يرى مسؤولو العمل الإنساني أنه على منظمات الإغاثة العاملة في الصومال تحسين مستوى التنسيق فيما بينها ووضع تدابير ملموسة تتجاوز المجاعة والجفاف اللذان يعصفان بأجزاء من البلاد، وذلك حتى تتمكن من تحسين سبل العيش وبناء قدرات المجتمعات المتضررة.
وفي هذا السياق، قال هاني البنا، رئيس المنتدى الإنساني، خلال المؤتمر الذي عُقِد في نيروبي يوم 15 أغسطس لبحث سبل التعاون بين المنظمات الإنسانية وتنسيق جهودها لإغاثة المتضررين في القرن الأفريقي: "ما نقوم به اليوم يحدد معالم الغد، علينا أن نعمل من أجل تحقيق التعافي والتنمية المستدامة وليس فقط إطفاء نار المجاعة... على المجتمع الإنساني أن يتوصل إلى حلول لأنه يعي معاناة الناس".
وقد قام المنتدى الإنساني، وهو عبارة عن شبكة عالمية تضم عدداً من المنظمات غير الحكومية في الدول الإسلامية المانحة للمساعدات والمستفيدة منها، بالإضافة إلى منظمات غربية ومنظمات متعددة الانتماء، بتنظيم المؤتمر بالتعاون مع منتدى الهيئات الخيرية الإسلامية من أجل بحث الاحتياجات الإنسانية الملحة في القرن الأفريقي والاستجابة لها.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن انتشار المجاعة في خمسة أقاليم بجنوب وسط الصومال، وقدَّرت عدد المتضررين منها بحوالي 12.4 مليون شخص على الأقل في القرن الأفريقي (إثيوبيا وكينيا والصومال وجيبوتي) يحتاجون لمساعدات إنسانية منقذة للأرواح.
وناقش ممثلو الجمعيات الخيرية الإسلامية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات والدول المانحة بالشراكة مع منظمة التعاون الإسلامي سبل تحسين التواصل والتعاون بينها.
وتناولت المحادثات قدرة المنظمات الإنسانية الإسلامية على الوصول إلى أجزاء من الصومال وضرورة إشراك المجتمع الصومالي والمهاجرين الصوماليين في الخارج في عملية بناء القدرات بغية تحسين سبل العيش.
ووفقاً للمنتدى الإنساني، تستطيع منظمات الإغاثة الإسلامية الوصول إلى جهات مانحة مختلفة ولديها إمكانية أفضل للوصول إلى أجزاء مختلفة من الصومال. وقد أعلنت منظمة التعاون الإسلامي خلال المؤتمر أنها بصدد إنشاء مجموعة عمل موحدة تشمل كل المنظمات غير الحكومية الإسلامية الدولية العاملة في الصومال.
التفكير على المدى البعيد
أفاد عبده محمد، ممثل بنك التنمية الإسلامي، أنه ينبغي التركيز على جهود التنمية أيضاً وليس فقط على عمليات الإغاثة الطارئة.
وهو ما أكده أيضاً مارك بودين، المنسق الإنساني للأمم المتحدة في الصومال، الذي أشار إلى ضرورة مساهمة الأنشطة الإنسانية في خلق مستقبل أفضل في المجال الإنمائي، وأوضح أنه بالرغم من تحقيق "الكثير من التقدم، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من التعقيدات والتحديات....فالصومال في بؤرة أزمة إقليمية".
من جهتها، أفادت كيكي غبيهو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الصومال، أن توصيل المساعدات والوصول إلى المجتمعات المتضررة وثغرات التمويل تشكل أهم التحديات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في الصومال.
وأضافت أن "وجود العديد من المنظمات المختلفة على الأرض يطرح ضرورة التنسيق بشكل أفضل، ذلك أن ما تعاني منه الصومال حالياً يفوق طاقة أية منظمة بعينها، مما يستدعي ضرورة التعاون والتنسيق".
وكانت أسعار الغذاء في الصومال قد شهدت ارتفاعاً حادّاً وصلت نسبته إلى 270 بالمائة في بعض المناطق، حسب غبيهو التي أضافت أن 3.7 مليون صومالي يعانون أزمة حالياً، معظمهم في الجنوب.
ومن جهته، صرح جيمس شو هاميلتون، مدير المنتدى الإنساني، أنه يأمل في أن يشكل المؤتمر "بداية لمحادثات متواصلة بين المجموعة الواسعة من المشاركين".
js/mw-hk/amz
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions