حذر مسؤولان حكوميان من أن انخفاض مستوى المياه في نهري دجلة والفرات قد بدأ يهدد جهود إعادة إحياء منطقة الأهوار التي تقع بالقرب من مدينة الناصرية جنوب العراق. وقال عبد الكاظم ملك، قائم مقام قضاء الجبايش: منذ العام الماضي ونحن نواجه مشكلة في إعادة إحياء أهوار الناصرية بسبب قلة الأمطار". وألقى ملك اللوم في ذلك أيضاً على تركيا وإيران لقيامهما بتحويل مجرى مياه النهرين مما زاد من تفاقم الوضع.
وأوضح ملك لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الأهوار كانت قبل بضع سنوات خضراء ومليئة بالأعشاب أما الآن فقد أصبحت جافة وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن كل مظاهر الحياة فيها ستنتهي".
كما أشار إلى أن عشرات الأسر المقيمة بالأهوار بالناصرية اضطرت إلى مغادرة المنطقة بسبب عدم تمكنها من إيجاد ما يكفي من ماء وعلف لمواشيها. وأضاف ملك قائلاً: "نحن نناشد رئيس الوزراء العراقي ووزير الثروة المائية والأمم المتحدة لإرسال بعثة تقصي حقائق إلى أهوار الناصرية لاقتراح حلول لهذه المشكلة".
من جهته، أفاد أسامة وتوت مدير مركز إنعاش الاهوار بالناصرية، أنه بالرغم من إنفاق ملايين الدولارات على جهود إعادة إحياء الأهوار منذ عام 2003، إلا أن انخفاض مستوى المياه قد ألحق أضراراً بسبل العيش.
وأضاف أن "الأهوار تحصل الآن على 42 متر مكعب من المياه في الدقيقة مقابل 250 متر مكعب في الدقيقة خلال شهر مارس/آذار 2007".
والناصرية هي عاصمة محافظة ذي قار، وتقع على بعد 400 كلم جنوب بغداد. كما أنها تحوي على أكثر من نصف أهوار البلاد.
وكان صدام حسين قد دمر الأهوار بعد حرب الخليج عام 1991، وذلك عن طريق تحويل مجرى نهري دجلة والفرات عنها انتقاماً لمحاولة ثورة فاشلة قام بها الشيعة في ذلك الوقت. ونتيجة لذلك تحولت الأراضي الرطبة إلى صحراء وأُجبر 300,000 شخص من السكان على مغادرة المنطقة. ومنذ عام 2003، نجحت محاولات إعادة الإحياء في بث الحياة من جديد في الأهوار، ولكن هذه المحاولات مهددة بالخطر الآن مرة أخرى.
"