أفادت منظمة غير حكومية دولية أنه تم التبليغ عن زيادة كبيرة في عدد حالات السعال الديكي بالقرب من مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وأن تدهور الوضع الأمني صعّب وصول العاملين الصحيين إلى المتضررين.
ووفقاً لمنظمة ميدير غير الحكومية، تم التبليغ عن إصابتين قبل أسبوعين في قرية كوندوبي التي تبعد حوالي 20 كلم شمال الجنينة. ولكن العدد ارتفع في الأسبوع الماضي ليصل إلى 147 إصابة في الوقت الذي تم التبليغ فيه عن 11 حالة في قرية بير دغيغ الواقعة على بعد 10 كلم إلى الشمال.
وأفاد ديفيد سوتير، مدير العمليات بمنظمة ميدير، في بيان صادر عن المنظمة أن السعال الديكي هو سبب مهم في وفاة الأطفال حول العالم".
وتتجاوز أعمار العديد من المصابين الخامسة من بينهم راشدون، مما يشير إلى أن حملات التطعيم الأخيرة ساعدت في حماية الأطفال الأصغر سناً. إلا أن عموم السكان يواجهون خطراً أكبر لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على التطعيم الروتيني.
وعن صعوبة الوصول إلى المتضررين، قال سايمون مانينغ من منظمة ميدير: "لولا القيود المفروضة على رحلات الطائرات المروحية لتمكنا من زيارة هذه المنطقة منذ منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول. ولكننا نأمل أن يتمكن فريق طبي من زيارة كوندوبي على متن طائرة خاصة بالأمم المتحدة خلال هذا الأسبوع".
وأضاف قائلاً: "لقد كان العديد من الناس في كوندوبي يعيشون في محيط بير دغيغ إلى أن أجبرهم انعدام الأمن على مغادرة ديارهم في العام الماضي. ويقطن هؤلاء الآن مع أقارب لهم أو يعيشون في خيام مؤقتة من البلاستيك تحميهم من برودة الطقس. وتساهم هذه الظروف المعيشية الصعبة على انتشار الفيروسات والبكتيريا مثل بكتيريا السعال الديكي".
والسعال الديكي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هو مرض بكتيري يصيب الجهاز التنفسي، ويكتسي خطورة أكبر عندما يصيب الأطفال الصغار. وينتشر هذا المرض بسهولة من طفل إلى آخر بواسطة السعال أو العطس.
وفي عام 2003، أودى انتشار السعال الديكي في منطقة كيماتونع بودي بولاية إيكواتوريا بحياة 100 طفل معظمهم دون الخامسة، ووصل عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب المرض 126 طفلاً خلال الفترة من 20 أغسطس/آب إلى 22 سبتمبر/أيلول.