لكي يتسبب إنتاج القمح في باكستان في عام 2011 في إثارة أية مشاكل في السوق العالمية، عليه أن ينخفض إلى النصف. غير أنه لا يزال من السابق لأوانه التكهن بالكمية الفعلية للإنتاج، حسب عبد الرضا عباسيان، أمين المجموعة الحكومية الدولية المعنية بالحبوب في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) الذي تحدث لشبكة الأنباء الإنسانية عن الأثر المحتمل لانخفاض محصول الحبوب في باكستان في عام 2011 على سوق القمح العالمية المضطربة في الأصل.
فقد تضاعفت أسعار القمح خلال الشهرين الماضيين بعد موجة الجفاف والحرائق التي اجتاحت روسيا التي تعتبر واحدة من أكبر خمسة مصدرين لهذه السلعة. كما شهدت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً في 19 أغسطس من 241 إلى 250 دولاراً للطن الواحد إثر ورود أنباء عن احتمال احتياج روسيا لاستيراد القمح، وهو ما تنفيه الحكومة الروسية.
ويشكل القمح محصول الحبوب الأساسي في باكستان التي تعتبر مصدِّراً رئيسياً له منذ عام 2000 خصوصاً إلى أفغانستان المجاورة. وأشار عباسيان إلى أن باكستان تستهلك حوالي 21 مليون طن من القمح سنوياً، مضيفاً أن البلاد حظيت بموسمين متتالين من الحصاد الوفير وصل إلى حوالي 24 مليون طن خلال موسمي 2008/2009 وكذلك في 2009/2010.
وعلق عباسيان على ذلك بقوله: لحسن الحظ، لا توجد مشكلة هذا العام، فقد تم بالفعل حصاد القمح وتخزينه [قبل الفيضانات]. ولو أن محاصيل القمح في باكستان تضررت فإن ذلك - مع الوضع في روسيا - كان سيجعلنا في أزمة". كما تستورد البلاد نحو مليون طن سنوياً، ولكن هذا لا يؤثر في السوق.
وتتمثل المنطقة الرئيسية لزراعة القمح في باكستان في إقليم البنجاب الشرقي الذي ينتج ما بين 16 و17 مليون طن من القمح، وكان ضمن المناطق المتضررة بالفيضانات. وسيقوم الفلاحون بزرع محصولهم المقبل في أكتوبر.
من جهتها، أفادت ليليانا بالبي، وهي خبيرة اقتصادية بالنظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر التابع لمنظمة الأغذية والزراعة أن "القمح في البنجاب يعتمد في أغلبه على الري، ونحن لا نعرف مدى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وبالبذور التي يخزنها المزارعون...ولن نتمكن من معرفة ذلك إلا عندما تنحسر المياه".
كما أن فقدان حيوانات الجر قد يؤثر أيضاً على الحرث بالنسبة للموسم الزراعي. فقد تسببت الفيضانات في موت أو فقدان حوالي 200,000 رأس من الأبقار والأغنام والجواميس والماعز والحمير. ولكن الأرقام النهائية للخسائر في الماشية قد تكون أعلى بكثير، وربما تقدر بالملايين"، حسب منظمة الأغذية والزراعة. وكان عدد رؤوس الماشية في البلاد، بما في ذلك الدواجن، يقدر بحوالي 217 مليون في عام 2006.
وتشتري الحكومة الباكستانية القمح بأسعار ثابتة من خلال المنظمات الاتحادية والإقليمية لاستخدامه كاحتياط غذائي استراتيجي وتشغيلي ولتوفير دقيق القمح للسكان بأسعار مستقرة، وفقاً للمنظمة.
المخزون الوطني على ما يرام
وأكدت بالبي أن "الموقف، على الصعيد الوطني، على ما يرام ولكننا ندرك أن المخزون الاحتياطي الفردي للمزارعين قد تعرض للجرف أو التلف، لذلك فمن المحتمل أن تكون هناك حالة من انعدام الأمن الغذائي المحلي". وأضافت أن "ما نعرفه حتى الآن، أن ما لا يقل عن 3.2 مليون هكتار من المحاصيل بما فيها الأرز والذرة والقطن وقصب السكر، وبساتين الفاكهة والخضروات قد تضررت أو ضاعت بسبب الفيضانات، وهذا يمثل حوالي 14 بالمائة من مجموع المساحة المزروعة".
من جهته، أفاد عابد سوليري الذي يرأس معهد سياسة التنمية المستدامة في إسلام أباد، أن "الأمن الغذائي سيشكل قضية رئيسية، ليس فقط في المناطق المتضررة من الفيضانات ولكن في المدن الكبرى أيضاً، لاسيما كراتشي التي تعتمد على الموارد الغذائية من أقاليم السند العليا والبنجاب وخيبر بختون خوا.
وأضاف سوليري، الذي عاد للتو من مهمة تقييم سريع للفيضانات، أن فقدان البنية التحتية المدنية يتسبب في تعطيل الإمدادات الغذائية إلى كراتشي، أكبر مدينة في باكستان والمركز المالي للبلاد وعاصمة إقليم السند جنوب البلاد.
وأشار إلى أن بعض المناطق التي أغرقتها الفيضانات في إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختون خوا بالشمال الغربي للبلاد هي أكثر ما يعاني من انعدام الأمن الغذائي وكذلك الأكثر تضرراً من القتال. وسوف ترتفع مستويات انعدام الأمن الغذائي لا محالة في أعقاب الفيضانات مما يجعل الناس أكثر عرضة للخطر.
jk/he – az/dvh
