رحبت الأمم المتحدة بقرار بوتان إكمال إجراءات اتفاقية تسهيل الجمارك وهي اتفاقية ثنائية تمكن من تسريع وصول المساعدات الإنسانية للبلاد في حالة ما وقوع كارثة.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال راجان جينجاجي، المستشار الإقليمي للاستجابة للكوارث في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) أن "هذه خطوة كبيرة ويمكن أن تشكل مثالاً يحتذي به آخرون في المنطقة".
وفي حين تظل هذه المملكة الصغيرة مغلقة الحدود بشكل كبير، إذ لا تصدر أكثر من 1600 تأشيرة دخول سياحية فقط سنويَاً، إلا أن ضعفها تجاه الكوارث الطبيعية دفع الحكومة إلى التفكير في تسهيل الانتشار السريع للمساعدات الدولية في مواقف الطوارئ من خلال تخفيض الحواجز الجمركية.
وقد علق كارما لودي رابتين، رئيس إدارة الكوارث والبيئة والطاقة في مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بثيمفو عاصمة بوتان، على هذا التوجه بقوله أن "هناك اعترافاً متزايداً بالحاجة إلى إدارة الكوارث. إن الجهات المعنية تتعلم من تجارب الماضي".
تسريع المساعدات عبر الجمارك
تشمل الاتفاقية بين الأمم المتحدة والدول الأعضاء، وهي اتفاقية وضعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ووافقت عليها المنظمة العالمية للجمارك، التدابير اللازمة لتسريع إجراءات التخليص الجمركي بما في ذلك تبسيط التوثيق وإجراءات التفتيش والإعفاء الدائم أو المؤقت من الرسوم والضرائب على الواردات وأيضا ترتيبات التخليص الجمركي خارج مواقع وساعات العمل الرسمية.
وسوف تسمح الاتفاقية بدخول شحنات الإغاثة بما في ذلك فرق البحث والإنقاذ وفرق الكلاب والوحدات الطبية المتنقلة وسرعة الدخول إلى البلاد أو العبور منها في حالة وقوع كارثة ما.
وحسب جينجاجي، فإن "الساعات الـ 72 الأولى [من وقوع الكارثة] تكتسي أهمية قصوى بالنسبة لإنقاذ أرواح الناس، ويجب ألا تضيع في إجراءات الجمارك". وأشار إلى أن فرص إنقاذ الأرواح تكون دائما محدودة خلال الكوارث.
مخاطر الكوارث
وطبقا لأوتشا، فإن مملكة بوتان غير الساحلية، التي تبلغ مساحتها 46 ألف متر مربع، معرضة بشكل كبير للكوارث الطبيعية التي تشمل الزلازل والفيضانات والانهيارات الأرضية وحرائق الغابات وفيضانات البحيرات الجليدية.
وحذر جينجاجي من أن "خبراء الزلازل يتوقعون حدوث زلزال ضخم في منطقة الهيمالايا"، مشيراً إلى أنه يعرض للخطر كلَاً من نيبال والهند وبوتان.
وكان زلزال بقوة 6.1 قد ضرب في عام 2009 منطقة مكتظة بالسكان في مدينة مونجا التي تبعد عن تيمفو بحوالي 177 كم، وتسبب في تدمير أكثر من 500 منزل ومدرسة ومعبد، كما تلته هزات ارتدادية في أماكن مختلفة على مسافات بعيدة وصلت لبنجلاديش والتبت.
وقال رابتين من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن "كوارث الماضي، مثل الفيضانات والحرائق، تظهر الحاجة إلى وضع إجراءات لتبسيط عملية الاستجابة".
كما أوضح جينجاجي أن غياب اتفاقية جمركية يعني أنه "في حالة وقوع كارثة ما سيكون من الصعب على بوتان في ظل الإطار القانوني الحالي الحصول على مساعدات دولية عاجلة من الخارج بسبب التضاريس الجبلية والوضع الحالي للبنية التحيتة".
ومن المتوقع أن تقوم بوتان بالتوقيع على الاتفاقية في شهر سبتمبر لتصبح بذلك ثاني دولة في جنوب آسيا تنضم إلى هذه الاتفاقية، بعد نيبال التي قامت بتوقيعها في مايو 2007.
dm/ds/mw –ais/amz