تتردد النازحات العراقيات في العودة إلى الديار بالرغم من التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية بالبلاد وصعوبة الظروف في المخيمات. ويعود ترددهن إلى استمرار حالة عدم الأمان التي يشعر بها العراقيون، حسب الرابطة الدولية للاجئين، وهي منظمة غير حكومية يقع مقرها في واشنطن.
وكانت الرابطة قد ذكرت في تقرير أصدرته في 15 يوليو/تموز أن "النساء العراقيات سيقاومن خيار العودة إلى الديار، حتى في ظل تحسن الأوضاع في العراق، إذا لم يتم التركيز على ضمان حقوقهن وأمنهن وأمن أسرهن وسلامتها".
وقد تناول تقرير الرابطة النساء النازحات في إقليم كردستان الشمالي شبه المستقل والنازحات في سوريا وأفاد أنه "لم تعبر أية امرأة ممن قابلتهن الرابطة عن رغبتها في العودة إلى الديار".
ووفقاً للتقرير، قالت بعض النساء أنهن لن يعدن إلى العراق إما بسبب انتمائهن إلى أقليات مستهدفة أو بسبب الإصابات. كما أخبرت العديد من الأرامل الرابطة أنهن يخفن من العودة إلى الديار حيث قتل أزواجهن وحيث لم تعد لديهن أية وسيلة للعيش. كما عبرت بعضهن عن خوفهن من أن يتسبب تصاعد التيار المحافظ في الحد من قدرتهن على المشاركة في الحياة المدنية والمهنية.
وقد قالت إحدى النازحات في شمال العراق للرابطة متحدثة عن خياراتها: "إن هذه الخيمة أكثر راحة من أي مكان في بغداد، على الأقل تنعم أسرتي هنا بالأمان".
من جهة أخرى، أشار تقرير صادر في2 يوليو/تموز لإليزابيث فارس، المدير المشارك لمشروع مؤسسة بروكينغز - جامعة بيرن بشأن النزوح واحتمالات العودة الجماعية للعراقيين، إلى أنه من المحتمل أن يكون أكثر من أربعة ملايين شخص قد فروا من ديارهم بما فيهم 2.8 مليون شخص نزحوا داخل العراق في عام 2008 في حين يعيش الباقي كلاجئين في دول الجوار.
الحاجة إلى ضمانات
وأفادت ينار محمد، مديرة منظمة حرية المرأة، وهي منظمة غير حكومية مقرها في بغداد، أن هناك حاجة لأن تقدم الحكومة ضمانات حماية حتى تتمكن من إقناع النساء النازحات بالعودة إلى الديار، حيث قالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لم يتم بعد تقديم أية ضمانات حقيقية لتلك النساء لحماية حقوقهن وحقوق أطفالهن... وفي ظل مثل هذه الظروف، من المستحيل بالنسبة لهن العودة إلى الموت والذل اللذين تركنهما ورائهن".
وأضافت ينار محمد أن الجماعات المسلحة التي كانت مسؤولة بشكل كبير عن العنف ضد النساء "نائمة فقط حالياً وتختفي وراء عدد من الأشكال السياسية بسبب الانتخابات الوطنية القادمة [في 30 يناير/كانون الثاني]".
و أفادت إليزابيث فارس أن تجربة العودة بالنسبة للنساء عادة ما تكون مختلفة عن تجربة العودة بالنسبة للرجال مثلما هي مختلفة بالنسبة للشباب ولكبار السن. وأشارت إلى أن "معظم اللاجئين، خصوصاً النازحين، يعودون تلقائياً وبدون أية مساعدة دولية عندما يرون أن الأوضاع في البلاد أصبحت آمنة بما يكفي أو عندما تصبح الأوضاع في خارج البلاد غير محتملة".
كما أضافت أن عملية العودة إلى المناطق التي سيشكل فيها العائدون أقلية بطيئة أكثر من عملية العودة إلى الأماكن التي سيشكل فيها العائدون أغلبية.
"