أفاد مسؤولون عراقيون أن ارتفاع مستوى الملوحة في مجرى شط العرب الناتج عن التقاء نهري دجلة والفرات في محافظة البصرة بالجنوب قد أجبر مئات الأسر على مغادرة مزارعها التي كانت تتمتع في ما قبل بمستوى جيد من الخصوبة.
حيث أوضح عامر سلمان، رئيس مديرية الزراعة بالبصرة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن مستويات الملوحة في شط العرب بدأت ترتفع قبل أكثر من عام بسبب انخفاض مستوى المياه في نهري دجلة والفرات وتغيير مسار نهري الكارون والكرخة القادمين من إيران... وقد أدى هذا إلى انخفاض نسبة تدفق المياه العذبة مما سمح بتسرب مياه الخليج المالحة". وأضاف أن ذلك ألحق أضرارا كبيرة بالمدن والمزارع الخضراء القريبة من شط العرب بحوالي 100 كلم.
ومن أكثر المدن تضررا بهذه الظاهرة مدينة الفاو التي اضطرت حوالي 200 أسرة (ما يقرب من 1,200 شخص) فيها لهجر أراضيها الزراعية وبيع قطعانها من الماشية، حسب سلمان. وتشمل المدن المتضررة الأخرى مدينة الدورة وأبو الخصيب والسيبة في جنوب البصرة المعروفة بنخيلها وأشجار الفواكه والحناء.
وأشار سلمان إلى أن "مستوى الملوحة حال دون استعمال الماء للشرب أو الري والزراعة أو سقي الماشية. هذه كارثة حقيقية وخطيرة وستؤثر دون شك في قلب مدينة البصرة نفسها في القريب العاجل".
ولم تتمكن شبكة الأنباء الإنسانية من الحصول على إحصائيات عن النزوح البشري الناتج عن الجفاف وارتفاع نسبة الملوحة في المدن الأخرى.
وقد وصف رئيس مجلس محافظة البصرة، جابر أمين، الوضع بكونه "كارثة بيئية" وأعلن المناطق المتضررة "مناطق منكوبة بسبب نزوح السكان وتضرر الزراعة". وأوضح أن السلطات المحلية بالبصرة تقوم بنقل المياه إلى المناطق المتضررة عبر حاويات، "ولكن ذلك لا يكفي لأن المشكل لا يتعلق بمياه الشرب فقط ولكن بالأضرار البيئية والاجتماعية".
وقد بدأ انخفاض مستويات المياه في دجلة والفرات يؤثر بشكل كبير على الزراعة في العراق.
sm/at/cb-az/kkh