حذر مسؤول من لجنة الإنقاذ الدولية أنه ينبغي الإسراع في التخفيف من الازدحام المزمن الذي تعاني منه مخيمات اللاجئين الصوماليين في داداب بشمال شرق كينيا، من أجل ضبط تفشي الأمراض ووضع حد للتوترات المتصاعدة مع المجتمع المحلي.
وفي هذا السياق، قالت كيلي ليسون، المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية أن "تفشي الأمراض هو من بين الأمور التي نعمل على معالجتها، حيث تنتشر في مخيم هاجاديرا [ حيث تدير اللجنة مستشفىً وأربعة مراكز صحية] 35 إصابة بداء الحصبة".
وعلى الرغم من قيام كينيا رسمياً بإغلاق حدودها مع الصومال عام 2007، إلا أن المزيد من الصوماليين ما زالوا يتدفقون على البلاد وسط تكثف القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الإسلاميين في العاصمة الصومالية مقديشو.
وأضافت ليسون أن المسؤولين الإنسانيين بحاجة إلى مركز استقبال لفحص الوافدين الجدد لضبط أي تفشي محتمل للأمراض والأوبئة.
وكانت لجنة الإنقاذ الدولية قد أطلقت في الأول من يوليو/تموز حملة طارئة للتطعيم ضد الحصبة تستهدف الآلاف من الأطفال في هاجاديرا، أحد المخيمات الثلاثة في داداب.
وأضافت ليسون قائلة: "نحن قلقون بشأن ضيق المكان في داداب. ما تزال المفاوضات جارية للحصول على المزيد من الأراضي لتوسيع المخيمات ولذلك نحث الحكومة [الكينية] على تسريع هذه العملية... كما يجري التخطيط لنقل ما بين 10,000 إلى 15,000 لاجئ إلى مخيم كاكوما [ في شمال غرب البلاد] على الرغم من أن هذا العدد يوازي عدد اللاجئين الذين يصلون في غضون ثلاثة أشهر فقط".
وأشارت ليسون إلى أن تزايد التوتر بين اللاجئين والمجتمعات المحلية هو مصدر آخر للقلق. فحتى الآن لم يتم ترسيم حدود المخيمات بشكل رسمي، كما قام بعض اللاجئين المقيمين هناك منذ فترة طويلة بشراء الماشية مما فاقم من حدة التوتر والنزاع على المراعي والمياه، وفقاً لليسون.
وحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل عدد اللاجئين في مخيمات داداب الثلاثة وهي داغاهالي وإيفو وهاجاديرا حتى 14 يونيو/حزيران إلى279,603 لاجئ.
كما أفادت المفوضية أن المخيمات الثلاثة أقيمت لإيواء 90,000 لاجئ - 30,000 في كل منها - ولكن حتى 30 أبريل/نيسان كان مخيم إيفو، وهو أكثرها اكتظاظاً يضم 95,180 لاجئاً. أما مخيما هاجاديرا وداغاهالي فيستضيفان 93,642 لاجئاً و86,873 لاجئاً على التوالي.
كما أوضحت المفوضية أنها سجلت إلى الآن 32.057 وافداً جديداً من الصومال في عام 2009 مع عدم وجود أي مؤشر على انخفاض وتيرة اللجوء.
ويرجع سبب ارتفاع عدد اللاجئين خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى مارس/آذار إلى الزيادة في مستويات انعدام الأمن وخاصة في مناطق جوبا الوسطى والدنيا في الصومال، إضافة إلى الجفاف وانعدام الأمن الغذائي. أما انخفاض عددهم في شهر أبريل/نيسان فيعود إلى موسم الأمطار الذي ربما قلل من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الجفاف وصعب عملية عبور الطرق الحدودية.
وفي مارس/آذار 2009، دعت المنظمة الدولية للاجئين، وهي منظمة غير حكومية، "المفوضية والحكومات المانحة لتعزيز جهودها الدبلوماسية، بما في ذلك الوصول إلى المنظمات غير الحكومية الكينية المعنية باللاجئين وحقوق الإنسان من أجل الحصول تصريح من الحكومة الكينية للتوسع في مخيمات اللاجئين في داداب".
"