1. الرئيسية
  2. Southern Africa
  3. South Africa

إطعام العالم دون الإضرار به

A farmer tends to his potato crop in Bureti District in Rift Valley Province Jane Some/IRIN

اقترح خبراء في مؤتمر عقد مؤخراً حول التنوع البيولوجي أنه يمكن للبلدان ذات تعداد السكان المتزايد رفع الإنتاج الغذائي دون الإضرار بالبيئة، إذا كانت على استعداد لتجربة ممارسات زراعية أقل ضرراً.

وتستخدم الزراعة ما يزيد عن ثلث الأراضي في معظم البلدان، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وهو ما يعد واحداً من الأسباب الرئيسية لتدهور البيئة وفقدان التنوع البيولوجي.

وقالت ليزلي ليبر، وهي خبيرة في اقتصاديات البيئة بمنظمة الفاو: نحن بحاجة إلى بحوث أفضل بشأن نظم الإنتاج الزراعي والتنوع البيولوجي كمدخلات ومخرجات".

كما قال الخبراء في مؤتمر نظمه مشروع ديفرسيتاس، وهو عبارة عن تجمع دولي لخبراء التنوع البيولوجي، أنه عند توافر التوازن الصحيح بين العلم والسياسة الجيدة، يمكن إيجاد مسار مستدام.

وأضافت ليبر أن هذا من شأنه أن يساعد على فهم الترابط بين التنوع البيولوجي والإنتاج الزراعي. فقد حد فقدان التنوع البيولوجي من فرص ضمان تغذية أكثر تنوعاً وتعزيز الإنتاج الغذائي وزيادة الدخل والقدرة على التعامل مع القيود البيئية وإدارة النظم البيئية.

والمزارعون هم أكبر مجموعة من مديري الأنظمة الإيكولوجية، ويمكنهم تغيير هذا الوضع عن طريق تغيير طريقة زرع وحرث الأرض.

فمعظم الممارسات الزراعية "استخراجية"، الأمر الذي اضطر المزارع لتدمير المورد الذي يعزز قدرتنا على إطعام أنفسنا"، كما قال أكيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي أعرب عن قلقه إزاء الاستخدام المكثف للأسمدة والمبيدات الحشرية.

وتقدر الفاو أن نحو ثلاثة أرباع التنوع الوراثي في المحاصيل الزراعية قد تعرض للضياع خلال القرن الماضي. ودعا خبراء في المؤتمر إلى التقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية وتنويع المحاصيل والأصناف والسلالات الحيوانية.

كما دعوا إلى مزيد من التعاون بين القطاعات البيئية والزراعية وتبادل الخبرات بين البلدان وتحسين فرص صغار المزارعين في الوصول إلى أسواق جديدة وزيادة حوافز التنوع الوراثي في المحاصيل، بوصفها خطوات حاسمة في تحقيق التوازن بين الإنتاج الغذائي والاستدامة البيئية.

قوة العلم

ولكن لورانس كينت، نائب مدير مؤقت لبرنامج التنمية الزراعية التابع لمؤسسة جيتس، يشعر بالتفاؤل حيال قدرة العلم على تخفيف حدة الفقر والجوع، وأشار إلى عدة مجالات من شأنها أن تسمح بإدخال تحسينات على سلسلة القيمة المضافة لإنتاج الأغذية، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية.

وقد قدم البعض المحاصيل المعدلة وراثياً على أنها الحل الأمثل لمشكلة إنتاج الغذاء في المستقبل، وخاصة في مجال تطوير محاصيل تقاوم الجفاف والفيضانات، والتي يمكن أن تنمو أيضاً باستخدام كمية أقل من الأسمدة والمبيدات الحشرية.

ومع ذلك، أدت التساؤلات حول المخاطر التي تتعرض لها البيئة وصحة الإنسان بسبب المحاصيل المعدلة وراثياً إلى فرض حظر على تلك المحاصيل في الاتحاد الأوروبي وأستراليا، والوقف المؤقت من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

وقال كينت أن التكنولوجيا الحيوية هي مجرد أداة، وبالتأكيد ليست هدفاً في حد ذاته". وأضاف أن "الأهم هو أن ننظر إلى كل حالة على حدة، وعدم التعميم حول التكنولوجيا الحيوية أو التربية التقليدية للحيوانات، أو أي من الوسائل الأخرى التي يستخدمها الناس لتحسين المحاصيل".

وقد وافقت ليبر قائلة: "أعتقد أن الناس في كثير من الأحيان ينغمسون في مناقشات حول الكائنات المعدلة وراثياً، وهذا يلهيهم عن الفوائد المحتملة للتكنولوجيا الحيوية بوجه عام".

وأياً كان المزيج المستخدم من الأساليب، فمن المرجح أن مساحة الأراضي المستخدمة لأغراض الإنتاج الزراعي ستزداد وتؤثر على التنوع البيولوجي الطبيعي، حيث ستتم إزالة المزيد من الغابات والمراعي بغرض الزراعة.

وقال جوشوا بيشوب، كبير الخبراء الاقتصاديين في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا بحاجة للتفكير في المكان الذي سيحدث به هذا، ووضع نظم تخطيط استخدام الأراضي حتى إذا حدث التوسع الزراعي، يتم ذلك في الأماكن التي نريدها. وكلما أسرعنا بتحسين التقنيات، والتي قد تشمل الكائنات المعدلة وراثياً، كانت لدينا الفرصة للحد من مساحة التوسع".

وقال أن "هناك الكثير من العوامل المتداخلة في هذا الشأن، وهي ليست مجرد مسألة تكنولوجية، بل هي متعلقة أيضاً بالسياسة التجارية والإرشاد الزراعي وحتى إصلاحات السوق الداخلية".

وأضاف أن "هناك الكثير من العوامل التي من شأنها أن تسمح للمزارعين بالاستثمار في الإنتاجية وتحسينها. وإذا أمكن الجمع بين ذلك والتخطيط الجيد لاستخدام الأراضي، يمكن الحصول على أفضل ما في العالمين: زيادة عائدات المزارعين دون التوسع في رقعة الأرض".

lm/jk/he-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join