ثمة مصطلح جديد وصعب يتم تداوله في جلسات مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أو ما يعرف بريو + 20 في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل. إنه علم المناظر الطبيعية، أو المنهج الزراعي الذي يشمل الآن الزراعة البيئية أو استعادة المناظر الطبيعية للغابات، والتنمية الإقليمية، والغابات النموذجية، وحظائر الغذاء، ومشاركة إدارة تجمعات المياه، وإدارة المجتمع للموارد الطبيعية، والممرات البيولوجية وغيرها من الكثير من المفاهيم الأخرى ذات الصلة.
وهذا ليس جهداً مهمشاً بل هو مجهود مشترك يبذله كل من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومعهد الموارد العالمي، ومنظمة الحفظ الدولية، وغيرها.
ما هو هذا المنهج؟
وفي هذا السياق، تقول ساره سيتشير، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة "شركاء الزراعة البيئية": "بما أن ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار يؤثر على حياة سكان المناطق الريفية، يساعدهم هذا المنهج على تطوير واستخدام أراضيهم وموارد المياه بفعالية أكبر من أجل كسب لقمة العيش وإنتاج الغذاء والحفاظ على الثروة الحيوانية وتلبية الاحتياجات الأخرى. ومع ذلك، فهم يفعلون هذا بشكل يسبب الحد الأدنى من الضرر على البيئة في الوقت الذي يساعدون فيه على استعادة التنوع البيولوجي والمحافظة عليه." وتجدر الإشارة هنا إلى أن "شركاء الزراعة البيئية" تشارك في تنظيم مبادرة "المناظر الطبيعية للسكان والغذاء والطبيعة"، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأمل المبادرة في استخدام التقنية المكانية مثلاً لتقديم النصائح للمجتمعات الريفية بشأن الجزء الذي ينبغي زراعته من الأرض أو الذي يفضّل تركه بدون زراعة لكي يستعيد عافيته بغية ضمان الحفاظ على التوازن البيئي. ويندرج هذا المصطلح ضمن النطاق الواسع للتنمية المستدامة. كما يعتمد برنامج مستقبل المناطق الريفية التابع للاتحاد الإفريقي، والذي بدأ في عام 2010، على منهج مماثل معروف باسم التنمية الريفية المتكاملة.
ما هي أوجه الاختلاف؟
وقالت ستشير أنه بخلاف نماذج التنمية الريفية المتكاملة التي بدأت في السبعينات والثمانينات، حيث قامت منظمة رائدة بوضع وتمويل خطة "هرمية من الأعلى إلى الأسفل" خلال فترة مشروع محددة، فإن مبادرات المناظر الطبيعية يقودها أطراف شريكة محلية. كما أشارت إلى أنه "هناك مبادرات عديدة من هذا القبيل تجمع ما بين المجتمعات والمزارعين والرعاة والقطاع الخاص والعاملين في قطاعات المياه والزراعة والقطاعات الأخرى والمهتمين بالمحافظة على البيئة، فقد وجدنا أن عددهم يزيد عن 300 مبادرة". وتُعرف هذه المبادرات بأسماء مختلفة لكن المشاركين في المبادرات يعتقدون أنه من الأفضل جمعها تحت مظلة واحدة، بغية المساعدة على التوعية والتمويل "وإلا ستعاني هذه المبادرات من أجل جمع المال على مستوى القطاعات".
وقالت لينديوي سيباندا، رئيسة شبكة تحليل سياسة الغذاء والزراعة والموارد الطبيعية، وهي مؤسسة فكرية مقرها جنوب إفريقيا: "قلّما يهمنا الإسم، وإنما نهتم بالدوافع والنتائج، فأي مبادرة تساعد على الحد من الجوع وتحسين الظروف المعيشية في المناطق الريفية ينبغي أن تلقى ترحيباً جيداً".
من جهته، قال تيم بينتون، مناصر برنامج الأمن الغذائي العالمي في المملكة المتحدة ومدرس بجامعة ليدز، أن منهج المناظر الطبيعية يتجاوز قليلاً التنمية المتكاملة. فاستخدام الاستشعار عن بعد ورصد الموارد والتحليل المكاني يُعد جزءاً من علم المناظر الطبيعية ويوفر الأدوات للمجتمعات لتقييم تأثير أعمالهم على المناظر الطبيعية الريفية. وذكر بينتون أن التوسع في تقنية الهاتف الجوال يمكن أن يساعد في توفير هذه المعلومات للمجتمعات المحلية وجعلها في متناول أيديهم.
jk/he/oa -hk/bb
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions