أفادت آخر التقارير المنشورة في مجلة الملاريا Malaria Journal أنه يمكن لمكملات فيتامين (أ) أن تقلل من الإصابة بالملاريا إلى الثلث بين الأطفال في المناطق التي يستوطن فيها المرض.
وقد قام التقرير الذي حمل عنوان "الملاريا ونقص فيتامين (أ) بين الأطفال في أفريقيا: حلقة مفرغة؟" بتحليل نتائج الدراسات التي أجريت منذ عام 1995 في غانا وبابوا غينيا الجديدة وبوركينا فاسو ووجد أن مكملات فيتامين (أ) قد خفضت الإصابة بالملاريا إلى الثلث في كل من بابوا غينيا الجديدة وبوركينا فاسو.
وأخبر بيتر أولوميز، من برنامج مكافحة الملاريا العالمي التابع لمنظمة الصحة العالمية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه على الرغم من أن العلاقة بين نقص فيتامين (أ) والملاريا ما تزال بحاجة إلى المزيد من البحث، إلا أنه من الواضح أن مكملات فيتامين (أ) تقوي المناعة لدى الأطفال وتجعلهم قادرين على مقاومة مجموعة واسعة من الأمراض المعدية.
وأضاف أولوميز قائلاً: "لسنا بحاجة للانتظار حتى نحصل على جميع الأجوبة... ففي الوقت الذي ننتظر فيه نتائج المزيد من الدراسات ذات الصلة، يمكننا استخدام مكملات فيتامين (أ) لخفض معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال، وخاصة أولئك المعرضين لخطر الملاريا".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعزز مكملات الفيتامينات من الحصانة الشاملة للأطفال ويمكنها تقليل الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة تصل إلى 30 بالمائة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت أنه بين عامي 1995 و2005، كان الأطفال دون سن الخامسة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا يعانون من أعلى مستويات نقص فيتامين (أ) في العالم. كما وصل عدد الأطفال الذين يعانون من العمى الليلي وفقدان الكيميائيات الإحيائية المنقذة للحياة التي تأتي من فيتامين (أ) إلى نحو 150 مليون طفل.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنها تصل إلى حوالي 70 بالمائة من أطفال العالم المعرضين لخطر نقص فيتامين (أ) بحيث تمكنهم من الحصول على مكملاته مرتين في السنة، وهي الكمية الموصى بها طبياً. ولكن أولوميز من منظمة الصحة العالمية أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن ذلك يترك ثلث الأطفال دون الحصول على الحد الأدنى من هذا الفيتامين.
وأضاف قائلاً: "غالباً ما تكون برامج توفير مكملات فيتامين (أ) عبارة عن مشاريع بتمويل من جهات مانحة ولا تكون متصلة بالبرامج الوطنية لصحة الأطفال. وعندما يغادر المانحون تغادر معهم مكملات فيتامين (أ) كذلك".
بدوره، أخبر باندا ندياي من مبادرة المغذيات الدقيقة Micronutrient Initiative غير الربحية التي تساعد الحكومات على تنظيم حملات لتوزيع المكملات الغذائية مرتين كل عام شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه نادراً ما تخصص ميزانيات الصحة أموالاً كافية للمواد المغذية. وأضاف أنه "يوجد تنافس كبير على تخصيص الموارد وقد يعتمد التخصيص على نفوذ الأنصار أكثر من التركيز على الاحتياجات الأهم".
وكان الاقتصاديون الذين حضروا مؤتمر سوء التغذية 2008 الذي استضافته كوبنهاجن قد أفادوا أن الاستثمارات في مكملات الأغذية وخاصة فيتامين (أ) والزنك والتي تقدر بحوالي 60 مليون دولار سنوياً من شأنها أن تحقق مكاسب سنوية تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار تتضمن التوفير في مصاريف الصحة العامة.
ويصل متوسط تكلفة كبسولات فيتامين (أ) إلى سنتين اثنين للكبسولة الواحدة.
وتفيد مبادرة المغذيات الدقيقة أنه يمكن لكبسولة واحدة من مكملات فيتامين (أ) كل ستة أشهر أن تنقذ طفلاً من الموت والمرض.
"