أصدرت وزارة الزراعة في مصر تعليمات لجميع مديريات الطب البيطري على مستوى الدولة باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، وخصوصاً في المحافظات الحدودية في الجنوب، بعد ظهور مرض حمى الوادي المتصدع في السودان.
وقد توجهت لجان من الأطباء البيطريين بالهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة إلى أسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد والأقصر وقنا وسوهاج بالإضافة إلى جنوب وشمال سيناء لتقديم خدماتهم في تلك المناطق.
وفي حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال الدكتور حامد سماحة، مدير الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بأن الإجراءات الوقائية تضمنت تحصين الحيوانات ورش الحيوانات والحظائر لمكافحة البعوض الذي يعد الناقل الرئيسي لهذا المرض من الحيوان إلى الإنسان."
وأضاف سماحة أن "هنالك انتشار للبعوض في مصر ولكن الوزارة تقوم برش هذه الحشرات باستمرار"، مشيراً أنها تقوم أيضاً بردم برك المياه الراكدة وخاصة في المناطق الجنوبية.
ووفقاً لسماحة، تندرج مثل هذه العمليات الوقائية في ميزانية الوزارة التي تقوم كذلك بتحصين الحيوانات مرتين في السنة ضد مرض حمى الوادي المتصدع.
لمحة عن المرض
ويصيب فيروس حمى الوادي المتصدع الحيوانات المجترة مثل الماشية والأغنام والماعز والإبل وقد ينتقل منها إلى الإنسان عن طريق لسعات البعوض الحامل للمرض. كما يمكن أن ينتقل إلى البشر عن طريق الاحتكاك المباشر بالحيوانات الموبوءة، وبخاصة مع سوائل أجسامها.
وقد قامت وزارة الزراعة بتشكيل فرق بالتعاون مع وزارة الصحة حيث ستقوم الأولى بأخذ عينات من الحيوانات للتأكد من سلامتها بينما تقوم وزارة الصحة بأخذ عينات من الإنسان.
وأشار سماحة إلى أن "بداية ظهور المرض في مصر كانت عام 1977 ولكونه مرضاً مشتركاً بين الحيوان والإنسان فقد نتج عنه حوالي 18,000 إصابة آدمية و598 حالة وفاة وخسائر قدرت بحوالي 82 مليون جنية". وقد عاود المرض بالظهور في مصر مرة أخرى عامي 1987 و1993.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت عن ظهور 228 حالة إصابة بمرض حمى الوادي المتصدع في السودان يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني، انتهت 84 حالة منها بالوفاة. وأضافت المنظمة الأممية أن الوباء ينتشر في 15 بلدة تابعة لولايات النيل الأبيض وسنار والجزيرة في السودان.
غير أن السودان، الذي يملك أكبر ثروة حيوانية في العالم العربي، نفى وجود حالات مؤكدة بحمى الوادي المتصدع بين الحيوانات.