حث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تخصيص المزيد من الأموال ورسم السياسات اللازمة للحد من الكوارث لحماية المجتمعات المستضعفة في منطقة آسيا المحيط الهادئ.
وتأتي هذه الدعوة تزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لكارثة التسونامي التي ضربت منطقة المحيط الهندي عام 2004 مودية بحياة 226,000 شخص في 13 بلداً من بينهم 50,000 شخص ظلوا في عداد المفقودين.
وقال ال بانيكو، رئيس وحدة التسونامي في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: "نحن ندعو إلى نشر المزيد من الوعي والالتزام من حيث التمويل والإجراءات لأننا نؤمن أن ذلك حقاً ما سينقذ أرواح الناس على المدى البعيد".
وأضاف أن هذا يعني "وضع السياسات وشملها في البرامج ...ومجالات الاستجابة التي تمولها الجهات المانحة بالإضافة إلى التزام الأشخاص بوعودهم وربط أنظمة الإنذار المبكر بالمجتمعات".
وعلى الرغم من أن منطقة آسيا المحيط الهادئ معرضة لكوارث كبرى، إلا أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يرى أن الكوارث المحلية الصغيرة تشكل التهديد الرئيسي بالنسبة للمنطقة حيث ارتفع عددها من 21 كارثة عام 2004 إلى 51 عام 2008، ولذلك هناك حاجة إلى المزيد من برامج الحد من الكوارث في تلك المنطقة.
وأوضح بانيكو أنه قد تم بذل الكثير من الجهود لتحسين أنظمة الإنذار المبكر في المنطقة بعد كارثة التسونامي ولكن هناك فجوة في توصيل التحذيرات للسكان المعرضين للخطر.
وأضاف قائلاً: "يبقى التحدي في توصيل الرسائل إلى الأشخاص المسؤولين عن تقديم المساعدة والمجتمعات والناس على الأرض ... الذين هم بحاجة إلى حماية أنفسهم بطريقة أو بأخرى".
إصلاح القطاع الإنساني
وقد حدث التسونامي نتيجة زلزال بلغت شدته 9.15 درجة قبالة سواحل إندونيسيا استمر قرابة العشر دقائق. وقد أدت موجات التسونامي إلى دمار هائل ولكنها كانت متبوعة بتدفق غير مسبوق من التبرعات وبأكبر عملية استجابة وتعافي منذ الحرب العالمية الثانية، وفقاً لبانيكو الذي أضاف: "لقد مست هذه الكارثة جميع الناس في كل مكان".
وقد تم تقدير تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بنحو 10.9 مليار دولار، وفقاً للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، نقلاً عن الأمم المتحدة والجهات الحكومية.
وبحلول ديسمبر 2005، كان العالم قد تعهد بتقديم 14 مليار دولار، 11.6 مليار منها تعهدت بها منظمات غير حكومية وحركة الصليب الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة أو حصلت عليها.
وشملت التحديات عدم توفر القدرات الحكومية لتنسيق جهود الإغاثة، ومشاكل لوجستية كبيرة سببتها البنية التحتية المدمرة، بالإضافة إلى مطالب بزيادة المساءلة.
ومع ذلك قال بانيكو أن الكارثة حثت عدد من الحكومات على إصلاح قطاع العمل الإنساني. كما ساعدت على تأسيس نظام المجموعات الذي ينسق جهود الإغاثة بين الوكالات المختلفة بشكل أفضل وأضافت جهود التعافي كعنصر رئيسي في عمليات الإغاثة من الكوارث.
وبعد الاستفادة من هذه الدروس، انتقلت الجهود المبذولة في أعقاب الزلزال الذي وقع قبالة سواحل غرب سومطرة في اندونيسيا في سبتمبر الماضي من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التعافي خلال ثلاثة أشهر فقط، وهو ما وصفه بانيكو بأنه "سابقة لم تحث قط في كوارث سابقة".
وأضاف قائلاً: "لقد تغيرت الطريقة التي نستجيب بها للكوارث إلى الأبد".
كما قام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالتعاون مع مؤسسة ثومسون رويترز بإطلاق فيلم وثائقي متعدد الوسائط على شبكة الإنترنت حول كيفية تعافي الناجين من كارثة التسونامي منذ وقوعها.
ey/mw -dvh
"