بدأ الناجون من الزلزال القوي الذي ضرب غرب سومطرة بإندونيسيا يصابون بأمراض ناتجة عن سوء الأوضاع المعيشية، حسب الموظفين الصحيين، في الوقت الذي لا زال فيه المأوى والطعام يشكلان مصدراً للقلق بعد مرور ما يقارب الأسبوعين على الكارثة.
ففي منطقة بادانج باريامان، واحدة من المناطق الأكثر تضرراً بزلزال 30 سبتمبر، بدأ الناجون يعانون من أمراض تنفسية وإسهال ومشاكل جلدية، حسب ويريزال أمسير، المنسق الطبي لمؤسسة إبو الإنسانية المحلية.
أما في قرية كوتوبارو بمنطقة بادانج ساغو، فقد أصيب العديد من السكان بالتهاب الملتحمة، حسب أمسير الذي قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد عالجنا أكثر من 1,500 شخص يعاني من أمراض ناتجة عن الأوضاع بعد الكارثة. فقد اضطر العديد من الناجين للنوم في العراء مما عرضهم للغبار والحرارة وتدني مستوى النظافة الشخصية". وأضاف أن فريقه المكون من 14 متطوعاً يحاول الوصول إلى المناطق النائية التي لم تحصل على أي دعم أو على القليل منه فقط.
من جهتها، حذرت منظمة أطباء بلا حدود أن الآلاف من الناس الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم يحتاجون للرعاية الطبية السريعة، حيث أفاد لوريتو بارسيلو، أحد أطباء المنظمة، في بيان صادر في 9 أكتوبر أن "العديد من الناس يعيشون الآن في العراء في ظروف صحية سيئة ولا يحصلون سوى على القليل من المياه... نتوقع حصول العديد من التهابات الجهاز التنفسي وحالات الإسهال وأمراض أخرى تنتج عن مثل هذه الظروف المعيشية الصعبة".
قضايا المأوى
غير أن الناطق باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، بريادي كاردونو، نفى أن تكون هناك أية مشاكل صحية كبيرة في المناطق المنكوبة بالرغم من أن المأوى والطعام لا يزالان يعتبران المشكلتين الأساسيتين في القرى النائية. وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بوجود "حالات التهاب في الجهاز التنفسي وإسهال ولكن لم يحصل أي انتشار كبير للأمراض المعدية".
كما أشار كوردنو إلى أن 80 بالمائة من الطاقة الكهربائية عادت للعمل من جديد ولكن أنابيب المياه في بعض المناطق لا تزال تعاني من أضرار. وأضاف قائلاً: "يستطيع الناس الآن بعد عودة الكهرباء أن يستعملوا مضخات المياه الكهربائية. نحن نقوم بتوصيل المياه للأسر التي لا تملك مضخات مياه كهربائية".
المناشدة بالتمويل
وقد أفادت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث أن الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 أودى بحياة 809 أشخاص في حين لا زال 241 شخصاً آخر في عداد المفقودين، جميعهم، باستثناء أربعة، من بادانج باريامان حيث تسببت الانزلاقات الناتجة عن الزلزال في دفن قرى صغيرة بأكملها.
كما تسبب الزلزال في إصابة 1,250 شخصاً بجروح وإلحاق أضرار بالغة بـ135,300 منزل. وقد أفادت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث على موقعها الإلكتروني في 11 أكتوبر أن مواد الإغاثة وصلت لكل المناطق المنكوبة وأن عدد الموظفين الطبيين كاف لرعاية الناجين. كما تم إجراء حملات جماعية للتطعيم والتعقيم بالبخار وعادت كل العيادات المجتمعية إلى العمل كالمعتاد.
وقد أطلقت الأمم المتحدة في 9 أكتوبر مناشدة لجمع مبلغ 38 مليون دولار لمساعدة الحكومة الإندونيسية على الاستجابة لاحتياجات المجتمعات المتضررة بالزلزال على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. وتغطي هذه المناشدة، التي تمت صياغتها بالتعاون مع الحكومة، مشاريع لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية.
من جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير عن الوضع صادر يوم 11 أكتوبر أن هناك حاجة لـ8.025 طن من الأرز لإطعام 133,739 أسرة لشهر واحد. وأضاف المكتب أن الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث أفادت أن مخزون مواد الإغاثة المقرر توزيعها في المرة القادمة محدود جداً. كما أن هناك حاجة إلى 662 خيمة مدرسية لاستقبال الطلبة العائدين إلى الدراسة.
من جهته، قام برنامج الأغذية العالمي بتوزيع 800 طن من الأرز و15 طن من البسكويت المدعم للأطفال بالإضافة إلى الأغطية والخيام، حسب تصريح الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.
كما قامت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة بتوزيع أكثر من 100 حاوية مياه نظيفة تبلغ سعة كل منها 5,000 لتر و20,000 حاوية صغيرة و20,000 علبة من حبوب تعقيم المياه و40,000 عُدة نظافة شخصية تضم الدلاء والصابون ومسحوق الغسيل بالإضافة 250 خيمة مدرسية و120 طقم من المواد المدرسية والترفيهية.
atp/ey/mw -az/dvh
"