اعتاد جابر موهان عبد الله على توظيف مئات العمال خلال موسم حصاد الأرز. ولكن هذا العام سيوظف عشرة عمال فقط نظرا لأن أكثر من ثلاثة أرباع أرضه قد تضررت بفعل الجفاف.
وقال عبد الله البالغ من العمر 78 عاما وهو من إقليم النجف بجنوب العراق كنت أزرع كامل أرضى التي تبلغ مساحتها 400 فدان (160 هكتار) بالأرز ولكن هذا العام نستخدم فقط 50 فدان (20 هكتار) نتيجة للنقص الشديد في المياه للعام الثاني على التوالي".
والسبب في محنة عبد الله هو تناقص سقوط الأمطار واستمرار هبوط مناسيب نهري العراق الرئيسيين دجلة والفرات.
مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي كانت خصبة في يوم من الأيام أصبحت شبه صحراوية، والعواصف الرملية أصبحت شائعة الحدوث بصورة متزايدة نظرا لذبول النباتات التي تساعد على تماسك التربة. وطبقا لوزارة الصحة العراقية قد هب في العراق ما لا يقل عن 20 عاصفة رملية منذ بداية عام 2009 وهو ما تسبب في حدوث وفيات ومشكلات في الجهاز التنفسي.
وقد وجه العراقيون اللوم إلى كل من إيران وتركيا اللتان تجري فيهما تلك الأنهار قبل الوصول إلى العراق بسبب قيام الدولتين ببناء السدود وتحويل المياه.
وفي مطلع هذا الشهر صرح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن بلاده سوف تسمح بتدفق المزيد من المياه من سدودها. وقال مسئولو وزارة الموارد المائية العراقية أن كمية المياه التي تصل إلى العراق كانت أقل من 500 متر مكعب في الثانية وهي الكمية التي تحتاجها البلاد لنشاطها الزراعي والصناعي.
معدلات تدفق نهر الفرات
قال عون دياب عبد الله المدير العام للمركز الوطني للموارد المائية بالوزارة أنه كان هناك "تحسن طفيف" في معدلات التدفق ولكنها كانت غير كافية لتلبية "الحد الأدنى من الاحتياجات".
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية قال عبد الله أن معدل التدفق في نهر الفرات في 24 أغسطس كان 440 متر مكعب في الثانية بعدما كان المعدل 400 متر مكعب في الثانية في 23 أغسطس و 360 متر مكعب في الثانية في 22 أغسطس. وقال أن معدل التدفق في نهر دجلة كان 100-160 متر مكعب في الثانية.
وأضاف عبد الله "إنه شيء جيد ولكن تلك الزيادة جاءت متأخرة جدا حيث أننا في نهاية موسم الأرز. وإذا لم تف كميات المياه التي تم إطلاقها بالحد الأدنى من الاحتياجات سيكون لدينا مشكلات في تأمين دورة الري الأخيرة للأرز المقرر موعدها في الأسبوع الأول من أكتوبر وكذلك دورة الري الأولى للقمح والشعير في نوفمبر".
انخفاض المساحة المزروعة
يتم زراعة الأرز بصورة أساسية في أربع محافظات في وسط وجنوب العراق. ولكن المساحة المزروعة تقلصت بصورة سريعة بسبب نقص المياه والمستويات المرتفعة لملوحة التربة. ففي مايو الماضي اضطرت الحكومة إلى خفض المساحة المزروعة إلى النصف بعدما كانت حوالي 68750 ألف هكتار في عام 2008.
ونتيجة لذلك اضطر العراق إلى استيراد معظم قمحه وأرزه لتلبية الاحتياجات المحلية. وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن العراق شهد هذا العام أسوأ موسم حصاد للحبوب منذ عقد من الزمان.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين قال فاضل الزوبي مدير مكتب منظمة الفاو بالعراق أنه من المقرر أن يتراجع محصول القمح هذا العام إلى مليون طن بعدما كان متوسط المحصول 3.5 مليون طن خلال العقد الماضي. وأضاف أن العراق قام باستيراد 2.5 مليون طن من القمح في عام 2007 و 3.5 مليون طن في عام 2008، وسيكون عليه استيراد أربعة ملايين طن من القمح هذا العام لتلبية احتياجاته السنوية التي تقدر بحوالي خمسة ملايين طن.
الصورة: سنان محمد/ إيرين ![]() |
العواصف الرملية أصبحت شائعة بصورة متزايدة في العراق |
وتنادي الفاو باتفاقية بين العراق والدول المجاورة حول مخصصات المياه واستخدام تكنولوجيا الري الحديثة لتحقيق الاستخدام الأمثل للمياه المتاحة ودراسة استخدام نظم الري بالرش والتنقيط وإدخال بذور جديدة مقاومة للجفاف وإعادة تأهيل المضخات وشبكات الصرف والآبار.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها في العشرين من أغسطس أنه من المقرر أن يلتقي وزراء المياه لكل من تركيا والعراق وسوريا في أنقرة في الثالث من سبتمبر لمناقشة الجفاف في المنطقة.
sm/at/cb/hk/kkh
"