أفاد تقييم لنظام المساعدات الإنسانية الطارئة يعتبر الأشمل حتى الآن أنه بالرغم من تحسن صناعة المساعدات الإنسانية الطارئة إلا أن عليها بذل المزيد من الجهد من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب.
وقد ركز المقيّمون من شبكة التعلم النشط للمساءلة والأداء في مجال العمل الإنساني ALNAP على تقييم مدى نجاح الجهات المانحة ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية في التنسيق فيما بينها والاستجابة للاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وقد شمل التقييم مقابلات مع المئات من عمال الإغاثة وتحاليل للبيانات المالية ولتقييمات المنظمات.
فعلى خلاف التقييمات السابقة المشتركة بين الوكالات التي تناولت الاستجابة الإنسانية لحالات طوارئ فردية مثل التقييم المشترك للمساعدات الإنسانية الطارئة لرواندا والتقييم المشترك للتسونامي، أفادت شبكة التعلم النشط للمساءلة والأداء في مجال العمل الإنساني أن الوقت قد حان لتقييم نقاط القوة والضعف في المجال الإنساني ككل وتحليلها لتحديد التوجهات المستقبلية.
وفي هذا السياق، أوضح مدير الشبكة، جون ميتشل لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أنه "ليس من الممكن [مثلاً] التأكد من أداء النظام الصحي على المستوى القومي في دولة ما من خلال مراجعة مجموعة من المستشفيات فقط...نحن بحاجة إلى مراجعة شاملة لنظام المساعدات الإنسانية الذي أصبح أكبر وأكثر تشعباً على مدى السنوات العشرين الماضية. فقد أصبح القطاع [محكوماً بشكل أكبر بالأجندات السياسية] ويخضع للمزيد من التدقيق الإعلامي. ولكن من حيث المبدأ، هناك اتفاق على أن أسلوب تقديم المعونات يجب أن يكون أكثر تماسكاً".
المفاجآت
وتمثلت المفاجأة الأولى بالنسبة للمقِّيمين في كون النظام يتحسن في الواقع، حسب ميتشل. فقد رسم التقييم المشترك للمساعدات الإنسانية الطارئة لرواندا صورة قبيحة للمساعدات غير الفعالة التي تفتقر للتنسيق، بينما قدم التقييم المشترك للتسونامي مثالاً على تغطية المنافسة بين وكالات على مبدأ التعاون.
وأظهر التحليل الأخير أن المساعدات الإنسانية أصبحت بشكل عام "أكثر كفاءة وأفضل تنسيقاً وتوقيتاً"، حسب ميتشل، حيث ساهم نظام المجموعات التنسيقية، بالرغم من كونه أبعد ما يكون عن الكمال، في تحسين الاستجابة الإنسانية. كما ساهم صندوق الأمم المتحدة المركزي للطوارئ في تسريع وتيرة التمويل للمرحلة الأولى بعد وقوع الكارثة، حسب شبكة التعلم النشط للمساءلة والأداء في مجال العمل الإنساني. وأضاف ميتشل أن "هناك المزيد من المال الذي يتم توزيعه بشكل أكثر عدلاً [بين كل القطاعات]".
كما أن الموظفين الإنسانيين أصبحوا في الغالب أكثر تدريباً واحترافاً بالرغم من أن هذا الجانب لا يزال بحاجة إلى تحسين كما أن وتيرة التغيير ما زالت سريعة جداً. وأفاد التقرير أيضاً أن المساءلة أمام المستفيدين آخذة في التحسن.
وأخيراً، لا زال القطاع يواصل الابتكار، من خلال اعتماد تكنولوجيا جديدة مثلاً وتغيير مناهج الاستجابة مثل اعتماد العلاجات المجتمعية لمعالجة سوء التغذية الحاد أو تغيير عقليات الحكومات كالاستعداد للكوارث عن طريق التأمين ضد الأحوال الجوية.
