تعتبر الفيضانات الأخيرة التي ضربت السودان أسوأ فيضانات مرت بها البلاد إلى الآن، وقد أثارت مخاوف صحية كثيرة لدى العديد من المسؤولين بمن فيهم يكوب فيد، مدير المكتب الفرعي لمنظمة الصحة العالمية بشرق السودان، الذي قال: "عندما تضرب الفيضانات البلاد نفكر في ثلاث أمور مهمة هي الوضع البيئي والمياه وانتشار الأمراض المعدية" كالملاريا وحالات الإسهال الشديد وحمى الضنك.
وكانت الفيضانات قد أودت بحياة 90 شخصاً على الأقل وهدمت الآلاف من المنازل وخلّفت العديد من مستنقعات المياه الراكدة والمليئة بالحشرات مما يزيد من خطورة الإصابة بالملاريا.
كما تسببت في تدمير المراحيض الأمر الذي أدى، في بعض الحالات، إلى تلويث المياه وانعدام النظافة وزيادة خطر انتشار الأمراض المميتة.
وأفاد المسؤولون بأن تشديد نظام الرقابة الصحية وتنظيم حملات توعية والقيام بزيارات إلى المنازل لتثقيف الناس حول ضرورة النظافة الشخصية قد حد نوعاً ما من أخطار هذه الكارثة.
كما قامت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة بالتعاون مع الوزارة الفيدرالية للصحة بتوزيع مبيدات حشرية على كل المناطق المتأثرة بالفيضانات. وصرحت الأمم المتحدة بأنها قد "بدأت بتدريب السكان المحليين على محاربة الحشرات الناقلة للأمراض، وبأن 65 بالمائة منهم قد أنهى تدريبه".
وفي ولاية كسالا الشرقية، قامت اليونيسيف بإعداد وتوزيع ملصقات تحث الناس على ضرورة غسل أيديهم قبل الأكل والتخلص من النفايات واستعمال شبكات الوقاية من الحشرات. كما قامت بتوزيع الكلورين لتعقيم المياه وغيره من مواد النظافة والعناية الشخصية.
وفي حديثه حول هذه الإجراءات، قال يكوب فيد: "أعتقد بأن كل هذه الإجراءات ستساعد، بل إنها فعلاً قد ساعدت لأنه في مثل هذه الحالات تكون الأوبئة قد انتشرت".
وكان وباء الكوليرا الذي انتشر في السودان عام 2006 قد أصاب حوالي 25,000 شخص وأودى بحياة حوالي 700 منهم.
وفي كسالا، تحالفت الوزارة مع منظمة الصحة العالمية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لوضع خطة للتعامل مع أي تهديد للكوليرا. وتم تجهيز مركز لمعالجة الكوليرا بالقرب من المستشفى الرئيسي بكسالا في حال ظهور أية حالات للوباء هناك.
وقال فيد: "لقد أخذنا جميع الاحتياطات اللازمة عندما شعرنا بأن المرض قد يظهر...ولكن لا زال الوضع جيداً إلى الآن، ولم يستقبل المركز أية حالة".
وتنتشر الكوليرا عن طريق الماء أو الغذاء الملوث وتتسبب في أعراض تقيؤ وإسهال. كما تتسبب في جفاف الجسم وقد تؤدي إلى الموت إذا لم تعالج في ظرف 24 ساعة.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن هناك "حوالي 3.5 مليون شخص من المتأثرين بالفيضانات مهددين بالإصابة بالأمراض نظراً لعدم تمكنهم من الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي". كما أفاد التقرير بأنه منذ شهر أبريل/نيسان، تم التبليغ عن 810 حالة إسهال شديد توفت منها 57 حالة. وكانت كل الحالات تقريباً قد ظهرت في إقليم القضارف شرق السودان مع بعض الحالات في كسالا.
من جهته، أفاد وزير الصحة بكاسالا، بابيكر أحمد دينيا، بأنه تم التبليغ عن 19 حالة مصابة بالإسهال الشديد، وأظهرت التحاليل أن أربعة منها فقط تعاني من الكوليرا. وقال دينيا: "ظهرت حالتين من الأربع في قرية خمسة العربية واثنتين في مخيم اللاجئين [الأثيوبيين والإرتريين]. لم تظهر لدينا إذاً سوى أربع حالات والمصابون بحالة جيدة الآن وقد تم صرفهم من المستشفى".
وأضاف بأنه على عكس التقارير الواردة في الإعلام "لم يحصل لدينا أية وفاة من الكوليرا".
"