تسببت الفيضانات التي ضربت جنوب غرب إقليم جيدو في نزوح مئات الأسر وغمر مساحات شاسعة من المزارع المحيطة بمدينة بارديرا، عاصمة الإقليم.
وأفاد عبد الرزاق محمد جيريياو، المدير التنفيذي لمنظمة التنمية الاجتماعية والزراعية (سادو)، وهي منظمة غير حكومة تعمل في بارديرا، أن الفيضانات حدثت بسبب سقوط كميات كبيرة من الأمطار على المدينة والمرتفعات المحيطة بها.
وأضاف قائلاً: لقد شهدنا 11 ساعة من الأمطار الغزيرة يوم الاثنين [3 نوفمبر/تشرين الثاني]".
بدوره، قال أحمد عدن أحمد، مفوض المنطقة أن "الفيضانات شردت 2,000 أسرة [12,000 شخص] في بارديرا ومحيطها ودمرت 500 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة".
وأضاف أن العديد من الأسر النازحة تسكن الآن مع أقاربها بينما لجأ بعضها إلى مآوي مؤقتة في المناطق المرتفعة المحيطة بالمدينة.
وقال أحمد الذي تأثر هو وأسرته بهذه الظروف، أن الفيضانات في المنطقة كانت تأتي في الكثير من الأحيان نتيجة فيضان نهر جوبا ولكن الأمطار الغزيرة تسببت بالفيضانات هذه المرة. وأضاف قائلاً: "كانت آخر مرة شهدنا فيها وضعاً مشابهاً عام 1998 عندما سقطت أمطار النينو [على المنطقة]".
وأوضح أن الفيضانات دمرت مركز بارديرا التجاري وغمرت الكثير من المحال التجارية والمكاتب بالمياه.
وناشد قائلاً: "نحن بحاجة لمساعدة عاجلة للحصول على مواد الإيواء والمياه والطعام... الأمر لا يتعلق بالنازحين فقط حيث لحق الأذى كذلك بالكثير من الأعمال والسكان جميعهم في وضع غاية في الصعوبة. نحن قلقون من تفاقم الأوضاع بسرعة كبيرة".
وأوضح أن الفيضانات دمرت مئات المراحيض وخلقت بيئة مناسبة لانتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه.
وأخبر جيريياو المتخصص في الهندسة الزراعية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن معظم النازحين "لم يفقدوا منازلهم فحسب بل سبل عيشهم كذلك" وأن "العديد منهم مزارعون غمرت المياه مزارعهم ومحاصيلهم".
وقال أن مياه النهر تشهد ارتفاعاً وهو ما يثير مخاوف من حدوث المزيد من الفيضانات، مضيفاً أن المطر الغزير الذي يسقط على أثيوبيا المجاورة يسبب في العادة في زيادة كمية المياه المتدفقة في أنهار الصومال مما يتسبب في فيضانها.
كما أوضح أن السبب وراء تفاقم المشكلة هو عدم قيام أي جهة منذ سقوط الحكومة الصومالية عام 1991بإطماء مجاري الأنهار أو تولي إدارة بوابات التحكم بتدفق مياه الأنهار.
كما أن المزارعين المحليين قاموا بإزالة الحواجز النهرية لري أراضيهم مما ساهم في حدوث الفيضان.