وصل عدد اللاجئين الإريتريين المسجلين رسمياً لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالقاهرة حتى شهر سبتمبر إلى 1,638 لاجئاً، مما يجعلهم يشكلون رابع أكبر مجموعة لاجئين بعد السودانيين والعراقيين والصوماليين.
وحسب مفوضية اللاجئين، لا بد للإرتريين الواصلين إلى القاهرة الخضوع لمقابلات شاملة لتحديد ما إذا كانوا مؤهلين للحصول على صفة اللجوء والتسجيل لدى المفوضية أم لا.
وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى دباس هيلي (ليس اسمه الحقيقي) البالغ من العمر 35 عاماً، حول سبب مغادرته لإرتريا والآفاق المتاحة له في هذا البلد المضيف. وقد رد هيلي قائلاً:
"أتيت من منطقة غاشا باركا بإرتريا بالقرب من الحدود السودانية. هربت من السجن وغادرت البلاد في الأول من يناير 2004 باتجاه السودان ومن ثم إلى مصر حيث تعرضت للسجن مرة أخرى.
كنت أعمل بوزارة الدفاع بإرتريا بالرغم من أنني أكره السياسة. ولأن والدتي من أصل إثيوبي كنت أحظى بحقوق أقل بكثير من تلك التي يحظى بها الإرتريون المكتملة مواطنتهم. كان والدي إرترياً ولكنه توفي منذ زمن طويل.
وعندما اندلعت الحرب بين إرتريا وإثيوبيا [خلال الفترة بين 1998 و2000]، قامت السلطات بطرد أمي خارج البلد وإرسالها إلى السودان. ذهبت فيما بعد لزيارتها دون الحصول على التصريح الخاص بمغادرة البلاد وعند عودتي زُجَّ بي في سجن أم هاجر، بالقرب من الحدود السودانية الإثيوبية.
تمكنت من الهروب من السجن بمساعدة صديق إثيوبي وعبرت الحدود بشكل غير قانوني إلى السودان. مكثت هناك سنة وشهرين. كان وقتاً عصيباً بسبب سوء العلاقات بين الإثيوبيين والإرتريين والسودانيين.
قررت بعدها الذهاب إلى مصر وعبرت الحدود إلى هناك وحدي وبطريقة غير شرعية. فوقعت في أيدي الشرطة المصرية في أسوان وزُجَّ بي في السجن مرة أخرى بتهمة الدخول غير المشروع إلى البلاد. قضيت 14 شهراً في السجن في أسوان والقاهرة. كانت الأوضاع صعبة للغاية والحياة قاسية مما علمني الصرامة والشدة. والجيد في الأمر أني تعلمت اللغة العربية وبدأت أتحدثها بطلاقة خلال هذه الفترة.
وخلال فترة سجني، قدمت طلباً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتمت مقابلتي لتحديد ما إذا كنت مؤهلاً للحصول على صفة اللجوء بسبب الاضطهاد الذي كنت أعاني منه في بلدي. نجح الأمر وتم الإفراج عني. والآن، أحصل على دعم من المفوضية ومن منظمة كاريتاس [وهي منظمة غير حكومية كاثوليكية وشريك منفذ للمفوضية في مصر] وأعمل لديها مترجماً بفضل معرفتي باللغة العربية.
أعيش في منطقة المهندسين مع عدد أخر من الإرتريين. نقوم بتنظيم أنفسنا ومساعدة بعضنا البعض. لا يعتمد أي منا على السفارة للحصول على المساعدة. فمعظم الإرتريين والإثيوبيين لا يتحدثون اللغة العربية لذلك يصعب علينا الاندماج في المجتمع والحصول على فرص العمل في القاهرة. كما أن العديد لا يتحدثون حتى اللغة الإنجليزية. البعض منا لديه أقرباء في بلدان أخرى يرسلون له بعض المساعدات المالية في حين لا يجد البعض الآخر أمامه سوى الصلاة وتوقع أيام أفضل.
ولا يملك البعض المال الكافي لشراء الطعام أو استئجار بيت ويضطر للاستلاف من آخرين لتغطية احتياجاته. وهم مع عوزهم يرفضون النوم في الشارع لأن ذلك يحط من كرامتهم. أما بالنسبة لأولئك الذين لم يتمكنوا من التسجيل كلاجئين فإنهم يواجهون باستمرار خطر التوقيف والسجن.
لا أستطيع العودة إلى إرتريا حتى تتغير الحكومة. ولكن من يعلم متى يحدث ذلك؟ كما أن إعادة التوطين إلى بلد ثالث غير متاحة سوى للأسر أو للأمهات اللواتي يعلن أسرهن لوحدهن أو للأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية. ولكن بالنسبة للعزاب من أمثالي يبدو أننا سنبقى في القاهرة لفترة من الزمن".
ed/cb - az/dvh
"