1. الرئيسية
  2. Global

كيف يمكن تعقب رائحة الحياة

Dogs are searching for survivors in the destroyed remains of Port-au-Prince. Seach and rescue operations are under way on 15 January 2010. The city was hit by a 7.3 magnitude earthquake on 12 January IFRC/Eric Quintero
Dogs search for survivors in the destroyed remains of Port-au-Prince, Haiti

أفضل عمال البحث والإنقاذ يمتلكون قدرة عالية على التحمل وحاسة شم غير عادية وقدرة حادة على السمع – كما يكون لديهم في العادة أربع أرجل!

فيمكن أن تقدم الكلاب المدربة جيداً ومدربوها أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة للأشخاص المدفونين تحت الأنقاض في موقع البحث والإنقاذ الذي لا تتواجد فيه غالباً أي علامات على وجود أحياء.

الكلب

وطبقاً لما ذكرته آن كريستنسن، رئيسة لجنة تدريب الكلاب في الجمعية الوطنية للبحث والإنقاذ في الولايات المتحدة، فإن الذكاء وحاسة الشم المميزة تجعل الكلاب مثالية لهذه المهمة. ولدى معظم الكلاب حاسة بصر أفضل من الإنسان وخاصة في الظلام كما أن لديها حاسة سمع أكثر حدة. ولكن ما يميزها فعلاً عن الإنسان هو حاسة الشم التي يقال أنها أكثر حساسية بألف مرة من حاسة الشم لدى بني البشر.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت كريستنسن أن السلالات المشهورة من الكلاب هي الشيبرد الألمانية والبوردر كوليز والجولدن واللابرادور والتي يبحث مدربوها فيها عن تركيبه معينة من المواهب.

وعادة ما تكون مواقع الكوارث خطيرة للغاية ومرهقة ولذلك "يجب أن يكون كلب الكوارث واثقاً من نفسه وشجاع وخفيف الحركة". كما يجب أن يكون قادراً على التركيز إذ أن عليه استنشاق الحطام وتجاهل الروائح الأخرى والضوضاء مهما كان الإغراء.

التدريب

وقال كريس بريتشارد، منسق فرق تدريب الكلاب في فريق البحث والإنقاذ الدولي التابع لدائرة الإطفاء والإنقاذ بالمملكة المتحدة أن "الأمر يستغرق على الأقل 18 شهراً إلى سنتين ونصف من أجل تدريب فريق يتكون من كلب ومدربه. وإذا كان الكلب يملك القدرة والحافز والتركيز لأداء المهمة، فإن الأمر قد يستغرق في الواقع مدة أطول لتدريب المدرب".

والمدربون هم جزء لا يتجزأ من تدريب الكلب وفي حال تبين أن هناك انسجام بين المدرب والكلب فإنهما يظلان شريكين طوال مدة عمل الكلب التي تناهز العشر سنوات.

وقد ذكرت كريستنسن أنه "عندما يتم اعتماد المدرب مع الكلب يتم اعتمادهما كفريق ويعملان معاً. كمدرب عليك خلق علاقة قوية جداً مع الكلب لأنك تقضي الكثير من الوقت في تدريبه وهو يسافر معك ويرافقك في مهام عمل ويقضي وقتاً طويلاً معك قد يكون أطول من الوقت تقضيه مع أسرتك".

وقال وولفجانج زورنر، رئيس المنظمة الدولية لكلاب الإنقاذ، وهي هيئة عالمية تعمل كمظلة لضمان توافق أعضائها مع المعايير الموضوعة من قبل الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ التابع  للأمم المتحدة، أنه يجب على الفرق الدولية اجتياز اختبار جاهزية البعثات للتأهل للذهاب في مهام خارجية.

وأضاف أنه "بمجرد أن اجتياز الاختبار تظل الشهادة سارية المفعول لمدة ثلاث سنوات" موضحاً أن "الاختبار صعب للغاية- فهو يستمر طوال الليل والنهار لمدة يومين ولا يجتازه أكثر من 40 بالمائة من المتقدمين".

المعدات

وتحتاج فرق تدريب الكلاب لأن تكون مكتفية ذاتياً بصورة كاملة لمدة 10 أيام بعد الذهاب في مهمة. وهذا يعني أن الفرق تصل إلى الموقع وبحوزتها خيام وطعام ومعدات بيطرية وطبية ومياه. وتحتاج الكلاب إلى لتر واحد من المياه على الأقل يومياً- وإلى أكثر من ذلك في الأجواء الحارة- للحفاظ على مستويات ترطيب يمكن العمل معها. ومن المهم أيضاً توفير مأوى للكلاب للحفاظ على سلامتها في الموقع.

وعلاوة على اللجام والطوق هناك معدات تتراوح ما بين سرج الرفع وسترات التبريد وأحذية الكلاب. وقال بريتشارد: "لا بد من حماية الكلب حتى يتمكن من القيام بعمله- فهو بنفس أهمية عمال الإنقاذ".

الذهاب في مهام خارجية

وقال بريتشارد أن الأربع وعشرين ساعة الأولى بعد حدوث الكارثة هي "اليوم الذهبي"، مضيفاً أن "قدرة الأشخاص المحصورين على البقاء على قيد الحياة تبدأ في التضاؤل بصورة كبيرة بعد ذلك". وقد أشار زورنر إلى أن "كل كارثة تختلف عن الأخرى ولكن الهدف الرئيسي هو التواجد في موقع الكارثة في أسرع وقت ممكن. فهناك دائماً بعض المعجزات التي تحدث في كل كارثة وبعض الأشخاص يبقون على قيد الحياة لفترة أطول على الرغم كم أن المرء لا يستطيع البقاء على قيد الحياة دون ماء لأكثر من أربعة أيام".

