يعاني أطفال المدارس في قطاع غزة من آثار الصدمة النفسية للحرب ومن قلة المرافق التي يمكنهم ارتيادها بعد أن تعرضت مدارسهم لأضرار كبيرة أو لدمار كلي خلال الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في ديسمبر/كانون الأول واستمر طيلة ثلاثة أسابيع.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تشكو المدارس الابتدائية والثانوية في غزة، سواء منها التابعة للحكومة أو لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من نقص مياه الشرب والكتب المدرسية. حيث أن القيود التي تفرضها إسرائيل على كمية ونوع الواردات المسموح بدخولها إلى غزة تعيق سير العملية التعليمية، بالإضافة إلى أن العديد من أطفال المدارس وأهاليهم أصبحوا يخافون من العودة إلى المدارس بعد انتهاء الحرب، خصوصا وأن الهجوم الإسرائيلي على غزة كان قد بدأ صباح يوم عمل مدرسي عادي حيث كان الأطفال في مدارسهم.
وفي هذا السياق، قالت فاتن نعيم، التي تبلغ من العمر 15 عاما وتدرس بالصف العاشر بمدرسة أحمد شوقي الابتدائية: "أصبحت أخاف من العودة إلى المدرسة بعد الحرب". وكانت فاتن قد فقدت شقيقيها الاثنين، أحدهما طالب جامعي في العشرين من عمره والثاني محاسب في الخامسة والعشرين من عمره، أثناء محاولتهما إخلاء البيت خلال توغل للدبابات الإسرائيلية.
وقد لجأت فاتن إلى طلب المساعدة النفسية بعد أن عانت الأمرَّين بسبب الكوابيس التي ظلت تنتابها نتيجة ما رأته من أهوال الحرب. وكان العاملون في مجال التعليم والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية قد وضعوا مهمة تقديم خدمات الاستشارة النفسية والاجتماعية على رأس أولوياتهم.
نقص الكتب
لا تزال مدرسة أسماء الابتدائية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تنتظر للحصول على الكتب المدرسية التي تحتاجها خلال هذا الفصل المدرسي، وفقا لمحمد أبو هاشم، مسؤول المنطقة، الذي قال: "لا زلنا ننتظر منذ ثلاثة أسابيع للحصول على الورق من أجل طباعة الكتب التي تحتاجها غزة. وفي انتظار أن يتحقق ذلك، فإن الأطفال يضطرون إلى تقاسم الكتب في ما بينهم. وتكمن المشكلة الأكبر في التأثير النفسي للحرب على هؤلاء الأطفال".
وقد قام أبو هاشم بتنظيم أنشطة تهدف إلى تخفيف الضغط والإجهاد النفسي الذي يعاني منه الأطفال بسبب الحرب. وتشمل هذه الأنشطة جلسات علاج جماعية وتمثيليات مسرحية من إنتاج منظمات غير حكومية محلية مثل هيئة مسرح الطفل الفلسطيني. وعلق أبو هاشم على المعاناة النفسية للأطفال بقوله: "يصاب الأطفال بالرعب لمجرد سماع أصوات صاخبة كما يتملكهم الذعر لرؤية أية طيارة تحلق في السماء".
وأوضح أبو هاشم أن حوالي 161 مدرسة من بين مدارس الأونروا البالغ عددها 221 تقوم بتنظيم برامج دعم نفسي واجتماعي لصالح الأطفال. واشتكى من كون المدرسة، التي يرتادها حوالي 1,800 تلميذ على دوامين متفرقين، تضطر للعمل بدون كهرباء ليومين أو لثلاثة أيام في الأسبوع. وأشار إلى أن نوافذ المدرسة مازالت مكسورة بسبب عدم توفر الزجاج وأن بعض مرافقها الأخرى، مثل الحمامات، تعرضت لأضرار كثيرة بسبب كونها غير مصممة لاستقبال مئات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم خلال الحرب. وقد تسبب هؤلاء المجليين أيضا في نقص المكاتب والطاولات في المدرسة لأنهم كانوا يستعملونها كحطب للتدفئة.
من جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 35 بالمائة من البضائع التي دخلت غزة خلال الفترة بين 8 و14 فبراير/شباط كان موجها لوكالات الإغاثة وأن المواد الغذائية شكلت 83 بالمائة منها. ولم يُسمَح بدخول أية قرطاسية أو مواد تعليمية أخرى أو مواشي أو مواد بناء خلال تلك الفترة.
وبالرغم من أن السلطات الإسرائيلية كانت قد أخبرت المجتمع الإنساني أنها ستسمح بدخول 150 شاحنة يوميا إلى غزة، إلا أن معدل الشاحنات التي دخلت القطاع خلال تلك الفترة لم يتعد 103 شاحنة يوميا، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
Hundreds of thousands of readers trust The New Humanitarian each month for quality journalism that contributes to more effective, accountable, and inclusive ways to improve the lives of people affected by crises.
Our award-winning stories inform policymakers and humanitarians, demand accountability and transparency from those meant to help people in need, and provide a platform for conversation and discussion with and among affected and marginalised people.
We’re able to continue doing this thanks to the support of our donors and readers like you who believe in the power of independent journalism. These contributions help keep our journalism free and accessible to all.
Show your support as we build the future of news media by becoming a member of The New Humanitarian.