ظل جاستن أوكوت، البالغ من العمر 20 عاماً، سجين حرب لدى الحركة الشعبية لتحرير السودان في مدينة يي جنوب السودان منذ شهر فبراير/شباط، عندما تم إلقاء القبض عليه مع مجموعة من متمردي جيش الرب للمقاومة. وقد تحدث أوكوت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن قصته منذ أن اختطف من منزله بقبيلة غولو، شمال أوغندا سنة 2000 قائلاً: كنت نائماً ذات ليلة عندما قدموا لأخذي. كان إخوتي أيضاً في نفس الغرفة إلا أنهم اختاروني لأنني الأكبر.
وبعد فترة وجيزة من التحاقي بهم، أصبت بطلق ناري في فخذي ولم أتمكن من القتال. قضيت بعض الوقت مع المعاقين وكنت أعالج بالأعشاب المحلية إلى أن شفيت.
لم يخبرنا القائد أبداً لماذا كنا نحارب. كان يقول لنا فقط بأننا لن نموت في الأدغال إذا ما اتبعنا التعليمات. كنا نراهم يلقون خطباً للمسؤولين الكبار إلا أنه لم يكن يسمَح لنا بالاستماع.
كان المتمردون يستعملون الحراب والعصي لقتل الناس، وأحياناً يكسرون أعناقهم بمؤخرات البنادق. ورأيت أيضاً أشخاصاً تم قطع شفاههم.
إذا حاول أحدهم الهرب، قتلوه حتماً، فالكثير من الأشخاص قتلوا وهم يحاولون الهرب. وإذا أنهك التعب أحدهم ولم يعد قادراً على المشي، قتلوه كذلك.
عندما ألقي القبض علي كنا قد أحضرنا إلى أويني كيبول [نقطة تجمع المتمردين خلال محادثات السلام بجوبا، جنوب السودان، مع حكومة أوغندا]، إلا أنه وبعد لحظات فقط طلب منا أن نغادر. وفي الوقت الذي كنا نهرب فيه، أوقفتنا الحركة الشعبية لتحرير السودان، غير أن قائدنا باشر بإطلاق النار عليهم، فردوا بإطلاق النار من جهتهم أيضاً، مما أدى إلى أصابتي بطلق ناري وإحضاري إلى هنا.
ومنذ ذلك الوقت، حاول جيش أوغندا إرسالي إلى أوغندا. هم يعتقدون بأنني قائد مهم في جيش الرب للمقاومة يحمل اسم أوكوت أيضاً. إلا أن أوكوت الذي يبحثون عنه هو نقيب وأنا لا أحمل أية رتبة. كنت فقط واحداً من الجنود. وإلى الآن، لا زالت الحركة الشعبية لتحرير السودان ترفض إرسالي إلى هناك.
حتى إذا تم إطلاق سراحي فلن أعود إلى صفوف المتمردين. كل أملي أن أعثر على عائلتي في غولو، فعندما تم اختطافي كان أبي قد توفى وأتمنى أن تكون أمي وإخوتي قد بقوا هناك. أريد أيضاً أن أنهي دراستي، فقد كنت في الصف السابع ابتدائي عندما تم اختطافي.
منذ خرجت من الأدغال وأنا أقرأ الصحف. أعلم أن هناك محادثات للسلام إلا أنني لا أعلم ما قد يحدث لي: هل سأتمكن من العيش حياة طبيعية مرة أخرى؟"
"