حيث قال رئيس الوزراء النيبالي، مادهاف كومار، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): نحن بالتأكيد سنطرح قضيتنا بقوة لأن بلادنا هي واحدة من أكثر دول العالم تضررا بتغير المناخ". وأضاف أن "مناقشات الحكومة حول تغير المناخ أمر جاد جدا ونحن سنعمل بالتأكيد على إسماع صوتنا بقوة".
وطبقا للتقرير الصادر في 28 أغسطس 2009 عن منظمة أوكسفام الإنسانية، فإن الملايين من أهالي الريف الفقراء في نيبال معرضون للجوع بسبب تأثيرات تغير المناخ. حيث جاء في التقرير أن أنماط المناخ المتغيرة بما في ذلك الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وشدة هطول الأمطار قد أدت إلى انخفاض إنتاج المحاصيل بصورة كبيرة. مما جعل المزارعين يصبحون عاجزين عن إطعام أنفسهم ويغرقون في الديون.
الانحسار السريع للأنهار الجليدية
أفاد الصندوق العالمي لحماية الطبيعة أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا بدأت تنحسر أسرع من أي مكان آخر في العالم وأن المياه الذائبة الناتجة عن ذلك يمكن أن تتسبب في حدوث فيضانات وانهيارات جليدية وتؤدي إلى تدمير الأراضي خلال عقود قليلة.
ووفقا لوزارة البيئة في النيبال، يوجد في البلاد حوالي 3250 نهر جليدي. ويعتمد مئات الملايين من سكان جنوب آسيا على المصادر المائية التي تغذيها هذه الأنهار الجليدية. وقد تواردت منذ 1964 تقارير عن تفجر أكثر من 13 بحيرة جليدية مما تسبب في حدوث تلف للماشية والممتلكات والموارد البيئية والبنية التحتية في مناطق جبال نيبال.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال وزير البيئة ثاكور براساد شارما أن "المخاطر تتزايد وخاصة بالنسبة للناس الذين يعيشون في المناطق الجبلية ونحن سنحمل تلك الرسالة إلى كوبنهاجن". وأضاف أن الدول الفقيرة والضعيفة تجاه تغير المناخ مثل نيبال تحتاج بصورة ماسة إلى المزيد من الدعم الدولي المالي والفني. وأضاف قائلا: "أملنا أن يتخذ قادة الدول القوية في العالم قرارات تاريخية في كوبنهاجن".
من جهته، أفاد عضو البرلمان النيبالي جاجان ثابا أن نيبال تحتاج لدعم مجتمع المانحين الدوليين لبرامجها الخاصة بالتكيف مع تغير المناخ.
تغير المواقف
أصبح عمال الإغاثة الذين كانوا في السابق ينتقدون ما سموه بعدم اهتمام الحكومة بتغير المناخ أكثر تفاءلاً الآن. حيث قال أنيل ماناظار، الممثل القطري للصندوق العالمي لحماية الطبيعة في نيبال: "لقد قمنا بحملة على أعلى مستوى مع الزعماء السياسيين ونحن متفائلون بأن صوت نيبال سيكون أقوى بكثير".وأضاف أن نيبال لن تتكلم فقط عن الحاجة إلى دعم التكيف مع تغير المناخ ولكنها ستضغط أيضا على الدول من أجل الالتزام بخفض إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مضيفا أن نيبال كانت تتوقع من الدول الصناعية أن تساعد في جهود المحافظة على سبل عيش السكان الأكثر فقرا في المنطقة.
ومع ذلك يخشى أنصار البيئة من أن تفتقر المجتمعات الفقيرة مثل نيبال التي تعتمد بصورة كبيرة على المعونات الدولية للقدرة على ممارسة الضغط على الدول المتقدمة. حيث أفاد داوا ستيفين شيربا، الناشط في مجال حماية البيئة الجبلية، أنه "سيكون من الصعب جدا علينا أن نقول للدول المتقدمة أن تغير المناخ هو خطؤها وأن عليها أن تقدم لنا الدعم في الوقت الذي نعرف فيه بالفعل أن جميع المعونات تأتي من تلك الدول المتقدمة".
nn/ey/ds/cb- hk/az