1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: أجور أعلى للعاملين في زراعة الخشخاش في الجنوب المضطرب

[Afghanistan] Opium harvest. UNODC
Opium production remains a major concern in Afghanistan

وسط حقل كبير في ضواحي لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند الجنوبية في أفغانستان، يقوم خير محمد، 27 عاماً، بشق نباتات الخشخاش التي يصل ارتفاعها إلى مستوى الصدر بواسطة شفرة حادة.

وتتم عملية الشق هذه في فترة ما بعد الظهيرة لوقاية المادة المخدرة المتسربة من التعرض لأشعة الشمس وحمايتها من الجفاف بسرعة. وفي صباح اليوم التالي يعلّق العاملون أكياساً بلاستيكية على أعناقهم ويقومون بجمع المادة الخام المخدرة إما بنفس الشفرة أو باستخدام أصابعهم.

يكسب محمد حوالي 15 دولاراً في يوم بعد أن يمضي 12 ساعة من العمل الشاق تحت أشعة الشمس الحارقة. ويقول عامل الخشخاش الشاب هذا الذي أتى من مقاطعة غزني في شرق أفغانستان للعمل في إقليم هلمند المضطرب لأنه لم يجد أي عمل في موطنه: هذا مبلغ كبير من المال وسأعمل بجد لشهر واحد لتكون عائلتي أفضل حالاً لأشهر عدة".

وقال عامل آخر اسمه روزي جول لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في لشكركاه أن "آلاف الأشخاص جاؤوا من غزني ومن ولايات أخرى للعمل في هلمند والمناطق المجاورة حيث تتم زراعة الخشخاش على نطاق واسع".

وفي عام 2006 عمل أكثر من 2 مليون شخص في حقول الخشخاش في كافة أنحاء أفغانستان، ووفقاً لمسؤولي الأمم المتحدة المحليين في ولاية هلمند فإن آلاف العمال أتوا أيضاً من باكستان المجاورة للعمل في حقول الخشخاش.

وقال مسؤول حكومي رفض ذكر اسمه: "سواء رغبنا أم لم نرغب فلحقول الخشخاش في أفغانستان تأثيرات اقتصادية إقليمية وعالمية".

أجور أعلى

يقوم المزارعون في هلمند والولايات المجاورة بزراعة الخشخاش أكثر من أي وقت مضى، ولكن غياب الاستقرار الأمني أثر على سوق العمالة في مجال الخشخاش في المنطقة.

وقال مزارع خشخاش أيضاً: "يخاف الناس [العمال] من المجيء إلى هلمند بسبب النزاع الجاري هنا، لذا ندفع لهم أجوراً أعلى من العام الماضي".

بدوره قال شيريش رافان، المسؤول لدى مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات في أفغانستان أنه يتم دفع حوالي 400 أفغاني [8 دولارات] باليوم للعامل " في نانجراهار والولايات الأخرى الهادئة نسبياً، بينما يصل المبلغ في هلمند إلى الضعف".

زيادة في الإنتاج

وتنتج أفغانستان أكثر من 90 بالمائة من هيروين العالم وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات ومنع الجريمة، وينتج إقليم هلمند وحده أكثر من 35 بالمائة من أفيون البلاد.

وجاء أيضاً في إحصائيات المكتب أنه تم في العام 2006 إنتاج رقم قياسي جديد في أفغانستان بلغ 6100 طن من الأفيون وزُرع الخشخاش على مساحة 165,000 هكتار من الأرض، وهي مساحة تبلغ حوالي ثلثي مساحة لوكسمبورغ.

ويقدر مكتب الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات ومنع الجريمة أيضاً أن البلاد ستنتج كمية من الأفيون في عام 2007 تزيد عن العام الماضي.

وفي صناعة الأفيون الأفغانية التي تبلغ قيمتها 3.1 مليار دولار، يصل 24 بالمائة منها فقط للشعب الأفغاني بما فيهم المزارعون المحليون والعمال والتجار، بحسب قول الحكومة الأفغانية بينما يذهب معظم إنتاج هذه التجارة غير المشروعة إلى شبكات التهريب الإقليمية والدولية التي يوجد لديها علاقات متعددة الوجوه مع الجريمة المنظمة والمجموعات "الإرهابية"، كما يقول المحللون.

الأخطار الصحية

وعودة إلى حقول الخشخاش حيث يعد الشق والتجميع مهمة شاقة تتطلب من عامل الخشخاش العمل بشكل شبه منحني لساعات مما يسبب للعديد من العمال آلاماً في أسفل الظهر والأرجل.

''يخاف الناس [العمال] من المجيء إلى هلمند بسبب النزاع الجاري هنا، لذا ندفع لهم أجوراً أعلى من العام الماضي''

علاوة على ذلك، يدفع التعرض المطوّل للأفيون الخام العديد من العمال نحو الإدمان على المخدرات، كما جاء في دراسات وزارة مكافحة المخدرات الأفغانية.

ويستعمل بعض العمال أصابعهم بدلاً من الشفرة المستوية لجمع المادة المخدرة الخام ومن الشائع لديهم أن يلعقوا أصابعهم، وفقاً للمتحدث باسم وزارة مكافحة المخدرات.

ويستنشق العمال أيضاً الرائحة القوية المنبعثة من المادة المخدرة أثناء ساعات العمل مما يزيد من قابليتهم للإدمان على المخدرات. وقال أحد العمال أنه يشعر دائماً بالدوار عندما يعمل في الحقل وقال آخر أنه بدأ باستخدام الأفيون بشكل منتظم بعد أن عمل في حقول الخشخاش لأكثر من شهر في العام 2006.

ومن غير الواضح ما إذا كان كل عمال الخشخاش يدركون الأخطار التي تقترن بوظيفتهم ولكن رافان من مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات يعتقد أنه لو كان لديهم فرص بديلة، فلن يعملوا في مثل هذه الوظيفة الشاقة والخطرة.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join