1. الرئيسية
  2. Africa

كينيا-الصومال: النساء والأطفال هم الأكثر معاناة من المجاعة

A woman holding her young malnourished baby queues for food at the Badbado camp for Internally Displaced Persons (IPDs) UN Photo/Stuart Price
Une femme avec son enfant malnutri faisant la queue pour manger dans un camp de PDI à Mogadiscio

في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة عن انتشار المجاعة في المزيد من مناطق جنوب ووسط الصومال، تشير تقارير واردة من العاصمة مقديشو إلى أن معاناة النازحين بسبب الجفاف، ومعظمهم من النساء والأطفال، تتفاقم أكثر فأكثر، في ظل أخبار عن إعاقة القوات الحكومية وميليشيا حركة الشباب لعمليات توزيع المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.

وفي هذا السياق، قال سعدي محمد علي، مدير الشؤون الإدارية والمالية بوزارة تنمية المرأة وشؤون الأسرة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن "معظم الواصلين إلى مقديشو هم من النساء والأطفال بسبب اضطرار معظم الرجال للبقاء في المناطق الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب نتيجة خوفهم من التعرض للاعتقال من قبل القوات الحكومية بدعوى دعمهم لتلك الحركة. كما أن حركة الشباب نفسها كثيراً ما تمنع الرجال من الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة".

وفي السياق نفسه، أخبرت أم لخمسة أطفال شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن حركة الشباب قتلت زوجها رمياً بالرصاص في 27 يوليو بالقرب من أفغوي "بعد رفضه الانصياع لأوامرها بعدم مرافقة أسرته. لقد تركوني وحيدة دون معيل، أعيش في الشوارع دون مأوى أو طعام أو مياه، وأدعو الله أن يقدم لي العون".

من جهته، علق علي بري هيرسي، والمعروف أيضاً باسم علي غاب، قائد فرقة الشرطة المركزية في مقديشو، على ذلك بقوله: "إن واجبنا بالطبع هو ضمان الأمن في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة مثل مقديشو. لذلك فنحن نلقي القبض على الأشخاص المشتبه بهم ونحيلهم إلى المحاكمة. وحتى الآن، ألقينا القبض على عدة أشخاص كانوا يرافقون النازحين وأحلناهم إلى وكالة الاستخبارات للتحقيق في مزاعم كونهم جزءاً من حركة الشباب، وسيمثلون أمام القضاء فور استكمال التحقيقات".

كما نفى هيرسي الإدعاءات الخاصة بتحويل الحكومة لمسار المساعدات الغذائية، مؤكداً على عدم تدخل الشرطة في توزيع المساعدات واقتصارها على "تأمين مخيمات النازحين". وهو ما يتناقض مع تصريح أحد النازحين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) باستيلاء القوات الحكومية على المساعدات الغذائية التي تقدمها منظمات الإغاثة.

أسوأ أزمة إنسانية

أعلنت الأمم المتحدة في 3 أغسطس أن الوضع في ثلاث مناطق جديدة في جنوب الصومال، والمتمثلة في  أجزاء من منطقة شبيلي الوسطى وممر أفغوي وأجزاء من مقديشو، قد تدهور إلى حالة المجاعة. ويأوي ممر أفغوي، الواقع على بعد 25 كيلومتراً غرب مقديشو، ما يقدر بنحو 400,000 نازحٍ منذ عام 2007.

ووفقاً لشبكة الإنذار المبكر من المجاعة (FEWS NET)، تعد حالة الجفاف هذه أسوأ أزمة انسانية في العالم اليوم، و أسوأ أزمة أمن غذائي في أفريقيا منذ المجاعة التي ضربت الصومال عامي 1991 و1992.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 20 يوليو عن انتشار مجاعة في منطقتي شبيلي السفلى وباكول الجنوبية في جنوب الصومال، محذرة من تفاقم الوضع بسبب الجفاف وانعدام الأمن وغياب المساعدات وتضخم أسعار المواد الغذائية.

ومن المرجح أن تؤكد الجولة الجديدة من المسح التغذوي، التي من المتوقع أن تبدأ في 8 أغسطس، انتشار المجاعة إلى مناطق غيدو وباي في جنوب ووسط الصومال، حسب غرين مولوني، كبيرة المستشارين الفنيين في وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في الصومال. 

