بدأت العشائر الشيعية في محافظات العراق الجنوبية تأسيس مدارسها الخاصة في محاولة لتجنب ضياع عام دراسي جديد على الأطفال بسبب انعدام الأمن والأمان.
وباستخدام المساجد المهجورة وبيوت زعماء العشائر والمناطق المفتوحة، سيتم تأسيس 21 مدرسة مؤقتة في محافظات البصرة وميسان والنجف وكربلاء وستوفر هذه المدارس في نهاية الأمر تعليماً مجانياً لألفي طفل، بينما سيتم دفع أجور المدرسين من قبل السكان المحليين.
وقال خالد حسين علاء، الزعيم الشيعي العشائري وأحد المبادرين الرئيسيين لهذا المشروع: مع ازدياد العنف، وعدم قدرة أطفالنا على الذهاب إلى المدرسة، قررنا أن نؤسس مدارس خاصة بنا". وأشار إلى أن معظم المدارس في المنطقة مثقلة بأعداد كبيرة من الأطفال المهجرين حديثاً.
وأضاف أن "المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي توفير عدد كافٍ من الكتب والمواد التعليمية للأطفال ولكن لحسن الحظ قدّم لنا بعض الخيرون المال الذي نحتاجه لشراء هذه المواد وسيحصل مئات الأطفال الآن على التعليم من جديد".
ووفقاً لأكرم حسن، المدرس في إحدى هذه المدارس فإن الفكرة ناجحة حتى الآن وسيستفيد منها كل من الطلاب والمدرسين.
وقال حسن: "لقد تم استهدافنا [من قبل في المدارس العادية] ولكننا الآن نحصل على الحماية الكاملة من العشائر. نتقاضى أجراً مقابل عملنا ولكنه بالطبع لا يقارن بما كنا نتقاضاه في السابق. لكننا على الأقل نستطيع العمل ونشعر بالأمان وبنفس الوقت نضمن أن الأطفال لن يخسروا تعليمهم هذا العام".
وإلى جانب أولئك الأطفال الذين لم يستطيعوا الذهاب إلى المدرسة بسبب انعدام الأمن والأمان في المنطقة فإن المدارس الجديدة ستوفر فرصة التعليم لأطفال لم يسبق لهم دخول المدرسة من قبل.
وقال علي مهدي، 14 عاماً، المقيم في إحدى المناطق الريفية في كربلاء: "أصبحت قادراً لأول مرة على كتابة اسمي. لقد كانت القراءة إحدى أحلامي وآمل أن يتحقق هذا الحلم الآن".
"