بعد مرور أربعة أيام على الزلزال الذي ضرب غرب سومطرة في إندونيسيا، يشكو الناجون أنهم لم يحصلوا على أية مساعدات إنسانية، مما ترك البعض منهم دون خيار سوى التسول للحصول على النقود.
وقد أودى الزلزال بحياة 603 أشخاص على الأقل في حين لا يزال 343 آخرين في عداد المفقودين ويعتقد أنهم عالقون تحت أنقاض البنايات المنهارة جراء الزلزال، وفقاً للبيانات الصادرة عن وحدة تنسيق الإغاثة في مكتب محافظ غرب سومطرة.
وقد قام سكان مقاطعة بادانج باريامان الأكثر تضرراً من الزلزال بوضع حواجز على الطرقات القريبة من بيوتهم وبدؤوا يطلبون التبرعات من السيارات المارة عبر المنطقة. كما أقام بعض الناجين خياماً أمام بيوتهم المدمرة. وقال رسوان زيلاني، الذي دك الزلزال بيته ولم يبق منه سوى السقف، بينما كان يقف في وسط الطريق ملوحاً بعلبة للمارين طالباً تبرعاتهم: "لم نحصل على أية مساعدات منذ الزلزال. سمعت أنه من المتوقع وصول الكثير من الدعم ولكن أين هو؟".
ووفقاً لمكتب المحافظ، تسبب الزلزال في إصابة حوالي 3,000 شخص بإصابات متفاوتة بعضها خطير للغاية وألحق أضراراً بالغة بحوالي 83,000 منزل. ويقدر مركز الأزمات التابع لوزارة الصحة أن يتجاوز عدد الوفيات الألف شخص في ظل مخاوف من أن يكون 618 شخصاً قد لقوا حتفهم نتيجة الانزلاقات الأرضية الناتجة عن الزلزال والتي تسببت في دفن ثلاث قرى صغيرة بأكملها في بادانج باريامان. كما قدر رستم باكايا، مدير مركز الأزمات، أن يكون حوالي 3,000 شخص ما يزالون في عداد المفقودين.
بطء الإغاثة
وتقوم الحكومة الإندونيسية بقيادة عمليات الاستجابة للطوارئ مقدمة خدمات البحث والإغاثة والمساعدات الغذائية وغير الغذائية في الوقت الذي تقوم فيه المقاطعات المجاورة أيضاً بإرسال الأغذية وغيرها من المساعدات. ولكن المسؤولين أقروا أن العديد من الناجين لم يحصلوا على المساعدات بعد، حيث قال آدي إدوار، مدير وكالة تنسيق الكوارث بغرب سومطرة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد قمنا بتوزيع كل ما لدينا من مساعدات. لم يحصل العديد من الأشخاص على أية مساعدات لأن مواد الإغاثة لا تزال في الطريق. ومن المتوقع أن تصل المساعدات القادمة من جاكرتا في القريب العاجل. ماذا بإمكاننا أن نقدم لهم غير ذلك؟".
كما أوضح إدوار أن منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة أرسلت سفينتين محملتين بالخيام إلى بادانج، عاصمة غرب سومطرة، مضيفاً أن العديد من مخازن الطعام في بادانج تعرضت للدمار نتيجة الزلزال.
ووفقاً لتصريح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم 3 أكتوبر، فإن الوصول إلى بعض المناطق، خصوصاً الجبلية منها، صعب للغاية في ظل انقطاع الطرقات بسبب الانزلاقات الأرضية.
تضرر البنية التحتية
وبالرغم من عودة الاتصالات اللاسلكية إلى العديد من المناطق بما فيها بادانج إلا أن الناجين من الزلزال ما زالوا يعانون من انعدام الكهرباء والمياه النظيفة مما يجبر العديد منهم على الاستحمام في الأنهار. وقال أفريزال، أحد سكان بادانج: "أعرف أن الماء غير نظيف ولكنه أحسن من عدم الاستحمام بتاتاً".
من جهته، أفاد دودي روسواندي، مدير إدارة الأشغال العامة في المنطقة أن واحدة من محطات المياه الأربع التي تزود سومطرة تدمرت مما تسبب في انقطاع المياه عن 70,000 منزل. وأضاف قائلاً: "نحتاج لثلاثين يوماً لإصلاحها. نحن نعلم أن هذا الوضع يسبب الكثير من الإزعاج للناس". وأوضح أنه قد تم إرسال حاويات مياه إلى العديد من المناطق المتضررة في حين يتوقع وصول العدد المتنقلة لمعالجة المياه من جاكرتا في القريب العاجل، آملاً أن "يساهم هذا في تخفيف معاناة الناس بالرغم من أن الأمر لن يعود كما كان قبل الزلزال".
الجهود الدولية
و
الصورة: جفري آريز/إيرين  |
| ناجية من الزلزال تنتظر وصول المساعدات بين حطام بيتها في قرية كيتابينج بمقاطعة بادانج باريامان، غرب سومطرة |
وفي هذا السياق، أفاد مكتب برنامج الأغذية العالمي بإندونيسيا أنه يقوم بإجراء تقييم للأوضاع كما أوضح مسؤول البرامج بالمكتب، ميسبان إندارجو، أن البرنامج سيركز على توفير المغذيات الدقيقة للأطفال دون سن الخامسة على شكل بسكويت.
من جهتها، ستقوم اليونيسف بتوزيع مواد الإغاثة مثل مضخات المياه وعُدَد النظافة الشخصية على 50,000 أسرة بينما قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتشغيل فرق لإدارة النفايات. كما وصل أكثر من 400 ألف مغيث من دول مثل سنغافورة وأستراليا وألمانيا وتركيا وكوريا وسويسرا واليابان لمساعدة أقرانهم الإندونيسيين في البحث عن المفقودين. وقد أشار إدوار إلى أن جهود البحث والإغاثة ستستمر ستة أيام بعد الزلزال أي إلى حدود 6 أكتوبر، قائلاً: "لا زلنا نأمل في العثور على ناجين".
atp/ey/ed-az/dvh
"