جوانب القصور
ولكن لا تزال هناك العديد من أوجه القصور التي لا بد من مخاطبتها، حيث يستمر إهمال عدد من القطاعات الإنسانية عاماً بعد عام، من بينها الحماية والتعافي المبكر والتأهب لحالات الطوارئ والحد من مخاطر الكوارث، حسب المشاركين في التقييم.
وبالرغم من أن بعض المنظمات تقوم باستطلاعات للحصول على آراء المستفيدين منها، إلا أنها لا تعمل بالضرورة بناءً عليها، حسب التقييم. كما ينصب التركيز عند تقييم برنامج ما على نقاط القوة والضعف في المساعدات المقدمة بدلاً من التركيز على مدى الاستجابة للاحتياجات، حيث أفاد ميتشل أنه "لم يتم بعد وضع طريقة واضحة لتحديد الاحتياجات غير الملباة".
كما أن العديد من المنظمات الإنسانية تستعمل مصطلح بناء القدرات المحلية كثيراً. وبالرغم من أن التركيز على هذا المجال قد تحسن كثيراً في معظم المناطق، إلا أن معظم المنظمات الدولية والجهات المانحة لا تزال تهمله بشكل كبير، حسب شبكة التعلم النشط للمساءلة والأداء في مجال العمل الإنساني.
وفي هذا السياق، أفاد أحد عمال الإغاثة أنه "عندما تم طرد 13 منظمة غير حكومية من دارفور، لم يتساءل أحد عن سبب غياب القدرة المحلية بعد مرور ثلاث أو أربع أو خمس سنوات؟ ماذا كانت المنظمات غير الحكومية تفعل طيلة كل تلك السنوات"؟
شبكة التعلم النشط للمساءلة والأداء في مجال العمل الإنساني حول تقييم الاحتياجات | |
تم تسليط الضوء على تقييم الاحتياجات باعتبارها إحدى نقاط الضعف في النظام، وعلى عدم وجود تنسيق للتقييمات مما يؤدي إلى الازدواجية. | |
أفاد رئيس بلدية شرما في لبنان خلال أزمة عام 2006 أنه اجتمع مع 50 منظمة غير حكومية دولية "معظمها تحدث كثيراً ولم يفعل أي شيء". | |
ولكن معظم الذين شملهم التقييم أفادوا أن التقييمات المنسقة تحسنت في السنوات الأخيرة، ذاكرين أمثلة عن أفضل الممارسات: خطة العمل الإنساني لجمهورية الكونغو الديمقراطية لعام 2009 وآلية التقييم السريع الشاملة لعدة قطاعات في باكستان والتقييم المشترك للاحتياجات بعد إعصار نرجس في ميانمار | |
المصدر: شبكة التعلم النشط للمساءلة والأداء في مجال العمل الإنساني |
الخطوات التالية
ويرى ميتشل أن تمكن الدروس المستقاة من التجارب الإنسانية على تغيير السلوك الإنساني قد يستغرق سنوات أو حتى عقوداً. وجاء في قوله أن "منحنى التعلم بطيء بشكل كبير للغاية. ولكن دوافع التغيير، بما في ذلك التأكيد على القيمة مقابل المال والمساءلة والشفافية أصبحت أقوى مما كانت عليه من قبل".
وأضاف ميتشل أنه يأمل أن يكون هذا التقييم الأول في سلسلة من التقييمات التي تستقي المزيد من ردود فعل المستفيدين وتدقق أكثر في فعالية التكاليف وتجنب الهدر في الإنفاق على المساعدات.
وأضاف أن "هدف شبكة التعلم النشط للمساءلة والأداء في مجال العمل الإنساني يتمثل في مساعدة جميع الشركاء في المجال الإنساني على وضع أهداف مشتركة من أجل تحسين الأداء وإنشاء قطاع أكثر شفافية وديناميكية وثقة. لقد نمت الصناعة وتغيرت كثيراً خلال السنوات العشر الماضية... ولكن لا زالت الطريق أمامها طويلة [للوصول إلى المرجو منها]. وعموماً، فإن الأداء العام للعمل الإنساني يحصل على درجة -B".
aj/am/np- amz/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions