1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: هل تؤدي زيادة القوات الأجنبية إلى تقلص مساحة العمل الإنساني؟

US soldier at the top of a military vehicle in Kabul city Akmal Dawi/IRIN

يصل إلى أفغانستان هذا العام الآلاف من القوات الأجنبية الجديدة، ولكن بعض المنظمات الإنسانية البارزة تعبر عن مخاوفها من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.

وفي الوقت الذي سجل فيه النزاع ارتفاعاً في أعداد القتلى من المدنيين، قلص غياب الأمن وحملات الترهيب والهجمات على المنظمات الإنسانية أيضاً من مساحة العمل الإنساني في البلاد، وهو ما قلل الخدمات الأساسية أو حرم المجتمعات الضعيفة منها.

وقال ريتو ستوكر، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "من واقع خبرتنا فإن كل زيادة كبيرة في القوات منذ عام 2005 قد أدت إلى زيادة النزاع واتساع رقعته وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين".

وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة الموقف في أفغانستان خلال الثماني سنوات التي تلت الإطاحة بطالبان بواسطة التدخل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة بأنه هش وحرج، وهي وجهة نظر أكدتها لاحقاً سلسلة الهجمات المميتة على وسط كابول في 18 يناير.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الثلاثين ألف جندي الإضافي سيساعدون في تأمين المناطق وخلق بيئة آمنة لتحقيق التنمية، ولكن حركة طالبان قد توعدت بتصعيد حملة العنف في عام 2010 وقامت بذلك حتى أثناء فصل الشتاء الذي يعرف بأنه فترة هدوء في القتال.

الضعف

وقال شيله هنري، رئيس التنسيق الميداني في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "إذا كانت زيادة أعداد القوات تعني الوصول إلى مناطق الصراع فإن هذا سيؤدي إلى تفاقم الضعف".

وقد حذرت تشارلوت إيستر أولسن، المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين من أن "تصاعد النزاع المسلح خلال عام 2010 يثير قلق المجلس النرويجي للاجئين والمجتمع الإنساني في أفغانستان من ارتفاع مستويات النزوح الداخلي أو السفر إلى الدول المجاورة".

وقد وجهت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) تساؤلات إلى المتحدثين الرسميين في مقر القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كابول حول مخاوف المنظمات الإنسانية ولكنها لم تتلق إجابة محددة.

وتقول المنظمات الإنسانية أن المزيد من تصعيد النزاع يمكن أن يكون له أثر كارثي على المدنيين الذين سبق وأن تضرروا بشدة جراء القتال.

وتخشى المنظمات الإنسانية من أن تصبح أهدافاً على نحو متزايد إذ يهدف المسلحون إلى خلق شعور واسع بانعدام الأمن وبذلك فإنهم يجعلون من العمل الإنساني أكثر صعوبة وخطورة. ويمكن أن تؤدي زيادة القوات أيضاً إلى زيادة مشاركة القوات في مشروعات المعونة والمشاريع الإنسانية والمدنية وهو ما يؤدي إلى مزيد من عدم وضوح الحدود بين المدنيين والعسكريين.

الأهداف المدنية الهامة

وفي بيانه الأخير أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كممثل الأمين العام الخاص لأفغانستان حذر كاي ايدي في 6 يناير من أنه "لا يجب السماح بأن تقوض زيادة القوات الأهداف المدنية التي لها نفس القدر من الأهمية".

وقد اقترح ايدي تقوية المؤسسات الحكومية الأفغانية وتحسين فاعلية الإغاثة ودعم التنسيق بين الجهات المانحة كأهداف إنسانية أساسية وهو ما يجب أن يكمل زيادة القوات".

من جهتها، قالت أجمل صمدي، مديرة مرصد الحقوق في أفغانستان، وهي منظمة حقوقية مقرها كابول أن "التنمية المؤسسية وتعزيز التنسيق هي من الأهداف الطويلة الأجل" وأن "هناك حاجة ملحة لوضع خطة للاستجابة للآثار الإنسانية العاجلة للتصاعد المتوقع في وتيرة النزاع خلال عام 2010".

وتؤكد مبادئ العمل الإنساني التقليدية على أهمية أن تكون المساعدات مستقلة وغير منحازة أي أن تخدم الضحايا بدلاً من الأجندة السياسية. ولكن ثبت أنه من الصعب التمسك بهذا المبدأ في أفغانستان.

خطة العمل الإنساني

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه قد بدأ في خطة العمل الإنساني لعام 2010 بتكلفة 860 مليون دولار والتي يتم فيها التركيز بصورة أساسية على الفئات المستضعفة من السكان في أفغانستان. علاوة على ذلك، فإن المكتب حريص على إنشاء "صندوق استجابة للطوارئ" الذي سيساعد المنظمات الإنسانية في الوصول إلى تمويل متاح بسهولة للاستجابة لحالات الطوارئ بما في ذلك حالات الطوارئ الناجمة عن النزاع.

Aid agencies are concerned about the increasing impacts of conflict on civilian communities
الصورة: تاسال/إيرين
المنظمات الإنسانية قلقة بشأن الآثار المتزايدة للنزاع على المجتمعات المدنية
وقال هنري أن "الحكومة، وهي الجهة المسؤولة في النهاية عن سلامة وأمن الناس في أفغانستان، يجب أن تدرس خطط الطوارئ لمواجهة النزوح".

ولكن الكثير من خطط واستراتيجيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمنظمات الإنسانية الأخرى سوف تتوقف على قدرة التنفيذ والأمن.

وقد أثر الهجوم الذي تعرض له دار ضيافة في كابول في 28 أكتوبر وقتل فيه خمسة موظفين دوليين تابعين للأمم المتحدة على قدرة المنظمة: فمنذ ذلك الحادث تم نقل ما يزيد عن 340 موظفاً دولياً إلى خارج أفغانستان بصورة مؤقتة.

وقد وجهت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) تساؤلات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى حول ما ينبغي فعله للحد من تأثير النزاع على المدنيين، حيث قال ريتو ستوكر، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان أن "الطريقة الأكثر فاعلية لتجنب المعاناة التي لا داعي لها في أوقات النزاع هي الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني".

أما عليم صديق، المتحدث الرسمي باسم بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان فقال: "نأمل في أن تكون سلامة وحماية المدنيين هي الأولوية الأولى في العمليات العسكرية".

وقالت تشارلوت إيستر أولسن، المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين أنه "يجب على الجهات العسكرية الالتزام بالمبادئ الإرشادية العسكرية والمدنية التي وضعها فريق العمل الوطني العسكري والمدني لأفغانستان في عام 2007 من أجل تحسين أمن المنظمات غير الحكومية".

ad/cb/oa-hk/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join