تتزايد المخاوف في محافظة نينوى الشمالية التي تقع على بعد 400 كلم شمال بغداد من احتمال حدوث تسرب إشعاعي من منشأة نووية سابقة.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون محليون أنه من المحتمل أن تكون المنشأة التي تم بناؤها في الثمانينيات من قبل مجموعة من الشركات الأوروبية والروسية لصالح حكومة الرئيس السابق صدام حسين، هي السبب وراء تزايد حالات الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية بين الرضع والكبار على حد سواء.
وقال دريد كشمولة، محافظ نينوى أن السلطات الصحية في المحافظة سجلت عدداً من التشوهات بين المواليد الجدد بالإضافة إلى عدد من الإصابات بالسرطان بين الراشدين. وتتوقع السلطات الصحية أن تسرباً وتلوثاً إشعاعياً من منشأة نووية سابقة هو السبب وراء التشوهات والإصابات بالسرطان".
وأضاف كشمولة أنه قبل أربع سنوات، تعرضت منشأة عيداية التي تقع على بعد 35 كلم غرب الموصل، عاصمة محافظة نينوى، لعمليات نهب على يد السكان وتم بيع بعض موجوداتها الملوثة بالإشعاعات في أسواق الخردة المحلية.
وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن فرقاً عراقية قامت يوم 23 سبتمبر/أيلول بوضع سياج حول المنشأة وجمعت الأشياء التي تمت استعادتها هناك. وأضاف قائلاً: "نتوقع أن ننتهي من العمل قريباً ونامل أن نتمكن من إيقاف إي تسربات محتملة".
أكثر من 10,000 شخص في خطر
ولكن النعيمي أفاد أن هناك ما بين 10,000 و12,000 ألف قروي يعيشون قرب المنشأة مما يجعلهم عرضة للإشعاعات ودعا لتضافر الجهود الدولية لمساعدتهم.
وعن ذلك قال: "مازال القرويون يملكون بعض الأشياء الملوثة بالإشعاعات مثل البراميل والأواني والأحواض الخزفية والأنابيب المعدنية والقضبان الحديدية والأجهزة الصحية. كما نخشى من أن تفاقم أمطار الشتاء تلوث الأرض".
وأوضح أن السكان المحليين أصيبوا بأمراض أخرى بالإضافة إلى السرطان، مثل التشوهات والعمى وسقوط الشعر وتغير لون البشرة.
وقال النعيمي أن لجنة الصحة والبيئة أطلقت مناشدات عبر وسائل الإعلام دعت فيها السكان لإعادة أي مواد قد تكون نهبت من المنشأة وعقدت اجتماعاً لنشر الوعي حول أضرار الإشعاعات ونصبت لوحات تحذيرية قرب الموقع.
وكانت منشأة عيداية قد قصفت من قبل القوات التي قادتها الولايات المتحدة خلال حرب الخليج عام 1991، كما زار المنشأة مرات عدة فيما بعد مفتشو الأمم المتحدة الذين أمروا بإغلاقها وحرق كل أجزائها ومعداتها.
غير أنه أثناء الفوضى التي خلفها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، اقتحم السكان المحليون المنشأة ونهبوا التجهيزات التي تم دفنها من قبل وباعوها في في الأسواق. وتشير الفحوصات التي قامت بها لجنة الصحة والبيئة أن التجهيزات تحتوي على هيدروكسيد اليورانيوم وغيره من المواد الإشعاعية المضرة بصحة الإنسان.
وقال النعيمي أن "الأمر يستدعي اهتماماً دولياً...فربما تكون مناطق واسعة قد تلوثت... بما فيها دول الجوار".