1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: مزارعو الرمان في قندهار بين مطرقة طالبان وسندان الحكومة

Some farmers say they cannot work in their pomegranate farms due to insecurity Sarwar Amani/IRIN

مع بدء موسم جني الرمان، الذي يشكل محصول الفاكهة الرئيسي في إقليم قندهار بجنوب أفغانستان، يشكو بعض المزارعين من تسبب القتال الدائر في المنطقة بإلحاق أضرار كبيرة بمزارعهم وتدمير سبل عيشهم.

وفي هذا السياق، اشتكى عبيد الله، وهو مزارع من مقاطعة أرغنداب بإقليم قندهار الذي شهد إطلاق عملية عسكرية كبيرة لحلف شمال الأطلسي ضد حركة طالبان، من تأثير القتال الدائر عليه قائلا: لقد تعرضت حديقة الرمان الخاصة بي لدمار كلي"، وهو ما عززه أحمد جان، مزارع آخر من نفس المقاطعة، بقوله: "إننا غير قادرين على العمل في مزارعنا بسبب الحرب".

وعلى الرغم من أن المسؤولين الحكوميين يقرون بأن الحرب أضرت بالزراعة في المنطقة إلا أنهم يلقون باللوم في ذلك على المتمردين. حيث أخبر ترويالي ويسا، حاكم قندهار، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "عناصر طالبان قامت بزرع متفجرات في بعض المزارع مما حال دون قدرة المزارعين على سقي أراضيهم وتسبب في جفاف الأشجار".

ووفقاً لمسؤولين في حلف الناتو، يشارك مئات الجنود الأفغان والأجانب في العمليات العسكرية الجارية في مقاطعات أرغنداب وبانجوايي وزيراي بإقليم قندهار والهادفة إلى إخراج مقاتلي طالبان من المنطقة. وقد اتصلت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بالمكتب الإعلامي لحلف شمال الأطلسي في جنوب أفغانستان بغية الحصول على تعليق حول تأثير العمليات العسكرية على الزراعة، ولكنها لم تتمكن من الحصول على ذلك نظرا "لانشغال" القيادة الإقليمية و"تركيزها على مسائل ملحة"، حسب المكتب.

ويشكل الرمان والعنب المصدران الرئيسيان لكسب العيش بالنسبة لآلاف الأسر في هذا الإقليم. وتعمل الحكومة، بدعم من بعض الجهات المانحة مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على تشجيع قطاع تصدير الفاكهة، حيث تم في شهر يوليو توقيع اتفاقية مرور بين أفغانستان وباكستان تسمح للتجار المحليين الأفغان بتصدير المنتجات الزراعية براً إلى الأسواق الهندية.

انعدام الأمن والنزوح

وفي غضون ذلك، أفاد مسؤولون بالإقليم أن انعدام الأمن حال دون تمكنهم من إرسال فرق تقييم إلى أرغنداب وبانجوايي وغيرها من المناطق لتحديد مدى الأضرار التي لحقت بالمزارع. وقد علق المحافظ ويسا على ذلك بقوله: "نحن لا نعرف عدد المزارعين الذين تضرروا". كما أكد أحمد شاه روشان، القائم بأعمال وزارة الزراعة بالإقليم، أنه لا يستطيع الذهاب إلى المقاطعات بسبب انعدام الأمن.

من جهتهم، أفاد عدة مزارعين من أرغنداب وبانجوايي أن أنشطة الجماعات المسلحة المختلفة تجبرهم على مغادرة منازلهم والسعي للجوء إلى مدينة قندهار. وقال عطاء الله، وهو أحد المزارعين: "إن حركة طالبان تجبرنا على دعمها مما يعرضنا لمضايقات الحكومة والأجانب"، مضيفاً أن الميليشيات المحلية تقوم بابتزاز أموال الناس ومعاقبتهم إذا لم يمتثلوا. وعقب محمد آغا، وهو مزارع آخر، على ذلك بقوله: "نحن لا نعرف ما يجب القيام به، فالحكومة تأمرنا بحمل السلاح ضد حركة طالبان في حين تعاقبنا حركة طالبان على مجرد التحدث إلى مسؤول حكومي".

وكان الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، قد دعا السكان المحليين خلال زيارته لمنطقة أرغنداب في 9 أكتوبر للانضمام إلى القوات الحكومية في مواجهتها للمتمردين. وقال أحمد والي كرزاي، الأخ الأصغر غير الشقيق للرئيس كرزاي ورئيس مجلس الإقليم، أنه تلقى شكوى واحدة على الأقل من أحد المزارعين في أرغنداب حول قيام الحكومة بإنشاء نقطة عسكرية في حديقة الرمان الخاصة به. وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (يرين) أنه لم يتلق أية شكاوى عدا ذلك.

المعقل

كانت مدينة قندهار عاصمة لطالبان خلال الفترة بين 1995 و2001. وعانى إقليم قندهار، الذي يقدر عدد سكانه بحوالي 1.1 مليون نسمة معظمهم من البشتون، من تزايد العنف وانعدام الأمن منذ عام 2004، وكثيراً ما يوصف بأنه معقل لحركة طالبان. وقد أجبرت المخاوف الأمنية المنظمات التابعة للأمم المتحدة على سحب معظم موظفيها الدوليين من مدينة قندهار في شهر أبريل ونصحها لموظفيها المحليين بملازمة منازلهم.

وفي تعليق لها على الأوضاع الأمنية في المنطقة، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عدد ضحايا الصراع اللذين استقبلهم المستشفى الذي تدعمه في مدينة قندهار وصل إلى مستويات قياسية. ففي أغسطس وسبتمبر، تم نقل حوالي 1000 مصاب بجروح ناتجة عن أسلحة نارية إلى مستشفى مرويس الإقليمي لتلقي العلاج. ويمثل هذا العدد زيادة بحوالي 50 بالمائة تقريباً مقارنة بالإصابات التي تم تسجيلها خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيان أصدرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 12 أكتوبر.

كما تسبب القتال خلال العام الماضي في نزوح عشرات الآلاف من الناس يفتقر الكثير منهم للمساعدة والحماية، حسب منظمات الإغاثة.

ad/cb-ais/amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join