السودان: منظمة غير حكومية تدعو لتعديل القوانين الخاصة بالاغتصاب

دعت منظمة (ريفيوجيز إنترناشونال)، وهي منظمة غير حكومية، إلى ضرورة أن يقوم السودان بتعديل القوانين التي تحكم حالات الاغتصاب لأنها تعرض الضحايا للمزيد من الإساءة وتحمي مرتكبي هذه الجرائم من ملاحقة القضاء.

ففي تقريرها الذي حمل اسم "قوانين بدون عدالة: تقييم للقوانين السودانية الخاصة بضحايا الاغتصاب" قالت المنظمة بأن القوانين الحالية تحد أيضاً من قدرة الناجيات من جرائم الاغتصاب على الحصول على الرعاية الطبية وتحرمهم بشكل عام من اللجوء إلى القضاء.

وفي إشارته إلى إقليم غرب السودان الذي مزقته الحرب وتسببت في تشريد ما يزيد عن أربعة ملايين شخص، قال أدريين فريك، وهو أحد القائمين على التقرير: "إذا لم نفهم الأمور القضائية التي تخلق هذه المشكلة وتزيد من تفاقمها، سيكون من المستحيل تحقيق العدالة لتلك الضحايا أو التقليل من حوادث الاغتصاب. فحرمان النساء من العدالة لا يؤدي إلا إلى زيادة الصدمة الجسدية والنفسية التي تعرضن لها جراء الاغتصاب".

وقد قام فريك، وهو محامٍ يتكلم العربية، بكتابة هذا التقرير بالتعاون مع أميرة خير، محامية حقوق إنسان سودانية، بعد أن وجه مسؤولون من وزارة العدل السودانية دعوة لهما للقيام بذلك. ولكن مسؤولين حكوميين لم يظهروا تعاوناً معهما فيما بعد، وفقاً للمنظمة.

بدوره أعرب كين باكون، مدير منظمة اللاجئين الدولية (ريفيوجيز إنترناشونال) في بيان له بأن حكومة السودان قد وجهت دعوة لهم لدراسة قوانينها المتعلقة بالاغتصاب. وأضاف قائلاً:"من الممكن تغيير القوانين السودانية وهنالك مجموعة كبيرة من الناشطين السودانيين الذين يدعون للإصلاح ويجب تقديم الدعم لهم".

ووفقاً للمنظمة غير الحكومية، فقد تعرضت النساء للاغتصاب على نطاق واسع، مما جعل هذه الجرائم السمة البارزة لهذا النزاع. ولم يتم ملاحقة ميليشيات الجنجويد، المتورطة بمثل هذه الجرائم، قضائياً لأن القوانين المطبقة تمنح الحصانة للجيش وقوات الأمن والشرطة وحراس الحدود.

وذكر التقرير كذلك بأن "الحكومة مستمرة في مضايقة المنظمات غير الحكومية التي تساعد ضحايا الاغتصاب والأطباء الذين يقدمون العلاج للنساء المغتصبات...فلا يجب معاقبة الناجيات من اعتداء جنسي لدى لجوئهن إلى القضاء".

ودعا التقرير أيضاً بعثة الاتحاد الأفريقي إلى السودان وقوات حفظ السلام المشتركة التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتبني قوانين أقوى لحماية النساء والفتيات. كما دعاهم إلى تخصيص موارد وتوفير التدريب للناجيات من الاعتداءات الجنسية.