وكانت آخر مهمة لبريتشارد في زلزال بادانجح في إندونيسيا. وأوضح قائلاً: "حين يأتينا النداء علينا أن نكون جاهزين للذهاب في مهمة مع الكلاب خلال 8 ساعات". وعادة ما يأتي النداء من خلال المركز الافتراضي لتنسيق العمليات في الموقع للفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ- وهو موقع على شبكة الانترنت وأداة تنسيق لمديري الكوارث ومنظمات الاستجابة الدولية.

ويصبح فريق مدربي الكلاب جزءاً من فريق أكبر من أخصائيي موقع البحث والإنقاذ. وبمجرد اجتياز الفحوصات الطبية يتم إطلاع الفرق على المهمة وفحص المعدات ووضعها في طرود من أجل نقلها ثم يتوجه الفريق إلى الموقع إما على متن طائرة مدنية أو عسكرية.

البحث

وبمجرد الوصول تقوم الفرق بإخطار المركز الافتراضي لتنسيق العمليات في الموقع والذي يتم إنشاؤه عادة من قبل الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ بالتعاون مع هيئة إدارة الكوارث المحلية. وقد ذكر زورنر أن "المشكلة التي ترشح في البداية هي دائماً المواصلات كي تنتقل من المطار إلى المركز الافتراضي لتنسيق العمليات في الموقع ومن ثم إلى المواقع".

ونظراً لمحدودية الموارد والوقت يكون من الضروري القيام باستطلاع أولي لتحديد الأولويات. وقد أشار زورنر إلى أنه "من المهم أن يعرفوا بالفعل المواقع التي يكون من المفيد البحث فيها مع الكلاب وأن يكونوا قد أجروا التقييم الأولي".

والكلاب جزء واحد فقط من "عنصر البحث الفني" والأجزاء الأخرى هي المعدات الصوتية عالية الحساسية التي يمكنها التقاط الأصوات الدقيقة والكاميرات متناهية الصغر التي يمكن إدخالها من خلال الشقوق الصغيرة أو الفتحات التي يتم حفرها في الخرسانة.

وقال بريتشارد: "إنها لعبة استغماية كبيرة- وهذا هو السبب الوحيد لخروج الكلاب للبحث. فإذا عثر الكلب على مصدر للرائحة سيقوم بعرض ذلك عن طريق الحفر بأظافره أو من خلال النباح المتواصل. إنه سينبح عند تلك النقطة التي تكون فيها الرائحة قوية".

وأضاف أن "ذلك لا يعني بالضرورة أن الشخص مدفون تحتهم تماماً- فالرائحة يمكنها أن تسافر لمسافة كبيرة. ثم نقوم بعدها بتحريك الكلب في زوايا مختلفة لنرى ما إذا كانت الرائحة تأتي من مكان آخر". وغالباً ما يتم جلب كلب آخر للتحقق من العثور على شخص.

ويتم استخدام الكلاب في أكثر من مرحلة من عملية الإنقاذ. وأضاف بريتشارد قائلاً: "بمجرد إزالة الأنقاض من منطقة وتمكن الكلاب من الاقتراب من الممكن أن يفتح ذلك قناة للرائحة ويسمح للكلاب بالتقاط رائحة شخص محصور. ونقوم بجلب الكلاب إلى المبنى في الوقت الذي نقوم فيه بإزالة كتل كبيرة من الأنقاض.

الإنقاذ

"تدرك الكلاب أن رائحة الإنسان مكونة من روائح مختلفة- مثل الملابس التي يرتديها الناس والغذاء الذي يأكلونه ودهان أحذيتهم وغدد العرق". ومن المفهوم بصورة عامة أيضاً أنهم يقومون بتحديد رائحة خلايا الجلد التي تسقط من البشر بمعدل 40 ألف خلية في الدقيقة.

وبمجرد التأكد من العثور على شخص يتم إبعاد الكلاب حتى يتم إخراج الضحية بأمان. ونظراً لأن البحث في الأساس هو مسابقة، فإن العثور على شخص دائماً ما ينتهي بالحصول على مكافأة – وهي عادة لعبة- للتأكد من استمرار الحافز لدى الكلاب.

وقال زورنر أن الكلب يعمل 20 دقيقة لأنه "لو عمل لمدة طويلة يفقد اهتمامه ولا يصبح العمل آمناً- وعندها قد يعطي مؤشراً حتى وإن لم يكن متأكداً تماماً" وبعد ذلك يرتاح لنفس المدة من الوقت.

"نحن نبحث فقط عن الأحياء- وهذه هي أولويتنا". وعند توقف عمليات البحث- وهو ما يتم عادة بعد عشرة أيام من حدوث الكارثة- يتم إعادة فرق المدربين والكلاب إلى أوطانهم.

وبعد ذلك، تبدأ المرحلة الإنسانية من عملية الإغاثة باحتلال مساحة أكبر من العمل ويتم إحضار كلب مدرب آخر- متخصص في البحث عن الجثث – للعثور على الموتى.

tdm/oa/he-hk/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join