أفاد تقرير جديد أن السلطات الأفغانية تسعى جاهدة لتحسين الظروف الصحية للمرأة في أفغانستان حيث يعتبر معدل الوفيات النفاسية ومتوسط العمر المتوقع للإناث الأسوأ في العالم.
وأفاد تقرير "وضع الأمهات في العالم لعام 2011" الذي نشرته منظمة إنقاذ الطفولة، وهي منظمة غير حكومية، يوم 24 يونيو أن هناك 50 امرأة تموت يومياً أثناء الولادة في أفغانستان. كما أن امرأة من بين كل ثلاث نساء تتعرض لسوء المعاملة الجسدية أو الاعتداء الجنسي بينما يصل فيه متوسط العمر المتوقع للإناث إلى 44 عاماً.
كما ذكر التقرير أن أكثر من 85 بالمائة من النساء الأفغانيات أميات، في حين أن 70 بالمائة من الفتيات في سن الدراسة لا يذهبن إلى المدارس لأسباب مختلفة منها انعدام الأمن أو لأن آباءهن محافظون أو يخافون على حياتهن.
وقد خلص التقرير- الذي قام بتقييم 164 دولة- إلى أنه بأخذ جميع المؤشرات في الاعتبار، فإن "أفغانستان تعتبر أسوأ دولة" يمكن أن تعيش فيها الأمهات. كما ذكر التقرير أن الأطفال فى أفغانستان جنباً إلى جنب مع الأطفال في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هم الأكثر عرضة لخطر الوفاة في العالم. وأفاد التقرير أن طفلاً واحداً من بين كل خمسة أطفال يموت قبل بلوغ سن الخامسة، مما يعني أن كل أم في أفغانستان قد تعاني من فقدان طفل في حياتها".
الأمل المفقود - النساء في أفغانستان
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (ايرين)، قال كارجر نورغلي، المتحدث باسم وزارة الصحة أنه "على الرغم من التحسينات والانجازات، لازلنا قلقين جداً بشأن معدل الوفيات النفاسية في أفغانستان". ولذلك فإن الوزارة تعطي أولوية كبيرة لمواجهة وفيات الأمهات وإصابتهن بالأمراض.
وإحدى الاستراتيجيات التي تم تبنيها هي تدريب المشرفات على الولادة. وقال طاهر غازنافي من صندوق الأمم المتحدة للسكان أن "الدولة تسير في الاتجاه الصحيح بسرعة لكن الأمر سيستغرق وقتاً لتأسيس قاعدة مثلى للموارد البشرية تلبي الحاجة إلى قابلات مدربات لضمان أن كل حالة حمل وولادة تتلقى الرعاية المناسبة والعادلة في الوقت المناسب.
ويتخرج نحو 750 قابلة محترفة كل عام بعد 24 شهراً من التدريب، ومن المتوقع أن يرتفع العدد ليصل إلى 800 في عام 2012. وقال غازنافي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إذا أخذنا في الاعتبار عدد القابلات اللائي سيتخرجن في الأعوام 2011 و2012 و2013، من المتوقع أن تتخرج نحو 2,300 قابلة للانضمام إلى القابلات الموجودات حالياً".
العيادات الطبية بعيدة
وأضاف نورغلي، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن "جزءاً من المشكلة هو أن 85 بالمائة من السكان يعيشون على بعد ثلاث إلى أربع ساعات من مرافق الرعاية الصحية، وأن 35 بالمائة إما يعيشون بعيداً جداً عن مركز الرعاية الصحية أو لا يستطيعون الوصول إلى مثل هذه المرافق على الإطلاق.
كما تعاني البلاد من غياب واسع النطاق للتوعية الجماهيرية حول رعاية الأمومة وخاصة في المناطق الريفية. كما يوجد نقص في المرافق الصحية في المناطق النائية، فضلاً عن تردي حالة الطرق ومرافق النقل.
وأفغانستان بلد غير ساحلي ذو تضاريس جبلية مما يجعل السفر في بعض المناطق يستغرق يوماًَ سيراً على الأقدام أو على ظهور الحمير أو الخيول للانتقال من منطقة إلى أخرى.
وقد ذكرت منظمة إنقاذ الطفولة أن 14 بالمائة فقط من الولادات تمت بحضور مشرفات محترفات. وتلد معظم النساء في المنزل دون مساعدة (بسبب رفض أزواجهن اصطحابهن إلى قابلة محترفة) أو يمتن على الطريق قبل الوصول إلى المرفق الصحي.
كما ذكر التقرير أن "العادة القديمة المتمثلة في الولادة بوجود سيدة كبيرة في السن وغير متعلمة لا تزال تمارس على نطاق واسع في بعض المناطق النائية بأفغانستان".
mp/cb-hk/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions