توجه إيسرا سفريل وأصدقاؤه إلى إدي ريوك بمقاطعة شرق أتشيه في 20 فبراير/شباط لتقديم مبلغ 5.1 مليون روبية (ما يعادل 428 دولار) للمسؤولين كتبرع منهم لمساعدة 198 لاجئا من اللاجئين الروهينجا الذين يعيشون في مخيم حكومي.
وقد عمل إيسرا مع أصدقائه في مجموعة مدوني أتشيه Aceh Blogger Community طيلة الأسبوعين الماضيين لجمع هذه التبرعات، حيث خرج متطوعون من مجموعة مستعملي لينوكس بأتشيه Komunitas Pengguna Linux Indonesia Aceh ومجموعات طلاب أميكي إلى الطريق الرئيسي في بندا أتشيه حاملين صناديق يطلبون من المارة وضع تبرعاتهم فيها.
وقال إيسرا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هذه المبادرة لا تشكل فقط تضامناً مع إخواننا المسلمين وإنما هي أيضا تضامن مع الإنسانية جمعاء. فنحن لم نركز أبدا على انتمائهم العرقي أو الديني أو الفكري".
وقد نقلت المجموعة حملتها إلى شبكة الإنترنت، حيث استعملت موقع الفيس بوك Facebook ومواقع مدونات مختلفة لرفع الوعي حول قضية هذه الفئة من لاجئي ميانمار الذين عانوا من القمع في بلادهم وتعرضوا للطرد في عرض البحر من طرف السلطات التايلاندية.
وقد احتضن سكان أتشيه هؤلاء اللاجئين منذ وصول مَركَبَيهم إلى البلاد. وصرح منور ليزا زينال، محافظ سابانغ حيث نزل أول فوج مكون من 193 لاجئ بعد العثور عليهم بالقرب من جزيرة ويه شمال أتشيه في شهر يناير/كانون الثاني، أن اللاجئين في حالة جيدة. وأضاف: "لقد قدمنا لهم مطبخا عموميا حتى يتمكنوا من طبخ طعامهم بأنفسهم. ووفرنا لهم الأرز والخضار وسمك السردين". ونوه منور بدور المنظمات الدولية بما فيها منظمة الهجرة العالمية والهيئة اليسوعية لشؤون اللاجئين في توفير معظم المؤن اللازمة لمساعدة هؤلاء اللاجئين.
وأضاف المحافظ أن اللاجئين في صحة جيدة وأنهم يتحركون ويلعبون كرة القدم، "باستثناء واحد منهم لا يزال في المستشفى يتلقى العلاج بسبب إصابته بداء السل". وأضاف أن اللاجئين يعيشون في خيام بالقرب من الميناء ويتمتعون بحرية التحرك في مساحة كبيرة على عكس ما أوردته بعض التقارير التي ذكرت أنهم مقيدون بسياج داخل القاعدة البحرية. وأشار إلى أنه لا يسمح لهم بالاختلاط مع العموم أو التحدث لوسائل الإعلام.
من جهته، أفاد نصر الدين أبو بكر، نائب رئيس مقاطعة شرق أتشيه، أن الـ 198 لاجئا، الذين وصلوا في 3 فبراير/شباط، يقيمون في إيدي ريوك حيث تمت تلبية جميع احتياجاتهم، بما في ذلك تكفل الحكومة المحلية بتقديم العلاج لشخص يعاني من الملاريا وآخر يعاني من الصرع.
وأوضح منور أن "وزارة الخارجية لا زالت تبحث في حالتهم وأن فريقا مشتركا من الوزارة ومنظمة الهجرة العالمية قام بمقابلة كل واحد منهم وعاد إلى جاكرتا لتقييم حالتهم".
وأفادت الحكومة أنها ستطرح مشكلة الروهينجا خلال "عملية بالي" بشأن تهريب الناس والاتجار بالأشخاص وما يتصل بذلك من جرائم في القارة الآسيوية، وهي عبارة عن منتدى تشارك فيه 50 دولة تم إطلاقه عام 2002 تحت الرئاسة المشتركة لإندونيسيا وأستراليا. ومن المتوقع أن يتم تقديم الجلسة المستقبلية للمنتدى من يونيو/حزيران إلى مارس/آذار نظرا للصفة الطارئة والمستعجلة لقضية الروهينجا. كما يحتمل أيضا أن يتم التطرق لهذه القضية خلال اجتماع رابطة أمم جنوب شرق آسيا المتوقع انعقاده في هوا هين بتايلاند خلال الفترة من 27 فبراير/شباط حتى 1 مارس/آذار.
"