بالقرب من بركة من المياه الراكدة على جانب الطريق في بلدة ناوشيرا المتضررة بالفيضانات بالقرب من بيشاور في إقليم خيبر بختون خوا يجلس مجموعة من الأطفال القرفصاء ويرشفون المياه بأيديهم.
وقال أحدهم ويدعى هاشم خان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن نعلم أن المياه ليست نظيفة ولكن لا تتوفر مياه أخرى. فحتى الصنابير لا تعمل".
ويشكل نقص مياه الشرب النظيفة مشكلة في أجزاء من البلاد منذ مدة طويلة. وكان الصندوق العالمي للطبيعة WWF قد أفاد في تقريره الذي حمل عنوان "مياه باكستان في خطر" أن 250,000 طفل يموتون سنوياً في البلاد بسبب شرب المياه الملوثة.
وقد زادت الفيضانات التي أثرت على 14 مليون شخص وأودت بحياة 1,600 غيرهم - وفقاً للحكومة - الوضع تفاقماً، حيث أدت إلى تلوث الآبار والجداول والينابيع والمياه الجوفية. ويضطر الناس الآن إلى الشرب من البرك الراكدة والملوثة بالنفايات البشرية والحيوانات النافقة.
ويحذر عمال الإغاثة من إصابة الناس بالأمراض وحدوث المزيد من الوفيات بسبب الأمراض المنقولة عبر المياه التي من المتوقع أن تزداد بسرعة.
وأخبر موريتسيو جيليانو، مسؤول الإعلام في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في باكستان شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "قد تكون هناك موجة ثانية من الوفيات الناجمة عن الأمراض المنقولة بواسطة المياه إذا لم نتحرك بالسرعة الكافية لتوفير المياه الصالحة للشرب". وأضاف أن أكثر من مليون شخص بحاجة إلى المياه النظيفة وأنه قد تم توزيع 430,000 قرص من أقراص تطهير المياه حتى الآن.
من جهته، قال نزهت نغار، وهو طبيب خاص في لاهور لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عبر الهاتف: "تتسبب مياه الفيضانات في اختلاط مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية وفضلات الماشية والبشر بالمياه النظيفة. وهناك خطر انتشار الكوليرا والتهاب الكبد والتيفوئيد والأمراض الجلدية والحساسية في المناطق المتضررة بالفيضانات، ويمكن للملاريا أيضاً أن تصيب المتضررين بالفيضانات. أخشى أن يفوق عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض عدد الذين لقوا حتفهم في الفيضانات نفسها".
الإسهال الحاد
ووفقاً للنشرة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في 9 أغسطس عن الفترة بين 31 يوليو و8 أغسطس، كان الجرب والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال الحاد من بين أكثر الأمراض التي تم التبليغ عنها.
وأضافت النشرة أنه قد تم التبليغ عن20,399 إصابة بالإسهال الحاد في إقليم خيبر بختون خوا و9,659 إصابة في إقليم البنجاب و1,519 في إقليم السند.
وشكلت الأمراض الجلدية 16 بالمائة من الحالات مقابل 15 بالمائة للإسهال الحاد و14 بالمائة لالتهابات الجهاز التنفسي الحادة. وقد لحقت الأضرار بـ 19 مركزاً صحياً في إقليم بلوشستان و30 في إقليم البنجاب و47 في خيبر بختون خوا.
مشاكل النقل
ويعتبر توزيع المساعدات أمراً صعباً للغاية في ظل تعرض العديد من الجسور للدمار.
وأخبر أحمد كمال، الناطق باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "لدينا طائرات مروحية ولكننا لا نستطيع استعمالها في الأحوال الجوية السيئة... تقوم الطائرات بإسقاط المساعدات في مواقع قريبة ولكن هناك دائماً فرصة ألا تصل إلى الضحايا".
وأضاف أن هناك حاجة ماسة لكميات كبيرة إمدادات المياه الصالحة للشرب والمزيد من القوارب لنقلها. وقد قامت الهيئة بإنشاء عدد من نقاط توزيع المياه والأدوية.
بدوره، قال بدر الدين من مؤسسة أدهي الخيرية، وهي أكبر منظمة إنسانية في باكستان، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من كراتشي: "يعد نقص المياه النظيفة مشكلة كبيرة. ونحن نستخدم السيارات والقوارب لمحاولة نقلها إلى الناس في السند ونعتمد على المصادر المحلية من المياه النظيفة عند توافرها".
ولكن الضحايا في ناوشيرا وسوكور وديره غازي خان وغيرها من البلدات المتضررة يقولون أنهم لا يحصلون على ما يكفيهم من المياه، حيث قال شابير جان، 45 عاماً، وهو من سكان ناوشيرا: "الأطفال عطشى. كيف يمكننا أن نمنعهم من شرب المياه التي يجدونها أمامهم".
kh/ed/cb-dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions