1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Libya

ليبيا: المدنيون يصفون مشاهد الرعب في مصراتة

The mood in Benghazi remains defiant, despite little progress by the rebel fighters Kate Thomas/IRIN
A man looks at posters and graffiti on a wall in Benghazi

 وصف المدنيون الذين تم إجلاؤهم من مدينة مصراتة الواقعة غرب ليبيا، والتي تشهد نزاعاً عنيفاً بين قوات القذافي والثوار، الوضع الإنساني هناك بأنه قاتم. وأوضح المدنيون أن الأسر بالكاد تجد ما يكفي من الغذاء والماء، وأنه من الصعب الحصول على علاج طبي بينما الجثث ملقاة في شوارع المدينة.

وقالت مريم دعاء، وهي مدرسة في المدينة :"كنا نسمع القناصة يقتلون الناس في الشارع. في نهاية المطاف، جاء بعض الثوار لأخذنا إلى بر الأمان في منتصف الليل بينما كانت الميليشيات تغفو. غطينا أفواه الأطفال وجرينا في الشارع، حفاة القدمين. وأخيراً، وصلنا إلى الميناء وتمكنا من ركوب قارب صيد إلى بنغازي [التي يسيطر عليها الثوار]".

وقبل هروبها، اختبأت أسرة دعاء لمدة أربعة أيام في منزل العائلة في شارع طرابلس، على خط الجبهة في مصراتة، قبل قضاء أسبوعين في منزل أحد الأقارب. وقد عاشت الأسرة خلال تلك الفترة على زجاجتي مياه وعلب قليلة من الطعام.

ولم يتم ترتيب وسائل مواصلات رسمية بعد لنقل المواطنين الليبيين الذين يحاولون الفرار من مصراتة، ولكن العديد منهم يصل إلى بنغازي عن طريق قوارب الصيد، التي لا يصلح بعضها للإبحار.

وقالت حماة مريم، وتدعى حليمة، أنها شاهدت أسراً بأكملها ميتة وملقاة في الشارع خارج منازلها. وأضافت: "لقد فقدت ابني، الذي قُتل على يد قناص. تم إجلاء ابن آخر من أبنائي إلى مستشفى في تونس والثالث لا يزال يقاتل في مصراتة. عندما غادرنا، كان الشارع قد تحول إلى منطقة حرب. كانت هناك جثث في البالوعة وفي سوق الخضار حيث كنت أشتري المنتجات. اغتصبت الميليشيات النساء وذبحت الرجال وقتلت الأطفال".

كما أظهرت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) جروحاً في ساقها وبطنها حيث أصيبت برصاصات طائشة وقالت: "نزفت لعدة أيام لأن الذهاب إلى المستشفى لم يكن آمناً... رأيت طبيباً في بنغازي ولكنني كنت محظوظة. فهناك أناس كثيرون في وضع أسوأ مني. كانت لي صديقة حامل عانت من فقر دم شديد بسبب عدم توفر أي طعام. كما تعرض أحد أبناء عمومتنا، وهو مشلول، للتعذيب بالكهرباء. قامت الميليشيات بسكب البول على وجهه وحاولت خنقه بكيس من البلاستيك".

ولكنها قالت أنه عندما تعرف أحد خاطفيه على لقبه، تم دفعه إلى الشارع على كرسيه المتحرك وسُمح له بالمغادرة. وأضاف: "إنني مريضة بسبب ما رأيت".

الكوابيس

تعرض راجو، وهو طبيب أسنان انتقل من حيدرأباد في الهند إلى مصراتة عام 2010، لكوابيس يومياً لمدة ثلاثة أسابيع، وظل يحلم أن الميليشيات الموالية للقذافي تحاول قتله.

ووصف تجربته قائلاً: "كانت الليلة الماضية المرة الأولى التي نمت فيها دون سماع صوت القصف". وكان راجو قد وصل إلى بنغازي قبل بضعة أيام من مصراتة على متن سفينة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة.

وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من مخيم يديره الهلال الأحمر الليبي أن "الوضع كان رهيباً. "اختبأت لمدة 20 يوماً في منزل به كمية قليلة جداً من الغذاء والماء، وعشت على أية أشياء كان [الثوار] يجلبوها لي، كلما كان القيام بذلك آمناً. وذات ليلة سقط صاروخ على الشرفة".

كان راجو يأمل في كسب ما يكفي من المال لدفع تكاليف التعليم الجامعي لابنه البكر، ولكن الصراع اندلع في جميع أنحاء ليبيا في فبراير، وأصبحت مصراتة ساحة للقتال يستحيل تقريباً الفرار منها.

يقول عمال الإغاثة وجماعات حقوق الإنسان أن الهجمات التي تشنها الميليشيات الموالية للقذافي تتصاعد في مصراتة، وهي مدينة استراتيجية تقع بين طرابلس وسرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي، والوضع هناك خطير. وأخبر السكان شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المدينة المتنازع عليها قد أصبحت عقبة لأنها منعت القذافي من الوصول الى سرت.

وقال راجو: "إنه لأمر جيد أن أكون في مكان آمن الآن...ولكن هذا الصباح استيقظت في الثالثة صباحاً وأنا أتصبب عرقاً بارداً. حلمت أن ابني يناديني: بابا، لماذا تموت وتتركني وحدي؟ سوف أحتاج إلى وقت طويل حتى أتماثل للشفاء، ولكن عندما أرى زوجتي وأطفالي، سأنسى كل شيء".

