ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 في مصر إلى 27 بعد وفاة طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام يوم 18 مايو/أيار إثر إصابتها بالفيروس. وتأتي هذه الوفاة في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لمواجهة التهديد المحتمل لفيروس A H1N1 المعروف بأنفلونزا الخنازير.
وقد تعرضت سبل عيش مربي الخنازير من المسيحيين الأرثوذكس وغيرهم ممن يربون الطيور في الساحات الخلفية لمنازلهم للتهديد جراء الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار هذين الفيروسين.
وكانت معظم حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور في مصر لفتيات صغيرات في السن أو نساء حيث تتولى هذه الفئة في المناطق الريفية عادة مهمة تربية الطيور.
وقال حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط: لم نجد أية حالة [أنفلونزا طيور] انتقل فيها الفيروس من إنسان لأخر. لقد حدثت جميع الحالات بسبب الاتصال المباشر بالطيور على الرغم من إنكار البعض لذلك لأن الأمهات يرغبن بالاستمرار في تربية الطيور في المنازل".
وتعتبر تربية الطيور منزلياً نشاطاً مهماً للحصول على الدخل في المناطق الريفية، غير أن الإجراءات الأخيرة التي اتبعتها الحكومة للقضاء على أنفلونزا الطيور قد أجبرت بعض الأسر على التخلي عن تربية الطيور.
وأفاد عبد الرحمن شاهين، الناطق باسم وزارة الصحة أن الوفاة الأخيرة حدثت في محافظة الدقهلية وأن الأعراض بدأت تظهر على الفتاة يوم 9 مايو/أيار ولكنها نُقلت إلى المستشفى يوم 17 مايو/أيار وهي تعاني من التهاب في الرئة وتوفيت في اليوم التالي.
وقد شهدت مصر أعلى نسبة إصابة بفيروس أنفلونزا الطيور خارج آسيا حيث سجلت البلاد 72 إصابة إلى الآن، وفقاً لوزارة الصحة.
القلق من أنفلونزا الخنازير
وتأتي الوفاة الأخيرة بسبب أنفلونزا الطيور وسط جدل حول ذبح الخنازير كإجراء وقائي ضد انتشار فيروس A H1N1 المسبب لأنفلونزا الخنازير. ولم تظهر أية حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير في البلاد غير أن وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أفادت يوم 17 مايو/أيار أنه قد تم نقل صبي فلسطيني إلى مستشفى العريش بسبب ظهور أعراض أنفلونزا الخنازير عليه. وكان الصبي الذي يبلغ ن العمر 12 عاماً قد وصل للتو إلى مصر من غزة للخضوع لجراحة ويقال أن وثائق السفر الخاصة به كانت تحمل ختماً إسرائيلياً. وكانت إسرائيل قد أعلنت عن وجود حالات مؤكدة لإنفلونزا الخنازير.
ولكن سامي أنور، مدير وحدة الطوارئ في مستشفى العريش أفاد أنه لم تصل أية حالات مشتبهة بأنفلونزا الخنازير إلى المستشفى "هذا الأسبوع".
وفي 2007 قامت مصر بوضع خطة لمحاربة أي انتشار لفيروس أنفلونزا الطيور أو البشر. وتغطي هذه الخطة قطاعات مختلفة كصحة الحيوان والإنسان والاتصالات والتعاون بين الوزارات وذلك للحيلولة دون حدوث جائحة.
وكانت أول إصابة معروفة بفيروس H5N1 بين الطيور في مصر قد ظهرت في فبراير/شباط 2006 بينما سجلت أول إصابة بشرية بالفيروس في مارس/آذار من العام نفسه.
"