أفاد ليونارد أوتشينغ المدير الإقليمي للزراعة في منطقة الوادي المتصدع أن الأمطار القصيرة المرتبطة بالنينو والمتوقع هطولها خلال الفترة من منتصف سبتمبر إلى ديسمبر يمكن أن تساعد على إحياء المحاصيل المتضررة من الجفاف في أجزاء من محافظة الوادي المتصدع بكينيا.
وجاء في قول أوتشينغ: لقد خططنا لحصاد 30 مليون كيس من الحبوب من سعة90 كجم للواحد هذا العام. وبذلنا الكثير من الجهد لضمان تحقيق هذا الهدف ولكننا نعتمد على مياه الأمطار التي متأخرة ومتفرقة. نأمل الآن في أن تساعدنا أمطار النينيو على استرداد جزء من المحصول".
وأشار إلى أن المحافظة قادرة على إطعام كينيا ولكن محصولها من الحبوب هذا العام تضرر بفعل انخفاض منسوب الأمطار وسوء توزيعه وعدم انتظامه في بعض المناطق. وأضاف أنه من الممكن استعادة 40 بالمائة من محصول الذرة في شمال المحافظة الذي تأثر سلبا بسبب قلة سقوط الأمطار، بينما يمكن استرداد 60 بالمائة من المحصول في جنوبها.
من جهته، يقوم مايكل ماكوخا، أخصائي نظم الإنذار المبكر والأمن الغذائي بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، بحث المزارعين في محافظات الوادي المتصدع ونيانزا والمحافظة الغربية على الاستفادة من الأمطار المتوقعة لزراعة بعض المحاصيل خارج موسمها وسد الفجوات الغذائية.
حيث قال في الخامس من سبتمبر لفريق تقييم الأمن الغذائي المتعدد الهيئات: "لقد حان الوقت لأن تقوم المجتمعات بإعادة توجيه أذواقها واختياراتها نحو المحاصيل القابلة للتكيف زراعيا وبيئيا مثل المنيهوت والذرة السكرية والبطاطس والحمص والبازلاء لتجنب تكرار انعدام الأمن الغذائي بين الأسر".
وفي نفس السياق، دعا مسئولو الزراعة في المنطقة إلى تقديم البذور والأسمدة للمزارعين بحلول منتصف سبتمبر للاستفادة من الأمطار. وكان مزيج من قلة سقوط الأمطار وانخفاض خصوبة التربة بسبب كثرة زراعة المحاصيل وإزالة الغابات وارتفاع أسعار الغذاء قد أدى إلى فشل كبير في زراعة محصول الذرة في أجزاء من المحافظات الثلاث التي كانت تعتبر تقليديا سلة الحبوب بالنسبة لكينيا. ويتنبأ خبراء الزراعة بعجز في إنتاج الذرة هذا العام يقدر بحوالي 12 مليون كيس من سعة 90 كجم للواحد.
ويحث أوتشينغ المزارعين على جمع المياه أثناء أمطار النينو من خلال الاستثمار في صهاريج تخزين وفي بنيات تجميع للمياه على الأسقف. وحسب أوتشينغ، "نحتاج إلى النظر في جميع مظاهر الأمن الغذائي والمياه مكون هام فيه. وينبغي علينا التأكد من أنه يتم الاستفادة من المياه المتجمعة على الأسقف على مستوى الأسرة وينبغي على كل أسرة أن يكون لديها صهريج واحد على الأقل لتخزين المياه".
المطر يحطم الخوف
إلا أن بعض المزارعين يخشون من أن تتسبب هذه الأمطار في تلف محاصيل الذرة والفول التي تقترب من مرحلة النضج. حيث قال زابلون كويتش، وهو مزارع ذرة في مقاطعة ناندي الشمالية: "لو هطل الكثير من المطر، فمن الممكن أن نخسر المحصول شبه الجاهز في مزارعنا حيث سيتعفن قبل أو أثناء الحصاد. لو جاءت الأمطار قبل أن تجف الذرة من الممكن أن نضطر إلى قطعها وبيعها كذرة خضراء".
ولكن مسئولو الزراعة حذروا مزارعي الذرة من بيع معظم المحصول كذرة خضراء لأن ذلك سوف يؤثر على الأمن الغذائي على المدى البعيد. حيث أفاد أودويو بيطار، المسئول الزراعي لمقاطعة بوريتي، أن الحملات العامة لتوعية المزارعين ضد بيع جميع محاصيلهم كذرة خضراء لا تزال جارية. وأضاف قائلا: "نريد تشجيعهم على الاحتفاظ بالمحصول حتى موعد حصاده لأن تلك الحبوب سوف تعزز الأمن الغذائي في المنطقة".
وقد دعت وزارة الدولة للبرامج الخاصة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) بكينيا إلى عقد ورشة عمل في الخامس عشر من سبتمبر في نيروبي لمناقشة خطط الاستعداد للنينو.
js/mw- hk/az
"