وأضاف قائلاً: "لقد غادرت بجواز سفري والملابس التي أرتديها الآن. كانت البنوك مغلقة ولذلك لم أتمكن من سحب المال الذي كسبته. لا أتوقع أنني سأحصل عليه. لقد جئت إلى ليبيا لإدخار المال لعائلتي، وغادرت بدونه. حتى شهادتي الجامعية ضاعت. كانت في مكتب الشركة الذي احترق".

الهلال الأحمر يساعد المهاجرين

Diagram showing number of people who have left Libya since January 2011
الصورة: أوتشا
رسم تخطيطي يبين عدد الأشخاص الذين غادروا ليبيا منذ يناير 2011
ويقول الهلال الأحمر الليبي أنه يساعد على إقامة اتصالات مع سفارات وقنصليات الرعايا الأجانب. وصرح المتحدث الرسمي عمر عبد السلام أن "العمال المهاجرين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى، ولكن أهم شيء بالنسبة لهم الآن هو الاتصال بأسرهم. بمجرد تلبية الاحتياجات الأساسية، نحاول إقامة اتصال مع السفارات أو القنصليات، ثم تتولى المنظمة الدولية للهجرة هذه العملية، وتنقلهم إلى مصر للسفر من هناك".

وأفادت دينا جربون، وهي متطوعة في الهلال الأحمر الليبي في بنغازي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنها أجرت في 17 أبريل 127 اتصالاً هاتفياً عن طريق الأقمار الصناعية مدة كل منها دقيقتان لتوصيل العمال المهاجرين بأسرهم. وقالت أن "معظم العمال المهاجرين لم يكونوا قد اتصلوا بأسرهم منذ عدة أسابيع. ظنت بعض العائلات أن الزوج أو الابن أو الأب قد قُتل. أنا أم ولذلك أعرف ما قد يشعرون به".

عندما اتصل غياث الدين البالغ من العمر 45 عاماً، وهو مهندس ميكانيكي من إسلام أباد، بزوجته بعد وصوله إلى بنغازي من مصراتة، كانت تعتقد أنه قد مات. وعن ذلك قال: "على الرغم من أننا تحدثنا لمدة دقيقة واحدة فقط، ولكنها على الأقل تعرف أنني آمن".

"وضع مروع"

وفي 15 إبريل، وردت أكثر من 267 جثة إلى مشارح المستشفيات في مدينة مصراتة، معظمها لمدنيين، كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش نقلاً عن أطباء محليين. وأضافت المنظمة أن عدد القتلى أعلى لأن بعض الأسر لم تحضر أقاربها إلى المشارح. وأفادت أن شظايا وبقايا الصواريخ في مصراتة تشير إلى استخدام الجانبين لقاذفات صواريخ غراد السوفيتية التصميم، التي عادة ما تُطلق على دفعات لتغطية منطقة واسعة وتسبب وفيات وإصابات عشوائية. كما وردت تقارير عن استخدام الذخائر العنقودية، التي تحظرها أكثر من 108 دولة.

وقد ازدادت حدة القتال بشكل خاص في الأيام الأربعة الماضية. ففي 16 أبريل، قصفت قوات القذافي موقف السيارات خارج عيادة زاوية المحجوب الطبية في حي الزاوية السكني، على ما يبدو بقذيفة هاون شديدة الانفجار من عيار 82 ملم ورشت شظايا داخل العيادة فأصابت فني طبي وثلاثة مدنيين آخرين.

ولكن الحكومة الليبية تنفي استهداف المدنيين خلال حربها ضد الثوار المسلحين.

وكان حوالي 10,000 من رعايا البلدان الثالثة يعيشون في مصراتة عندما بدأت الاضطرابات، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وتستخدم المنظمة الدولية للهجرة، التي تعمل على إجلائهم، سفينة قادرة على حمل 800 شخص، وقد استطاعت إخراج 2,400 منهم في الفترة من 14 إلى 18 أبريل وما زال 3,600 شخص غيرهم ينتظرون الإجلاء.

ولكن المنظمة الدولية للهجرة تسعى جاهدة لجمع المال. وقال فرناندو كالادو، رئيس قسم الحالات الطارئة في المنظمة: "لا ينبغي أن نوضع في موقف اختيار هوية من ننقذهم عندما يكون الكثير من الناس في وضع مروع".

وقد بدأ بعض عمال الإغاثة الوصول إلى مصراتة، ولكنهم يقولون أن الوضع خطير بالنسبة للفرق المتمركزة هناك. وإحدى هذه الفرق هي المجموعة الطبية الإيطالية "إميرجنسي" التي أحضرت فريقاً جراحياً من بنغازي عن طريق البحر. ووفقاً لهذه المنظمة، فإن معظم الممرضات في المستشفيات الستة في مصراتة - غالبيتهن من الفلبين وأوكرانيا والسودان – قد غادرن عند بدء القصف.

وقال راجو: "ما ترك أثراً في نفسي هو الروح التي يعمل بها الليبيون معاً لرعايتنا... حتى عندما لم يكن لدي طعام، كنت أرى الابتسامات على وجوه الناس، فتشعر معدتي بالامتلاء. على الرغم من هذه الظروف، فقد عوملنا معاملة ممتازة".

وأضاف أنه "حتى الرحلة إلى هنا، فوق موجات ارتفاعها عشرة أقدام، كانت جميلة. على متن القارب أُعطيت لي قطعة من الدجاج وقد استمتعت بأكلها كثيراً".

kt/eo/cb-ais/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join