرصة العمل لتوفير الطعام اللازم لتغذية أطفالي".

تحديات التنمية

يقول عمال الإغاثة أن لجنة إعادة التأهيل وإعادة الإدماج في جنوب السودان، وهي بمثابة الذراع الإنساني للحكومة الجديدة، تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك ضعف البنية التحتية، وصعوبة بناء قدرات المجتمعات المحلية، وانعدام الأمن في أجزاء من منطقة أعالي النيل الكبرى.

وفي هذا السياق، أفاد أندريا مايا فيلو، نائب حاكم ولاية أعالي النيل، أن المسؤولين في الولاية يبذلون قصارى جهدهم للمساعدة في دمج العائدين داخل مجتمعاتهم المحلية. وأضاف أنه عندما زادت أعداد العائدين في أواخر عام 2010، تم تقديم حصص الغذاء للناس في مراكز العبور أثناء رحلتهم إلى الديار.

وأوضح مايا أن "التحدي الذي نواجهه الآن يكمن في كون الكثير من الناس مازالوا يأتون من الشمال ومن الصعب نقلهم إلى ديارهم خلال موسم الأمطار...إن مواردنا كولاية محدودة، وبالتالي فإن إعادة كل هؤلاء الناس إلى ديارهم تشكل تحدياً رئيسياً بالنسبة لنا. أما التحدي الآخر فيكمن في العودة التلقائية للكثير من الناس مما يجعلنا نجد صعوبة في تقدير أعدادهم، كما أننا نجد صعوبة أيضاً في تغطية جميع أنحاء الولاية بسبب صعوبة الوصول".

وأضاف: "كولاية، ليس لدينا أية مشكلة مع العائدين، ونحن مستمرون في عقد اجتماعات مع المسؤولين وقادة المجتمعات المحلية وجميع الأطراف المعنية لإيجاد أفضل السبل لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم والاستقرار فيها".

النازحون بسبب القتال

منذ شهر مايو، عند اندلاع المواجهات في ولاية جنوب كردفان (المجاورة لولاية الوحدة في جنوب السودان) بين القوات المسلحة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال، تسببت أعداد المدنيين النازحين في تضخيم أعداد العائدين إلى جنوب السودان.

ووفقاً للتحديث الإنساني الأسبوعي الصادر في 11 أغسطس عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في جنوب السودان ، وصل المجموع التراكمي للعائدين منذ أكتوبر 2010 إلى أكثر من 328,500 شخص، ولا يزال مواطنو جنوب السودان الموجودون في الشمال مستمرون في العودة إلى ديارهم.

وحسب أوتشا، فإنه "على الرغم من عدم تأكد الأرقام حتى الآن، إلا أن عدد الأشخاص الواصلين إلى رنك بولاية أعالي النيل خلال الأسبوع الماضي [أوائل أغسطس] يقدر بحوالي 2,000 شخص وفقاً لبيانات التتبع الأولية". وأضافت المنظمة أن رحلات القطار التي تنظمها الحكومة في الطريق من الخرطوم وكوستي وصلت بسلام إلى جنوب السودان في 11 أغسطس بعد أن قطعت جماعات مسلحة طريقها قرب ميرام، على الحدود بين جنوب كردفان وجنوب دارفور.

و"تشير المعلومات الأولية إلى أن عدد ركاب القطار زاد إلى أكثر من الضعف، ليصل إلى 6,900 راكب بسبب انضمام المزيد من الركاب إلى المسافرين على طول الطريق إلى الجنوب. وقد أفادت بعض التقارير أن الأوضاع على متن القطارات المزدحمة كانت سيئة حيث تسببت في إصابة عدد غير مؤكد من الأطفال بالإسهال الشديد، مما أدى إلى وفاة طفل واحد"، حسب أوتشا.

من جهته، أخبر الأب ماثيو باغان، منسق لجنة العدل والسلام في مطرانية الكاثوليك بملكال بولاية أعالي النيل، ، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن اللجنة قد أعدت مجموعات مشتركة من المجتمع المضيف والعائدين لدعم إعادة إدماج العائدين من الشمال.

وحسب باغان، "يواجه العائدون صعوبات كثيرة تتمثل في انعدام الأمن الذي يعيق توزيع المواد الغذائية، واضطرارهم للتكيف مع عوامل جديدة مثل اللغة – حيث عليهم التحول من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية في المدارس – بالإضافة إلى صعوبة الانتقال إلى ديارهم بسبب الأمطار التي جعلت بعض الطرق غير صالحة للسفر... كما أن التخطيط يمثل مشكلة كبيرة في ظل وصول المزيد من العائدين من الشمال. يجب علينا وضع تدابير طارئة كافية لتلبية احتياجات جميع العائدين".

js/mw-ais/amz 


 


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join