1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

تغيرت الحياة بعد الفيضانات في باكستان

Women have faced huge difficulties in rebuilding lives after returning to flood hit areas in Pakistan Abdul Majeed Goraya/IRIN
Women have faced huge difficulties in rebuilding lives after returning to flood hit areas

 على الرغم من انتهاء الفيضانات وعودة أزرا بيبي وزوجتا ولديها إلى الأعمال اليومية والاهتمام بأسرة مكونة من 14 فرداً في قريتهم بالقرب من بلدة تاتا، في جنوب باكستان، إلا أن الأمور لا تبدو على ما يرام. وعن ذلك، قالت أزرا، التي تبلغ من العمر 65 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): نعلم أننا محظوظون. فكل أفراد أسرتنا سالمون ولا يعاني أي منا من المرض، كما ظل منزلنا سليماً كما كان".

ولكن أزرا تفتقد جاموستيها، فبعد أن عادت الأسرة إلى بلدتها من مدينة كراتشي الساحلية منذ أسبوعين بعد أن شردتهم الفيضانات في نهاية أغسطس، وجدت الحيوانات قد اختفت؛ إما جرفتها المياه أو سرقت.

"لقد بقت إحداهما معي لمدة خمس سنوات"، قالت أزرا حزينة، مضيفة أنها تفتقد روتين حياتها الذي كان يدور بشكل كبير حول رعاية حيوانات الأسرة. وقد اختفت دجاجاتها أيضاً، وبدونها "يبدو المنزل وكأنه مكان آخر" كما تقول.

وبعيداً في وادي سوات، في شمال إقليم خيبر بختون خوا، تواجه النساء مشاكل مشابهة، حيث قالت أمينة بيبي، البالغة من العمر 35 عاماً، من قرية في مقاطعة كابال، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات التي ضربت المنطقة في أوائل أغسطس: "كل شيء جيد للغاية بالنسبة للرجال، فهم يذهبون إلى الأسواق للقاء بعضهم البعض واحتساء الشاي وتبادل أطراف الحديث. أما نحن النساء فنترك للتفكير فيما ألم بحياتنا".

وبينما يجري إصلاح منزل أمينة، تعيش هي وأسرتها الآن في نفس القرية مع شقيق زوجها الذي استطاع منزله الصمود أمام الفيضانات على نحو أفضل. وقالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "المنزل ضيق، ونحن نشعر كأننا غرباء، فبدون القيام بواجباتي في مطبخي الخاص أشعر بالضياع".

الصدمة

وأضافت قائلة: "أشعر أن الحياة لن تعود إلى وضعها الطبيعي أبداً، وأن المطر قد يعود مرة أخرى. حتى الرذاذ الخفيف الشائع في هذه المنطقة الجبلية يخيفني الآن".

ولمساعدة ضحايا الفيضانات على التعامل مع الضغوط التي يعانون منها، تقدم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العلاج النفسي من خلال مراكز الرعاية الاجتماعية القائمة التي أنشئت في الأصل عام 2009 لتقديم الدعم النفسي للمتضررين من القتال في وادي سوات بين المسلحين وقوات الأمن.

وأفاد ربيع علي، مسؤول الإعلام في المفوضية في بيشاور، عاصمة خيبر بختون خوا، أنه "سيتم افتتاح سبعة مراكز رعاية اجتماعية جديدة في وقت قريب جداً لمساعدة المتضررين من الفيضانات في مقاطعتي تشارسادا ونوشيرا في خيبر بختون خوا. كما تدير المفوضية أيضاً مركزاً في بونر واثنين في بيشاور".

والغالبية العظمى من النساء اللائي يزرن مراكز الرعاية "يعانين من نوبات الهلع أو الرهبة والاكتئاب والقلق،" وفقاً للمتحدثة باسم المفوضية دنيا إسلام خان. "ويرجع هذا إلى فقدان منازلهن وجميع وسائل كسب العيش أثناء الفيضانات. وتشعر النساء بشكل خاص بالقلق بشأن المستقبل، فالأزواج عاطلون عن العمل والأطفال غير ملتحقين بالمدارس، ويتساءلن كيف يمكن توفير الطعام لأسرهن الممتدة".

ويلعب الخوف والعجز دوراً في هذه الصدمة، حيث قالت رقية بيبي، التي تبلغ من العمر 40 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في تاتا: "لم أر المياه تغطي مساحات كبيرة من الأراضي كما فعلت هذه المرة ولم أشاهد المنازل تختفي ببساطة من قبل، على الرغم من أننا نعيش بالقرب من البحر ولا نخشى المياه". وأضافت أنه عندما تم إخلاء المدينة في نهاية أغسطس كان الشعور بالذعر "وفكرة ترك كل شيء في المنزل والهرب مروعة للغاية".

كما تشعر رقية بالقلق الآن بشأن والديها اللذين تعرضت أراضيهما الزراعية للدمار في شمال تاتا، وتتساءل كيف يمكنهما تدبر أمرهما، وكيف يمكن لزوجها أن يعيلهما. وأضافت قائلة: "إنه رجل طيب، ويحاول المساعدة ولكن لدينا أربعة أطفال. لقد فقد والداي كل شيء. إنهما عجوزان وما زالا يعيلان أخواتي الأصغر سناً، وليس لديهما مأوى".

بدورها، قالت فريدة عزيز، وهي طبيبة نفسية في كراتشي: "لقد تأثرت النساء بشكل كبير، والرجال أيضاً، لكنهم لا يتحدثون عن همومهم بسهولة. تقول النساء أنهن يشعرن بالخوف طوال الوقت، أو يجهشن بالبكاء في أوقات غير مناسبة. ليست لديهن أدنى فكرة عن الصدمة، ولكنهن يعانين منها".

kh/oa/cb-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join