أصيب يوسف أبو راضي، 12 عاماً، بشظية عندما تعرضت الحافلة المدنية التي كانت تقله للنيران أثناء محاولة الهرب من مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان بعد ظهر الأربعاء الماضي.
وكان القتال الدائر بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام [مجموعة إسلامية أصولية تتخذ من المخيم مقر لها] قد حصد أرواح العشرات من الأشخاص، وبوجود حوالي 40,000 مدني يعيشون في المخيم، باتت العديد من الأسئلة تطفو على السطح حول انتهاك الجيش اللبناني للقانون الدولي الإنساني خلال رده على المتطرفين.
ويقول يوسف: سمعنا يوم الثلاثاء أخباراً تفيد بأننا نستطيع الخروج من المخيم لذا حاولنا الخروج حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر. كانت هناك حافلة بانتظارنا، وحسب ما أذكر أنه في بادئ الأمر لم يعمل المحرك حتى المحاولة الثالثة، وقال بعض الناس حينها أن هذه بمثابة إشارة من الله أنه ليس من المفترض بنا أن نغادر.
كنت بالحافلة بصحبة والدتي وأبي وشقيقتاي وكان هناك أيضاً عائلة أخرى. كنا على بعد حوالي 50 متراً فقط من نقطة التفتيش التابعة للجيش اللبناني عندما تعرضت الحافلة لإطلاق النار. أذكر مشهد السائق وهو يموت إثر تعرضه لشظية اخترقت صدره ورأسه، ثم رأيت أمي وقد أصيبت أيضاً وكانت تنزف.
كنا جميعنا نصرخ وكنت أحاول حماية شقيقتي من الرصاص. حاولت أن أحتضنها بذراعي وفجأة أحسست بألم في ظهري ومعدتي وأدركت حينها بأنني قد أصبت بشيء ما.
زحفنا خارج الحافلة وأذكر أن جنود الجيش اللبناني كانوا يصرخون لمعرفة ما إذا كان بحوزتنا بعض المال أو الذهب ليأخذوه منا.
حملتني عائلة صديقة لنا مع أمي وأبي بسيارة مرسيدس وأوصلونا إلى المستشفى وتركنا شقيقتاي جنان وجنى التي يبلغ عمرها سنتين برفقة بعض الأصدقاء. وفي طريقنا للمستشفى أدركت بأن أمي قد فارقت الحياة وحتى الآن لا تعلم أختي بالأمر".
"