1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: عدد النازحين يفوق المليون، يقول الهلال الأحمر العراقي

An elderly Iraqi refugee sleeps rough on the streets of Amman, Jordan. Even if Iraqis manage to flee the violence in their own country, they often face hardships in neighbouring nations. Dana Hazeen/IRIN

يحلم الخياط أحمد خالد التميمي بأن يخيط الزي المدرسي لأبنته البكر لتفتخر به أمام زميلاتها بالمدرسة. ولكن حلمه هذا قد تبخر بعد أن تعرض هو وعائلته للترحيل نتيجة لتزايد العنف الطائفي في البلاد، فأصبح عاطلاً عن العمل وأصبحت ابنته غير قادرة على الذهاب إلى المدرسة.

ويحكي التميمي، 39 عاماً، وهو شيعي وأب لابنتين، عن معاناته وهو يتذكر الورقة التي وجدها معلقة على باب منزله في منطقة الدورة السنيّة الواقعة غرب بغداد، وقد كتب عليها التحذير التالي: إما أن ترحل أو نقطع رؤوس زوجتك وابنتيك".

ووفقاً لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر العراقي فإن 142,260 عائلة أي حوالي 1,037,615 شخص أصبحوا نازحين منذ 22 فبراير/شباط 2006 بعد أن تعرض مرقد شيعي في مدينة سمراء، التي تقع على بعد 60 ميلاً إلى الشمال من بغداد، للتفجير على يد ما يعتقد أنهم متطرفون سنّة، مما أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف.

تزايد أعداد النازحين

كما أفاد تقرير جمعية الهلال الأحمر العراقي الصادر في 5 يوليو/تموز، والذي يغطي الفترة من فبراير/شباط 2006 إلى 30 يونيو/حزيران 2007 بأن "هناك ارتفاع في عدد النازحين بمعدل 80,000 إلى 100,000 شهرياً".

وصرحت جمعية الهلال الأحمر العراقي، وهي المنظمة الإنسانية الوحيدة العاملة على الأرض، بأن هذا الارتفاع الذي يقدر بحوالي 67 بالمائة في عدد النازحين منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي "يزيد من سوء الأوضاع المتردية أصلاً".

ويقدم هذا التقرير المكون من 25 صفحة تفصيلاً لفئات النازحين حيث جاء فيه أنه "عند نهاية شهر يونيو/حزيران 2007 كان هناك مليون نازح، 37.5 بالمائة منهم أطفال دون سن الثانية عشرة، و32.8 بالمائة منهم نساء و29.7 بالمائة منهم من الرجال".

وتأتي العاصمة بغداد على رأس قائمة المناطق المستقبلة للنازحين، حيث نزحت إليها حوالي 41,969 عائلة. وتليها في الترتيب محافظة الموصل حيث نزحت إليها حوالي 15,063 عائلة. أما في المرتبة الثالثة فتأتي محافظة صلاح الدين التي تبعد حوالي 200 كلم شمال بغداد والتي استقرت فيها حوالي 12,781 عائلة.

ويتساءل أحمد خالد التميمي الذي يعيش حالياً مع أحد أقاربه في بيت متواضع بالمنطقة الشيعية من بغداد قائلاً: "ما الذنب الذي اقترفته في حياتي حتى أفقد عملي وأفقد بيتي وأرى آمالي في بناء أسرة سعيدة تتحطم أمامي؟"

معاناة النازحين

وبالإضافة إلى تطرقه للتغييرات التي شهدها التوزيع الديموعرافي للبلاد، تناول تقرير الهلال الأحمر أيضاً المعاناة اليومية للنازحين. فالتميمي، مثلاً، غارق في الديون لاضطراره إلى شراء الأدوية لزوجته التي تعاني من مشاكل في القلب وابنته الصغرى التي تعاني من الربو. وهو يقول عن ذلك: "أحتاج على الأقل لمبلغ 250,000 دينار [حوالي 200 دولار] شهرياً لعلاجهما...ومن حين لآخر أبيع السجائر والمشروبات الغازية في الطرقات".


الصورة: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
خريطة تظهر أعداد العراقيين الذين لجؤوا إلى الدول المجاورة لغاية 12 أبريل/ نيسان 2007، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
كما جاء في التقرير بأن "قطاع التعليم قد تأثر بشكل سلبي من العوائل النازحة في مختلف محافظات البلاد، بحيث أصبح على المدارس استقبال عدد أكبر بكثير من الطلاب في كل فصل. كما تعاني هذه المدارس من نقص في المواد التعليمية والقرطاسية".

ولا يستفيد النازحون إلا قليلاً من نظام الرعاية الصحية، مما يؤثر بشكل كبير على صحة النساء والأطفال بشكل خاص، حيث جاء في التقرير بأن "النساء الحوامل والأطفال لا يتلقون العناية الطبية اللازمة. كما أن عمليات الإجهاض غير الشرعية أصبحت رائجة جداً".

ويعاني العديد من النازحين من مشاكل نفسية وقد التجأ الكثير منهم إلى المجموعات المسلحة التي يرون فيها "التمثيل الحقيقي لسلطة الأرض...وأصبح الاعتداء الجنسي والسطو المسلح والإدمان على المخدرات منتشراً بين مجموعات النازحين".

اللاجئون العراقيون في الخارج

وأفادت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن عدداً كبيراً من العراقيين اللاجئين في سوريا والأردن ومصر ولبنان وإيران يواجهون مشاكل مادية وصحية وأخرى متعلقة بالسكن ولم يحصلوا سوى على مساعدات بسيطة من منظمات الإغاثة. وجاء في التقرير بأنه "في غياب التصريح بالعمل، وقلة الموارد وجد العديد من العراقيين غير المؤهلين الذين غادروا البلاد أنفسهم مجبرين على قبول العمل بشكل غير شرعي وبأجور زهيدة جداً. فما يحصل الآن هو صورة لمأساة إنسانية حقيقة غير مسبوقة في تاريخ العراق".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join