أفادت جمعية الهلال الأحمر العراقي بأن 185 أسرة نازحة تعاني من ظروف صعبة داخل مخيم صحراوي جنوب العراق وتحتاج إلى ترحيل عاجل.
وصرح ضياء زوين، مدير فرع الجمعية بمنطقة النجف بأن ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات قد لقوا حتفهم نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في المخيم. وكانت 185 أسرة [أي ما يقارب 1,100 شخص] قد نزحت إلى هذا المخيم الواقع حوالي 20 كلم جنوب النجف وتعيش الآن في حوالي 200 خيمة.
كما أوضح زوين بأن هذه الأسر هي جزء من حوالي 5,500 أسرة نزحت إلى مدينة النجف الواقعة على بعد حوالي 200 كلم جنوب بغداد. وأفاد أيضاً بأن جمعية الهلال الأحمر العراقي، وهي المنظمة الإنسانية الوحيدة العاملة في العراق، قد قامت بتوزيع المياه الصالحة للشرب والطعام والمراحيض المتنقلة بالإضافة إلى غيرها من مواد الإغاثة. إلا أن ذلك، حسب قوله، يبقى "غير كاف أبداً. فهؤلاء النازحين يواجهون الموت لأن الخيام التي يسكنون فيها لا تقيهم شر الحر الذي يتجاوز 50 درجة مئوية في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب".
وأضاف أن بعض الأشخاص قد بدأوا يصابون بالعديد من الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة والربو والأمراض الجلدية وسوء التغذية والتيفوئيد.
وقال زوين: "نحن نناشد الحكومة والمنظمات الإنسانية الدولية أن تساعدنا قدر الإمكان حتى نتمكن من نقل هذه الأسر إلى منطقة آمنة حيث نستطيع أن نوفر لها الحماية من مثل هذه الظروف".
فمنذ خمسة أشهر اضطر خليل عبد الزهرة، 40 عاماً، وهو أب لخمسة أطفال ويعمل في البناء، إلى الهروب من العنف الطائفي في اليوسفية، وهي منطقة سنيّة في أغلبها، تقع على بعد 20 كلم جنوب بغداد. إلا أنه أصبح مضطراً الآن لمحاربة الأفاعي ومواجهة العواصف الرملية والحرارة الخانقة في صحراء المناذرة.
وعن معاناته، قال عبد الزهرة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إن هذا المكان لا يليق حتى بالحيوانات. فنحن لم نغتسل منذ 15 يوماً، وتحيط بنا الأفاعي من كل جهة ونعاني من العواصف الرملية بشكل يومي. لا يمكنني الرحيل لأنني غير قادر على تحمل تكاليف الإيجار في مكان آخر، فأنا مجرد عامل بناء ولا أحصل إلا على أعمال متفرقة وغير مستقرة. أصبح أطفالي يعانون من سوء التغذية وأصيبت زوجتي بحساسية جلدية. ولا تدوم مياه الشرب التي نحصل عليها لأكثر من ثلاثة أيام ولا نملك الغاز لنقوم بغلي مياه غيرها".
ووفقاً لجمعية الهلال الأحمر العراقي فإن 142,260 أسرة أي حوالي 1,037,615 شخص قد أصبحوا نازحين منذ 22 فبراير/شباط 2006 بعد أن تعرض مرقد شيعي في مدينة سامراء، على بعد 60 ميلاً شمال بغداد، للتفجير من قبل ما يعتقد أنهم متطرفون سنّة، مما أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف بشكل حاد منذ ذلك الحين.
"