قال مسؤولون محليون وسكان مدينة الزرقاء الأردنية أن نظام الصرف الصحي المتهالك قد يكون سبباً في نشر الأمراض على نطاق واسع في هذه المدينة التي تقع على بعد 30 كلم شرق عمان.
وقال رئيس بلدية الزرقاء محمد الغويري لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): لقد حذرنا المسؤولين في وزارة المياه في مناسبات عدة بأن شبكة الصرف الصحي في المدينة في طريقها للانهيار في ظل تزايد الضغط السكاني عليها".
وأضاف أن الشبكة التي يقارب عمرها العشرين عاماً لن تتمكن من تقديم خدمات فعالة لسكان الزرقاء البالغ عددهم حوالي 1.2مليون نسمة، مما يعرض حياة الآلاف للخطر.
وقال الغويري أن "الوضع على وشك الانفجار، فقد تتلوث إمدادات المياه باختلاطها بالمياه الملوثة، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى كارثة في هذه المدينة الكبيرة" ودعا إلى ضرورة "التدخل الفوري".
كما انتقد الغويري "سياسية الحلول المؤقتة المتمثلة في إصلاح الأنابيب التالفة عند حدوث العطب" وطالب بتجديد شبكة الصرف الصحي في كافة أنحاء المدينة.
شكاوى السكان
وقد أصبحت الروائح النتنة الصادرة عن الشبكات التالفة أو ربما بسبب قلة المياه المتدفقة في شبكات الصرف الصحي لغسلها – أمراً شائعاً في مناطق مختلفة من المدينة، بما في ذلك التجارية منها حيث يقوم الآلاف من الناس بالتسوق.
ويقول السكان أن فيضان مياه مجاري بات مشهداً مألوفاً في الشوارع وأن لذلك أثر كبير على صحة الأطفال.
وعن ذلك قالت صديقة زقوط، وهي لاجئة فلسطينية تسكن في مخيم جناعة وسط الزرقاء أن أحفادها أصيبوا بأمراض بسبب ذلك، إذ قالت: "عندما أصيب الأطفال بالإسهال، ظننا أنه الطعام، ولكن الأطباء قالوا لنا أن البكتيريا التي وجدت في أجسامهم لا تعيش سوى في المناطق الملوثة". وأضافت أنه عادة ما تمتلئ طرقات المخيم الضيقة بمياه المجاري وأن أطفالها عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض.
كما أفاد الأطباء في مستشفى الحاووز، وهو أحد أكبر مستشفيات المدينة، بأن حالات الإصابة بالإسهال والحمى بين الأطفال بازدياد ولكنهم رفضوا أن يرسموا علاقة بين هذه الأعراض ومشاكل الصرف الصحي في المدينة.
وقال أحدهم رافضاً الإفصاح عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث للصحافة: "لم نقم بما يكفي من الفحوصات المخبرية لتحديد ما إذا كان الماء الملوث هو السبب في حدوث هذه الإصابات".
خطط لاستبدال شبكة الصرف الصحي
وقال مسؤولون في وزارة الصحة أن خطة وضعت لاستبدال شبكة الصرف الصحي بأكملها بحلول عام 2012 ضمن مشروع تبلغ قيمته 275 مليون دولار.
وقال عماد المومني، مدير مياه الزرقاء في وزارة المياه أن "الحكومة بدأت بتنفيذ مشروع لتجديد شبكة الصرف الصحي في المدينة" وأن "مشروع التجديد الذي تبلغ قيمته 5 مليون دولار على وشك الانتهاء".
وأضاف أن الحكومة تعمل كذلك على مشروع "التحليل الهيدروليكي" الذي يهدف إلى الكشف عن أماكن التسريب في الشبكات.
وجهة نظر مختلفة
ولكن الخبراء يقولون أن النقص المزمن في المياه وسياسة المملكة لترشيد استخدام المياه يضعان ضغطاً على أنظمة الصرف الصحي بشكل عام.
وقال إلياس سلامة، المحاضر في الجامعة الأردنية والمتخصص في قضايا المياه أن المشكلة الحقيقية ليست إلى حد كبير أنظمة الصرف الصحي المتهالكة وإنما قرب شبكات المجاري من أنابيب توزيع المياه والضخ غير المنتظم للمياه في الشبكات.
وقال شارحاً ذلك لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إذا تم ضخ المياه دون توقف، فإن الضغط لن يسمح لمياه المجاري بدخول الشبكة. ولكن مع تقليص توزيع الحكومة للمياه عبر الشبكات لمرتين في الأسبوع فقط، فإن الشبكة تصبح ضعيفة وقابلة للاختراق من قبل مياه المجاري الملوثة".
وأضاف قائلاً: " مشكلة الضغط على أنظمة الصرف الصحي ليست في الزرقاء فقط بل في جميع أنحاء المملكة. فالمواطنون مجبرون على استخدام كميات أقل من المياه في عمليات التنظيف، مما يؤدي إلى التخلص من مياه ملوثة ذات ملوثات عالية التركيز .. والتي تسبب بدورها في انسدادات متكررة [في الشبكة]".
"