تزايدت المخاوف حيال أمن النازحين بعد أن تعرض مخيم للمدنيين في كيباتي، في إقليم شمال كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، لإطلاق نار خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي هذا السياق، قال ديفيد تينغوي، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جوما، عاصمة شمال كيفو: لقد زادت الحادثة الأمنية من أهمية الخطط الرامية لنقل حوالي 30,000 نازح من أصل 67,000 في المخيمين إلى موقع جديد".
وأضاف أن الموقع الجديد، موغونغا 3، قيد الإنشاء في منطقة أكثر أمناً تقع على بعد 15 كلم (من المخيمين).
ففي 21 نوفمبر/تشرين الثاني، قام مسلحون يلبسون زياً عسكرياً بإطلاق النار على امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً أثناء محاولة اختطاف. كما تعرضت العديد من المنازل للسرقة في مستوطنة كيباتي، التي تقع على بعد كيلومترين اثنين من جبهة القتال بين القوات الحكومية والجماعات المتمردة وعلى بعد 14 كلم شمال جوما.
وقال تينغوي أن إطلاق النار كان متبوعاً بهدوء نسبي في القتال الذي نشب في أغسطس/آب وأدى إلى نزوح 250,000 شخص، العديد منهم نزحوا مرات عدة خلال السنتين الماضيتين.
وأضاف قائلاً: "نخشى أن تستمر مثل هذه الحوادث لأنه المسلحين يدخلون ويخرجون من المخيمات".
بدوره، قال كريستوف إليماسين، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن قرب المجموعات المسلحة يشكل قلقاً كبيراً للعمال الإنسانيين.
وعلى الرغم من استمرار القتال بين المتمردين بقيادة لوران نكوندا والجيش، إلا أن منظمات الإغاثة استمرت كذلك في محاولاتها للوصول إلى المدنيين المتأثرين بالنزاع. ويقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 1.3 مليون نازح وأسرة مضيفة بحاجة لمساعدات غذائية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
النساء والفتيات الأكثر عرضة للخطر
وبعد وقوع هجوم كيباتي، أفادت لجنة الإنقاذ الدولية ICR أن النساء والفتيات يعانين من مستويات متزايدة من العنف الجنسي.
وقالت سارة سبنسر، من لجنة الإنقاذ الدولية: "تجبر النساء والفتيات على ترك المخيم للبحث عن الحطب والطعام ومصادر الرزق لأسرهن وهذه المهمات اليومية تعرضهن للعنف الجنسي".
ووفقاً للجنة الإنقاذ الدولية، يعتبر مخيم كيباتي مكتظاً جداً والمأوى بالنسبة للكثيرين هو عبارة عن مشمع من البلاستيك. في الوقت ذاته، انفصل العديد من الأطفال والنساء عن أسرهم وجيرانهم وهم يسكنون الآن بجوار الغرباء داخل المخيم.
وأضافت سبنسر قائلة: "ستستمر الحاجة للرعاية الصحية والنفسية لضحايا الاغتصاب في الكونغو لفترة طويلة بعد توقف القتال... ومخاطبة احتياجاتهم يجب أن تكون أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي".
كما أدى النزاع إلى تفكك الأسر، حيث قالت منظمة "كير" أن العديد من الأسر النازحة أصبحت برعاية أمهات وحيدات.
قال جون لا بوينت، منسق عمليات كير في جوما أن "20 بالمائة من الأسر النازحة في جوما ترعاها أمهات وحيدات".
وأضاف قائلاً: "انفصلت النساء عن أزواجهن أو قتل الأزواج في النزاع أو تم تجنيدهم في صفوف الجيش أو جماعات المتمردين".
كما تقدر الأمم المتحدة أن بضعة آلاف من الأطفال ما زالوا منخرطين في القتال، حيث عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه بشأن 3,500 طفل تقريباً يخدمون لدى القوات المسلحة والمتمردين.
وقد أصدر مجلس الأمن الدولي مؤخراً قراراً يقضي بزيادة عدد قوات حفظ السلام التابعة لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بنحو ثلاثة آلاف جندي ليصل مجموع القوات إلى 17,000 جندي.