تحرز بنجلاديش تقدماً كبيراً في جهودها لمكافحة الملاريا، حسب مسؤولي الصحة. وأفادت وحدة مكافحة الملاريا والأمراض الطفيلية بالمديرية العامة للخدمات الصحية أن عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض انخفضت إلى 47 في عام 2009 مقارنة بـ 154 في عام 2008. كما تشير بيانات الوحدة إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن الملاريا انخفض بشكل كبير منذ عام 2002 عندما أودى المرض بحياة 588 شخص.
وفي هذا السياق، أفاد منان بنغالي، مسؤول مكافحة الأمراض المنقولة بمكتب منظمة الصحة العالمية في بنجلاديش أن "الحكومة زادت نسبة الخدمات المقدمة للسكان الذين كان يصعب الوصول إليهم في المناطق النائية بالأقاليم الحدودية لمكافحة الملاريا بصورة فعالة. كما يقدم الموظفون والمتطوعون المدربون خدمات في المنازل مما ساهم في إنجاح جهود الكشف المبكر عن الملاريا وعلاجها، الأمر الذي ساهم بدوره في خفض عدد الوفيات الناجمة عن المرض".
ووفقاً للوحدة، انخفض عدد الأشخاص المصابين بالملاريا من 84,690 عام 2008 إلى 63,873 عام 2009.
الخطر في المناطق الحدودية
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن 33.6 بالمائة من سكان البلاد، أي حوالي 50.6 مليون شخص، معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، خصوصاً في13 منطقة على طول الحدود الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية للبلاد. وأشار بنغالي إلى أن "وضع الملاريا في بنجلاديش في الوقت الحاضر ليس مقلقاً باستثناء المناطق المتاخمة للجبال".
من جهته، أفاد أبو الفايز، وهو خبير في الملاريا بكلية السير سليم الله الطبية في دكا، أن المساعدات المقدمة من قبل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بالإضافة إلى مجموعة من 21 منظمة غير حكومية، ساعدت على تعزيز وتوسيع نطاق الوقاية من الملاريا والتشخيص والبرامج العلاجية.
وجاء في قول أبو الفايز: "تم الآن خفض عدد الإصابات بالملاريا والوفيات الناتجة عنها بشكل كبير. وقد ساهمت العديد من الأنشطة في هذا النجاح"، مشيراً إلى العلاج بالعقاقير الفعالة وتحسن خدمات الكشف والتشخيص وتوفر المزيد من العاملين الصحيين المدربين. وقد قامت الحكومة وعدة منظمات غير حكومية بتوزيع 1.6 مليون ناموسية معالجة بمبيدات الحشرات، والتي لعبت دوراً رئيسياً في الوقاية من الملاريا.
المحافظة على التقدم
وقد تم القضاء على الملاريا بشكل كلي تقريباً في بنجلاديش خلال حملة منظمة الصحة العالمية لاستئصال الملاريا في الستينيات، ولكن استمرار هذا الإنجاز تعذر بسبب حرب تحرير بنجلاديش في عام 1971. وقد تسبب ذلك في عودة ظهور الملاريا في أوائل السبعينيات، مما جعل البرنامج يغير تركيزه إلى مكافحة الملاريا.
وعلق نصر الإسلام، وهو مسؤول تقييم بالوحدة، على ذلك بقوله: "يشكل الحفاظ على التقدم الآن تحدياً كبيراً بالنسبة لنا. لدينا رؤية لوضع برنامج للقضاء على المرض في المستقبل".
ووفقاً للمركز الدولي لبحوث أمراض الإسهال في بنجلاديش، تؤثر الملاريا على 300 مليون شخص في 90 بلداً حول العالم وتودي بحياة مليون شخص كل سنة، 90 بالمائة منهم في إفريقيا و9 بالمائة في جنوب شرق آسيا. وتعتبر بنجلاديش واحدة من دول جنوب آسيا التي يستوطن فيها المرض.
وتعتبر الملاريا أحد الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق البعوض. وتشمل أعراض الإصابة بها الحمى والصداع والتقيؤ، وتظهر عادة في خلال 10 إلى 15 يوماً بعد التعرض للدغة البعوضة. وإذا تركت من دون علاج، يمكن أن تشكل الملاريا تهديداً للحياة.
mw/at/ds/c – amz/dvh
"