حيث أفادت مولوني أن آخر مسح لوحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية سجل معدلات سوء تغذية حاد تخطت نسبة 50 بالمائة في بعض أجزاء باي وغيدو، مشيرة إلى أن "الوضع هناك تدهور بشكل كبير". وتُعد نسب سوء التغذية الحاد التي تفوق 10 بالمائة عموماً دليلاً على وجود حالة طوارئ. وأكدت مولوني أن بيانات سوء التغذية ومعدلات الوفيات المسجلة في الصومال هي الأسوأ في جميع أنحاء العالم خلال العشرين سنة الماضية، "ربما باستثناء كوريا الشمالية [في تسعينيات القرن الماضي]، ولكننا لا نتوفر على أية بيانات موثوقة من هناك".

وكانت وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية قد أكدت يوم 3 أغسطس انتشار المجاعة، استناداً إلى البيانات التي حصلت عليها للتو. حيث قالت مولوني: "لقد كنا في انتظار وصول البيانات عن تلك المناطق". ولا يزال توصيل المساعدات إلى جميع المناطق التي تعاني من المجاعة وإلى النازحين في مقديشو يمثل مشكلة بسبب سيطرة حركة الشباب.

وفي هذا السياق، ناشدت مولوني مجتمع المانحين المساعدة في استمرار تدفق المعونة خلال الأشهر الـثمانية عشر المقبلة على الأقل، مشيرة إلى أن "الأمطار المتوقعة في أكتوبر المقبل لن تؤتي أكلها إلا بعد حصاد شهر يناير [2012] - لقد فقد الناس كل ما لديهم من ثروة حيوانية، ويعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهم يحتاجون إلى ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة مواسم للتعافي، فظروف المجاعة لن تتغير بين عشية وضحاها".

ويحاول مسؤولو منظمات المجتمع المدني المحلية جاهدين توفير المأوى والغذاء للنازحين فور وصولهم إلى مقديشو، حيث قال محمد عبدي، المسؤول في منظمة أبين، وهي منظمة غير حكومية محلية: "لدينا هنا حوالي 250 أسرة، وقد تمكنا من توفير المأوى لمائة أسرة منها ولا زلنا نبحث عن مأوى للأسر المائة والخمسين متبقية...أما بالنسبة للغذاء، فنحن نطعمهم مرة واحدة في اليوم، ونحتاج في ذلك لما لا يقل عن ثلاثة أكياس من الأرز في اليوم الواحد، ولكننا لم نتلق سوى 25 كيساً من منظمات الإغاثة الدولية، كما أننا لا نملك الدواء للأطفال والأمهات المرضى".

تفاقم الأوضاع في داداب

تشهد الأوضاع في مخيمات اللاجئين في داداب، وهي مخيمات واقعة في شمال شرق كينيا وتوفر المأوى لنحو 400,000 صومالي، تدهوراً سريعاً بسبب وصول المئات من النازحين إليها يومياً، مما يشكل عبئاً متزايداً على الخدمات الأساسية في هذه المخيمات المزدحمة أصلاً.

فقد قال السكان، الذين أقاموا بهذه المخيمات لفترة طويلة وأسَسوا مشاريع صغيرة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بما يفوق الضعف في الوقت الذي تقلص فيه عدد الزبائن. وجاء في تصريح عمر جيلي، وهو أب لطفل واحد، ويتولى رعاية ثمانية من أقاربه أيضاً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إن الحياة تزداد صعوبة كل يوم. نحن نشتري الآن كيلوغراماً واحداً من السكر بـ 120 شلن كيني [1.20 دولار] في حين كان سعره 70 شلناً [0.80 دولار] منذ بضعة أيام فقط".

وقد ازدادت الأمور سوءاً مع بداية شهر رمضان بالنسبة لكثير من أسر اللاجئين التي يجب أن تستوعب عدداً أكبر من الوافدين يومياً. حيث أشار أحد اللاجئين إلى أن "كل عائلة تستضيف ما لا يقل عن أسرتين [جديدتين] في مسكن كان من المفترض أن يستوعب عائلة واحدة. وفي الوقت الذي ينتظر فيه الوافدون الجدد إتمام إجراءات تسجيلهم وحصولهم على الغذاء، يشاركون المقيمين القدامى القليل الذي يمتلكونه بما في ذلك المياه القليلة المتاحة".

وفي الوقت نفسه، أعربت المجتمعات الكينية المحلية التي تعيش حول مخيمات داداب عن قلقها إزاء الضغط على الأراضي مع ازدياد أعداد اللاجئين، حيث يرى السكان المحليون أن الوافدين الجدد يستقرون على مراعي مواشيهم. كما اشتكى السكان المحليون من عدم حصولهم على أي دعم من وكالات المعونة، التي تقوم بمساعدة اللاجئين، حيث قال جاما علي، أحد السكان المحليين بداداب، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن نتوقع أن نُؤخذ في الاعتبار لأننا أيضاً تأثرنا بالجفاف".

maj/js/mh/jk/mw-ais/amz


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join