ارتفعت نسبة النساء المستفيدات من خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة في اليمن من 40 إلى 55 بالمائة على مدى السنوات الأربع الماضية، وفقاً لتقرير صدر عن وزارة الصحة في 18 مايو ويغطي الفترة بين 2006 و2010.
ولكن بعض نشطاء حقوق المرأة انتقدوا التقدم البطيء الذي حققته البلاد في تغطية الرعاية الصحية قبل الولادة خلال مؤتمر عقد في صنعاء يوم 18 مايو تحت رعاية اللجنة الوطنية للمرأة ووزارة الصحة.
من جهتها، أفادت نائبة ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، زليخة مودروفسيك، أن 22 امرأة تموت كل يوم في اليمن بسبب مضاعفات الحمل والولادة، مشيرة إلى أنه في ظل وضع 80 بالمائة من النساء لمواليدهن في المنازل لا يزال يتعين بذل الكثير من الجهود لتحسين الرعاية الصحية قبل الولادة للنساء والحد من المعدلات العالية لوفيات الأمهات والرضع".
وفي محاولة منها لتحسين هذا الوضع، بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان في 17 مايو، بتوزيع 30,000 عدة نظيفة وآمنة للولادة في المنزل خلال عام 2010.
ووفقاً لتقرير الإحصاءات الصحية العالمية لعام 2010، الصادر عن منظمة الصحة العالمية في 10 مايو، يصل معدل الوفيات النفاسية في اليمن إلى 430 وفاة لكل 100,000 ولادة حية، وهو المعدل الأعلى في الشرق الأوسط. كما أشار التقرير إلى أن نسبة الاستفادة من الرعاية الصحية قبل الولادة (وهي النسبة المئوية للنساء الذين استفادوا من الرعاية الصحية قبل الولادة على يد موظفين صحيين مهرة لأسباب تتعلق بالحمل لمرة واحدة على الأقل خلال فترة الحمل، كنسبة مئوية من المواليد الأحياء في فترة زمنية معينة) وصلت إلى 47 بالمائة، وهي أدنى المعدلات في الشرق الأوسط.
المناطق الريفية الأكثر تضرراً
ويعتبر الإجهاض المتكرر ونزيف ما بعد الولادة، وخاصة بين الفتيات في المناطق الريفية، من بين العوامل الرئيسية وراء ارتفاع معدل الوفيات النفاسية في البلاد. وأخبرت نعمة ناصر الصريمي، وهي طبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد في مستشفى الثورة في صنعاء، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الإجهاض شائع في المناطق الريفية لاسيما في ظل زواج 52 بالمائة من الفتيات قبل سن 15 عاماً".
ويصل معدل الخصوبة بين المراهقين في اليمن (عدد الولادات لكل 1,000 فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة) إلى 80، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية.
وحسب الصريمي "تموت العديد من النساء في كثير من القرى النائية - التي تنعدم فيها المرافق الصحية أو تتواجد في مناطق بعيدة جداً - داخل السيارات في طريقهن إلى مستشفيات الولادة في عواصم المحافظات. كما أن النساء في المناطق الريفية لا يحصلن على الرعاية الصحية الأساسية منذ بداية الحمل وبالتالي يبقين عرضة لعدة مضاعفات مرتبطة بالولادة".
ووفقاً لمحمد غراب، وهو طبيب آخر متخصص في أمراض النساء والتوليد في المستشفى الجمهوري بصنعاء، يمكن تفادي 70 إلى 80 بالمائة من الوفيات النفاسية من خلال رفع الوعي العام بمخاطر الولادة في المنازل.
ay/at/cb – amz/dvh