1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الأرض الفلسطينية المحتلة: البدو في الضفة الغربية أسوأ حالاً من سكان غزة

Shepherd Abdul Rahim Bsharat, 59, holds his two youngest daughters, Samoud, three (blonde) and Assia, five. The Bsharat family have lived and farmed in al-Hadidiya village in the West bank since the 1960s Phoebe Greenwood/IRIN

الطريق إلى قرية الحديدية في منطقة طوباس في شمال شرق الضفة الغربية ملئ بالصخور المحفور عليها علامة تحذير باللغات العبرية والعربية والإنجليزية تقول: "خطر- منطقة إطلاق نار".

وقد وصلت الصخور منذ ستة أشهر مضت ووضعت على مداخل القرى الفلسطينية في إشارة إلى أن أجزاء من وادي الأردن قد أصبحت منطقة عسكرية مغلقة أعلنها الجيش الإسرائيلي. وهذه الحواجز تشير إلى المزيد من الضغط والتضييق على المجتمعات البدوية هنا.

راعي الغنم عبد الرحيم بشارات البالغ من العمر 59 عاماً وأسرته عاشوا وعملوا بحرفة الزراعة في الحديدية منذ الستينيات. وقال عبد الرحيم أنه في ذلك الوقت كان هناك 400-500 أسرة في القرية. والآن يوجد فقط 17 أسرة بقوا على الرغم من عدم تمكنهم من الحصول على الكهرباء والماء. كل منزل في القرية لديه أمر هدم إسرائيلي.

في الحادي والعشرين من يونيو أعطى الجيش الإسرائيلي بشارات إخطارا بأن منزله وحظائر الحيوانات يمكن أن تدمر في أي وقت. وعندما تم هدم منزل بشارات في السابق في عام 2002 تمت أيضا مصادرة خزان المياه الخاص به. وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية إيرين قال بشارات "لو دمروا عقاري مرة أخرى سأعود وأقوم ببنائه مرة أخرى. هذه أرضي".

منزل بشارات عبارة عن خيمة من الأكياس التي تمت خياطتها مع بعضها البعض والتي تقف على الأرض بواسطة دعامات. ويمكن إعادة بناء المنزل مرة أخرى بسهولة. ولكن مشكلاته الأخرى من الصعب حلها.

تقع الحديدية في جزء من الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة تعرف بالمنطقة ج. وطبقا لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) فإن السكان الفلسطينيين المقدر عددهم 40 ألف نسمة الذين يعيشون هناك ليس لديهم القدرة على بناء أو إصلاح منازلهم أو مدارسهم أو مستشفياتهم أو أنظمة الصرف الصحي في ظل نظام التصاريح الإسرائيلي الصارم. وتقول وكالات الإغاثة أنه في منطقة يعمل كل سكانها تقريبا كرعاة غنم وماشية فإن القيود الإسرائيلية على حصول الفلسطينيين على أراضي وعلى تنمية الأرض الزراعية معناه أن الآلاف من السكان سيصبحون جوعي.

وقد حذر تقرير نشرته مؤخرا هيئة إنقاذ الطفولة البريطانية بعنوان "الحياة على الحافة" من أن العديد من أجزاء المنطقة ج تعاني من أزمة إنسانية أكثر حدة من غزة.

البلدات الإسرائيلية

الحديدية محاطة بثلاث بلدات إسرائيلية متوسعة هي روي وبيكاأوت وهيمدات. أراضي الحديدية متاخمة مباشرة لبلدة روي ويقوم أفراد المجتمع في الحديدية بجمع أي تدفق زائد من مضخات المياه التي تروي محاصيل المستوطنين في علب يعلوها الصدأ.

وعلى الرغم من العريضة المطولة التي قدمها بشارات إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح بتوصيل الحديدية بشبكة المياه الرئيسية. ولا يوجد مركز صحي ولا تصريح ببناء مركز، وأقرب مستشفى يقع على بعد عدة ساعات في أريحا.

حواجز الطرق ونقاط التفتيش الإسرائيلية تعني أن الوصول إلى الطبيب يمكن أن يستغرق ساعات. في عام 2002 تم إدخال ابن بشارات الذي كان يبلغ وقتها عامين ونصف إلى المستشفى لمدة 16 يوم عندما تحولت نزلة البرد التي أصيب بها إلى التهاب رئوي. وفي نفس العام أصيب ابنه البالغ من العمر 8 سنوات بجروح بالغة بسبب سقوطه من جرار. وقد استغرق الأمر 6 ساعات قبل أن تتمكن سيارة من الوصول إلى الحديدية لإحضاره إلى المستشفى. وتوفى الإبن بسبب فقدانه للدم.

عانت إسرائيل من تفجيرات انتحارية مميتة انطلقت من الضفة الغربية في الماضي وهي تقول أن القواعد الصارمة المفروضة على حركة الفلسطينيين من خلال نقاط التفتيش وحواجز الطرق ضرورية لأمنها.

وطبقا لما ذكره الجيش الإسرائيلي فإن المنازل في الحديدية ومناطق كثيرة في وادي الأردن يتم هدمها بسبب أنها بنيت بصورة غير قانونية بدون تصريح بناء إسرائيلي أو وقوعها في مناطق عسكرية مغلقة. حوالي 18 بالمائة من الضفة الغربية الآن هي منطقة عسكرية مغلقة.

إعاقة النمو البدني

وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأنروا) وجدت أنه في المجتمعات البدوية مثل الحديدية كانت معدلات إعاقة النمو البدني (التقذم) أكثر من ضعف المعدلات الموجودة في غزة. كما أن نصف الأطفال تقريباً يعانون من الإسهال وهو واحد من أكبر أسباب وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات في العالم، علاوة على أن ثلاثة أرباع الأسر ليس لديهم طعام مغذ وبالقدر الكافي.

Bedouin children wander away from their home in al-Hadidiya village in the West Bank, which is now within a closed military zone claimed by the Israeli army
الصورة: فوويب جرين هود/ إيرين
أطفال بدو يتجولون بعيدا عن منزلهم في قرية الحديدية التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها تدخل الآن في نطاق منطقة عسكرية مغلقة

تعمل هيئة إنقاذ الطفولة مع لجان العمل الزراعي وهي منظمة غير حكومية محلية لمساعدة الأسر في الحديدية على إصلاح المزارع والمباني المدمرة كلما كان ذلك ممكنا. ولكن القيود الصارمة على البناء والدخول تعني أن السلطة الفلسطينية ووكالات الإغاثة لايمكنها أن تقدم سوى مساعدات محدودة للغاية للأسر في أي مكان في المنطقة ج.

وقال سلام كنعان المدير القطري لهيئة إنقاذ الطفولة البريطانية "في الأسابيع الأخيرة قام المجتمع الدولي بصورة صحيحة بالتركيز على معاناة الأسر في غزة ولكن محنة الأطفال في المنطقة ج يجب أن لا يتم إغفالها. الكثير من الأسر وخاصة في المجتمعات البدوية والرعوية تعاني بصورة كبيرة من مستويات مرتفعة من سوء التغذية والفقر".

وأضاف "من الملح الآن أن يتم اتخاذ خطوات لضمان أن الأطفال هنا لديهم منازل آمنة وفصول دراسة ملائمة وغذاء كاف يأكلونه ومياه نظيفة يشربونها". 

pg/ed/cb-khk


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join