أعلنت وزارتي المالية والزراعة في إسرائيل رسميا في 2 يونيو حالة الجفاف في أجزاء كبيرة من الجنوب، وهو تحرك من شأنه أن يفتح باب دفع التعويضات للمزارعين.
وبالرغم من ذلك، أوضحت هيلا بيري، مساعدة المتحدث باسم وزارة الزراعة أن هذا القرار لن يؤثر على أسعار المنتجات الطازجة أو حصص المياه المخصصة للزراعة لعام 2010. ويشكل القمح الإنتاج الرئيسي للمناطق المنكوبة بالجفاف في الجنوب، وفقا لما ذكرته الوزارة.
وقد أدى توالي خمس فصول شتاء قاحلة على البلاد إلى تدني منسوب مياه بحيرة طبريا إلى مستويات غير مسبوقة الخطورة. وتتغذى هذه لبحيرة من نهر طبريا الذي يتغذى بدوره من نهر الأردن وبعض الجداول الصغيرة المتدفقة من مرتفعات الجولان.
ووفقا لبيانات هيئة المياه، فإن كمية مياه الأمطار التي تم تسجيلها في منطقة بحيرة طبريا خلال عام 2009 لم تتعد ما بين 80 و85 بالمائة من معدل الأمطار السنوي. كما انخفض مستوى المياه في البحيرة خلال شهر يناير إلى مستوى غير مسبوق، ليصل في 3 يونيو إلى 0.34 متر فقط فوق مستوى توقف الضخ.
ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن المعهد الدولي للتنمية المستدامة تحت عنوان ارتفاع درجات الحرارة وتصاعد التوتر: تغير المناخ وخطر الصراع العنيف في الشرق الأوسط"، من المحتمل أن يتقلص نهر الأردن بنسبة قد تصل إلى 80 بالمائة بحلول نهاية القرن. وحذر التقرير من أن إمدادات المياه قد "تنخفض بشكل حاد" بحلول عام 2100 وذلك بنسبة 60 بالمائة من مستويات عام 2000.
وفي هذا السياق، بدأت إسرائيل حملة وطنية لتوفير المياه شملت فرض قيود على المياه المخصصة لسقي الحدائق الخاصة في حين تحول بعض المزارعين الإسرائيليين في السنوات الأخيرة إلى استخدام مياه الصرف المعالجة بدلا من المياه العذبة، وفقا لهيئة المياه الإسرائيلية.
محطات تحلية المياه
تملك إسرائيل ثلاث محطات تحلية مياه، واحدة في إيلات والثانية في عسقلان والثالثة في بالماخيم. وتوفر هذه المحطات الثلاث نحو 150 مليون متر مكعب من مياه الشرب سنويا. ومن المتوقع بداية العمل بست محطات إضافية بحلول عام 2012 من المتوقع أن توفر 300 مليون متر مكعب، أي ما يقارب نصف الاستهلاك المنزلي الإجمالي حاليا.
ومع ذلك، فقد حذرت وزارة حماية البيئة من أن خطط تحلية المياه غير كافية وشددت على ضرورة النظر في تدابير أخرى لتفادي أزمة مائية.
وفي الوقت الذي يرى فيه بعض الخبراء أن محطات تحلية المياه تشكل الحل الوحيد القابل للتطبيق في بلد يعاني بشدة من قلة مصادر المياه العذبة لسد احتياجات سكانه البالغ عددهم 7,37 مليون نسمة، يشير آخرون إلى الآثار البيئية السلبية لهذه المحطات.
وقد توقع تقرير المعهد الدولي للتنمية المستدامة أن يصبح نقص المياه قاعدة بحلول عام 2020 حيث يتوقع أن تصل الاحتياجات من المياه إلى حوالي 130 بالمائة من الإمدادات المائية المتجددة في إسرائيل.
"