عندما ارتفعت درجة حرارة إبراهيم محمد ارتفاعاً طفيفاً، أخذه والده على الفور إلى المستشفى للتأكد من أن الطفل البالغ من العمر عشرة أعوام ليس مصاباً بفيروس إتش 1 إن 1" المعروف بانفلونزا الخنازير. وقد حاول الأطباء إقناع والد محمد أن الارتفاع في درجة الحرارة لا يعني بالضرورة أن الطفل مصاب بانفلونزا الخنازير، ولكنه أصر على إجراء الفحص.
وقد جاءت نتيجة تشخيص محمد سلبية، ولكن المستشفيات في جميع أنحاء البلاد تعيش حالة تأهب قصوى بعد وفاة خمسة أشخاص في محافظات الغربية وبورسعيد والاسماعيلية والمنوفية بسبب الفيروس.
وقال نصر السيد، مساعد وزير الصحة للطب الوقائي، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "تصل عشرات الحالات المشتبه فيها إلى المستشفيات كل يوم. لقد رفعنا مستوى التأهب تحسباً لتفشي المرض".
وقد أعلنت وزارة الصحة يوم 4 يناير اكتشاف 838 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس "إتش 1 إن 1" في مختلف أنحاء البلاد خلال شهر ديسمبر. وأضافت أنها رصدت 2,171 حالة منذ أكتوبر 2010 وأن 24 شخصاً قد لقوا حتفهم.
من جهته، أفاد عبد الرحمن شاهين، المتحدث باسم الوزارة أن "معدلات الإصابة لا تزال ضمن الحدود الطبيعية مقارنة بالإصابات التي حدثت خلال موسم الشتاء الماضي". وكانت هناك 14,846 إصابة مؤكدة بفيروس "إتش 1 إن 1" في مصر في العام الماضي، وفقاً لوزارة الصحة.
وقد نصح شاهين المواطنين بتجنب الأماكن المزدحمة واتخاذ تدابير وقائية، بما في ذلك غسل اليدين بانتظام واستخدام المناديل متوقعاً أن يتضاءل عدد الإصابات في نهاية شهر يناير.
فيروس "إتش 5 إن 1" أكثر فتكاً
وعلى الرغم من أن عدداً كبيراً من الناس قلقون بشأن فيروس "إتش 1 إن 1" وينظرون بريبة إلى الأشخاص الذين يعطسون في الأماكن العامة خوفاً من الإصابة به، إلا أن انفلونزا الطيور "إتش 5 إن 1" (التي تنتقل أساساً من الطيور إلى البشر) هي أشد فتكاً إذا ما نظرنا إلى الإحصاءات.
ففي 5 يناير، قالت منظمة الصحة العالمية أن وزارة الصحة أعلنت عن اكتشاف أربع إصابات بشرية جديدة بفيروس "إتش 5 إن 1" في شهر ديسمبر، مما أدى إلى وفاة شخصين. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الشخصين المتوفين كانا على اتصال مباشر بالدواجن، مشيرة إلى أن تحقيقاً يجري الآن لتحديد مصدر العدوى في الحالتين الأخريين اللتين لم تؤديا إلى الوفاة.
ووفقاً لقائمة منظمة الصحة العالمية للبلدان التي تم فيها الإبلاغ عن فيروس "إتش 5 إن 1"، يوجد في مصر أكبر عدد من الحالات (119 حتى الآن) خارج جنوب شرق آسيا. ونظراً لتسببه في 40 حالة وفاة ومعدل وفيات يبلغ 34 بالمائة تقريباً، فإن فيروس انفلونزا الطيور يعد أشد فتكاً بكثير من فيروس "إتش 1 إن 1".
فعلى سبيل المثال، تمثل وفاة 24 شخصاً بسبب فيروس "إتش 1 إن 1" منذ أكتوبر (من أصل 2,171 حالة) نسبة وفاة 1.1 بالمائة - أي أقل بـ 30 مرة تقريباً من فيروس "إتش 5 إن 1".
ae/at/cb-ais/dvh
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.